جسر التواصل/ الرباط
نعى اتحاد كتّاب المغرب، الدكتور جابر عصفور، الناقد الأدبي والباحث وأستاذ التنوير والمفكر.
وقال اتحاد كتّاب المغرب في بيان نعيه لوزير الثقافة المصري الأسبق: عرف ناقدنا الكبير، بحضوره الثقافي والفكري والأكاديمي الوازن، عربيا وعالميا، فكان فاعلا حقيقيا في الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة، مساهما بقوة، وعلى خطى أساتذته الكبار، وعلى رأسهم الدكتور طه حسين، في التأسيس لحركة ثقافية عربية، تنتصر لقيم الحداثة والتنوير والتجديد والتعدد والتنوع.
وأضاف البيان: “فضلا عن ذلك، ساهم الدكتور جابر عصفور في تطوير الدرس النقدي الأدبي العربي، مدافعا في الوقت نفسه، وبشدة، عن التنوير، وعن تجديد أسئلة الثقافة العربية والشخصية الثقافية العربية، داخل العالم العربي وخارجه، في مقابل دحضه لكل أشكال التخلف والتعصب والإرهاب، ومواجهة الأفكار الأصولية، فأثرى، بذلك كله، الحياة الثقافية والفكرية والنقدية والأدبية والسجالية، والعقل العربي، بعديد المؤلفات والدراسات والأبحاث المضيئة والمؤثرة، نذكر منها: “الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي”، و”مفهوم الشعر”، و”زمن الرواية”، و”المرايا المجاورة”، و”قراءة النقد الأدبي”، و”في محنة الأدب”، و”نجيب محفوظ”، فضلا عن مؤلفاته الثلاثة عن “التنوير”، وغيرها من الكتب والترجمات والمصنفات المرجعية الرصينة.
وقال البيان إنه عرف عن فقيدنا رحمه الله، في إطار دوره البارز في تقوية جسور الحوار والتواصل فيما بين مكونات الثقافة العربية، أنه كان من أهم المدافعين والمنتصرين العرب للثقافة المغربية، في مكوناتها وأبعادها المختلفة، بما قدمه الدكتور جابر في حقها من شهادات بليغة وكتابات محفزة، في اعتراف كبير منه بالأدب والنقد الأدبي في المغرب، في تراكمهما وتطورهما وتميزهما، عدا أنه يشهد له باهتمامه الكبير بالحضور المغربي، سواء على مستوى الملتقيات والندوات، وخاصة تلك التي كان ينظمها المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة، أيام رئاسته له، بما هو سلوك حضاري نبيل، واصله من أتى بعده من أمناء المجلس الأعلى، بكل تبصر وثقة في النبوغ المغربي الجديد، وأيضا على مستوى مجلة “فصول” و”المركز القومي للترجمة”، حين كان يشرف عليهما، بكل مسؤولية واقتدار، وفي غيرها من المحطات الإنسانية والرمزية الأخرى.