ياسين حكان كاتب وباحث مغربي.
مؤلف جديد وقعه الدكتور خالد السالمي بوغابة، الباحث والكاتب في علم الاجتماع، موسوما بعنوان “المثقف والمجتمع: دراسة سوسيولوجية للمجتمع المغربي” عن منشورات ديهيا، بركان،(يناير 2024) في حدود 180 صفحة من القطع المتوسط.
ويندرج هذا الكتاب ضمن المشروع الفكري والنقدي للباحث، بحيث أصدر عدة مؤلفات: منها كتاب “لعنة الديموقراطية: قراءة في فكر نعوم تشومسكي”(2018) وكتاب “الرواية والوجود”(2021)، وكتاب “من التاريخ إلى التأسيس: قراءة في فكر الإمام الغزالي” (2022)، وكذا كتاب “منطق اللغة”(2014)، كما له قيد الطبع: كتاب “آليات إنتاج المعنى”.
والكتاب يركز على تحليل وضعية المثقف داخل المجتمع المغربي، معتمدا على دراسة التحولات السياسية والاجتماعية التي أسهمت في تواري المثقف عن الأنظار وفقده لمكانته داخل المجتمع المغربي، وما أحدثه هذا الأمر من تصدع في البنيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المغربي.
وعمل الباحث السالمي على تتبع كرونولوجية تراجع الثقافة ودور المثقف في المجتمع المغربي، بناء على بحث ميداني شامل؛ مؤسس على معطيات إمبيريقية ومقابلات ميدانية مع عينة تمثيلية من الشباب في جامعتي محمد الخامس بالرباط وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.
وأضاف الباحث في علم الاجتماع السالمي بوغابة، أنه أرجع عوامل هذا التحول البنيوي في وظيفة المثقف داخل المجتمع إلى ثلاث أسباب رئيسية: السبب السياسي، ممثلا في السياسات العمومية، والتخوف الكبير من المثقف من طرف السياسي والهيئات السياسية التي تراجعت عن وظيفتها في التأطير والتوجيه بناء على تدخل المثقف في ممارسة فعل السياسة، وفي ذلك، يقول الدكتور إدريس بنسعيد: “وكانت السلطة تتوجس من كتاباتهم، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: محمد عابد الجابري، عزيز بلال، عبد الله العروي، عبد الرحيم بوعبيد، محمد جسوس، عبد الكبير الخطيبي”(حوار مع الدكتور إدريس بنسعيد، جريدة الاتحاد الاشتراكي: 2017)، والسبب الثاني هو السبب التربوي، حيث انحصرت وظيفة المدرسة في تخريج عدد من الطلاب بدون تكوين ثقافي ولا خلفية معرفية تؤهلهم للاندماج في المجتمع، أو بتعبير الباحث نفسه تحولت المدرسة من تخريج طالبي العلم إلى تخريج طالبي الوظيفة، وبخصوص السبب الثالث فقد أجمله المؤلف فيما يسمى الحداثة السائلة أو بتعبير آخر، الانتقال غير السلس للمجتمع المغربي إلى مرحلة ما بعد الحداثة في ظل العولمة التي تعصف بالإنسان والمجتمع، معليا من شأن الآلة وإعلان موت الإنسان.
ومن بين ما يشير إليه المؤلف، أنه “مع هذا التحول المرضي (Pathologie)، غدا دور المثقف ديكورا يؤثت الصالونات أو بوقا لتلميع صدر السلطة، ومن ثم غاب المثقف المناضل (القدوة)، وحلت الآلة (موت الإنسان/المثقف)”.