“لا تذكرُوني .” للشاعر عبد العزيز حنان

جسر التواصل19 أغسطس 2021آخر تحديث :
“لا تذكرُوني .” للشاعر عبد العزيز حنان

الشاعر عبد العزيز حنان



إلى أرواح من عايشناهم ردحا من الزمن
و في غمرة الانشغالات و وطأة الوباء
استفقنا على خبر رحيلهم و انتقالهم إلى
عالم آخر نحن جميعا لاحقون به
إلى من أركنهم و طواهم النسيان إلى أن أعلنهم الموت .
///////
( من وحي الذين لا نتذكرهم إلا حين يغادروننا في صمت….)
*******
لا تذكُروني ،
بعْدما تزُفُّني إليها ،
أعراسُ الموتِ …
لا تُدبِّجوا خلفيَ ..
مَراثيَ الأْمداحِ ،
لا تشرَبوا على ،
رحيلي الحزنَ مُصطنعاً ،
في الأقداحِ ..
لا تُتْعبوا أرواحَكم ،
إذا ما ،
انْسلّتِ الرّوح منّي ،
و انقطع بعُمري ،
حبلُ السّمع و الصّوتِ .
أُريدُني ؛
حيّاً بينكم …
ما دام بالقلبِ نبضٌ ،
ما دام بالصّدر ،
نفَـسٌ …
ما دام بالجِلْد ،
حِسّ حين تلامسُ ..
يدٌ مُصافحة ،
أو عِناقُ صِدقٍ ،
يمدُّني قوّةً …
أملاً …
و يُطيل عمريَ ،
أعماراً …
تُلغي خوفاً .. كابوساً ..
مِن نهايةِ رحلة ،
أوانُها ، لَمّا يأْتِ .
اُذكرُوني ،
حيّاً بينكم …
يُملأْ بها ،
مِيزان حسناتكم …
أَ ليستِ البسمة ،
صدقة ..؟
و التودُّد ،
محبَّةً في الله …
قُربى ؟
و عيادةُ المريض ،
من القهر …
من بؤْس الأيام …
عبادةً ؟
تُجْزَ بالثّواب …
تجدْها بالصّحيفة ،
تقرأُها ، تشهدُ لك ،
يوم البعثِ ؟؟؟
لا تبكُوني .
لا تمدحُوني .
إذا ما ضَمَّ الثَّرى ،
ما تبقّى منّي …
دعُوني حينها ،
لِـرحمةِ الذي ،
مِن طينٍ ،
سوَّانِي …
و مِن روحِه ،
أوْقَدَ الحياة …
بِكِياني .
دعُوني حينها ،
لِـرحمة الرّحمان الرّحيم ….
مِن دُنياكم ،
إلى فيْض ملكُوته …
دعاني .
انتقالٌ مِن حياة ،
لِحياةٍ …
فاصلُها إشراقةُ الموتِ …
و أنا الرُّوح ،
بالذّاتِ تحركها ،
أشعروني دفء النبض …
ألامس في الابتسام ،
صدق السريرة …
و في العناق ،
صدق المحبة …
و في النظرة ،
صفاء مشاعر ، نتقاسمها …
بلا مراءٍ .
بلا نفاقٍ .
بلا خبثِ .

الاخبار العاجلة