ذ.سعيد فرحاوي
سؤال مشروع لعدة إعتبارات؛ أولها عندما نتكلم عن الجمال في الزجل المغربي المعاصر ؛ موضوع سيجعلنا نطرح عدة تساؤلات مهمة تهم الذات المبدعة؛ بصفتها مركز الحياة في القصيدة؛ كما سنكون مجبرين على احترام عين أخرى تلتقط العابر فيها وهي تتلقى قصيدة موضوعها متاهة وفراغ؛ غالبا ماكان النص الزجلي تجليا في عمقها؛ ونحن نتحرك وفق هذه البوابة التي تكلم فيها الزجال؛ وعنها حاول إخفاء خباياه التي؛ غالبا ماكانت سرا من أسرار تعبه؛ ألا. وهي القبيح في عمقه الذي لم يكن جريئا في إخراج خيوط مرضه فيها؛ إنها حقيقة المتاهات المربكة فيه والتي غالبا ماجاءت القصيدة الزجلية بركانا معريا عنها؛ دون أن ننسى سؤالا في ألغاز الذات التي تلتقط الزجل وتحتمي به؛ ليتكلم باسمها؛ هي ذات تتسرب حمقا وجنونا ؛بل تسيل متاهات لاحصر لها؛ والمتتبع لعنف الزجل المغربي؛ سيجد نفسه مجبرا على تفكيك هذا السراب الذي يتشتت بشكل لامتناهي من دوامات وجود رأته العين الزاجلة؛ فابتلعته شمسا من ألم لاحصر له. ربما كانت هذه إحدي المرتكزات الغائبة في الأبحاث النقدية التي واكبت الكتابة الشعرية في جنس الزجل المغربي. إن خصوصية القصيدة الزجلية المغربية لاتحصر في الكتابة الفونتيكية؛ ولا في اللغة الاشتقاقية؛ ولا في معطى من قال التص الاول و لا الأخير؛ ولا في ذكر بعض الأسماء للتباهي بها؛؛ لا في إصدار ديوان لتوقيعه في مؤسسة ما من مؤسسات الدولة المغربية؛ و لا في التسابق في التعالي في المهرجانات و بأن هذا أحسن من ذاك؛ ولا في الكلام عن أن فلان له الريادة في كتابة الزجل. إن أسرار القصيدة الزجلية المغربية هو ضرورة تفجير هذا العنف القوي الذي حرك متاهة الذات؛ في عمق ينفي وينفى في نفس الوقت؛ كلها أسس تبني كلية متاهية تحرك الوجدان وتقتل الذات وتقوي العمق الفلسفي فيها ؛ الذي شكل أساس كل شيء تحتويه النفس الشعرية في التص الزجلي المغربي المعاصر . أما الجمال الذي نريده؛ ليس في الأصوات ولا في الإشتقاق ولا في الإيقاع ولا في الأسبقية في الكتابة ولا في الإحتكار؛ إن الجمال المعني والذي يشكل القيمة المهيمنة في شعرية السؤال الزجلي الحديث هو البحث في موضوع كتابة حركت سيكولوجية متحركة؛ متحولة؛ غاضبة؛ نافية؛ منفية؛ منهوكة؛ مغلوبة ؛ اي ذات تفجر العمق الوجودي في النفس التي تكتب الزجل. إنها بركان المتاهة والنفي والإنكسار في الزجل المغربي الحديث : سؤال قوى اساس البحث في شعرية الذات؛ المتاهة؛ الغياب. أما الجمال كمتعة؛ فذاك إشكال ماكر يخفي أسرار الزجال المغربي الذي يتعرى بلغة لاترحمه. وهو موضرع سيجعلنا نعيد طرح السؤال باستنكار أكبر أساسه: عن أي جمال تتكلم القصيدة الزجلية المغربية المتسمة بروائح التمزقات النفسية اللامتناهية؟؟؟؟؟ ام أن الحقيقة هي الكذب على الذات ونحن نجتر الحمق في مواضيع تخفي الحقيقة؛ لتتكلم عن السراب؟؟؟… ..