عبد العزيز حنان الدار البيضاء في 03/04 غشت 2021

ما أُنيخَت العِيس ،
و لا
حُمِّلت بالدجى العِير .
ما أَرسلتِ الدّمع ،
مُنهمرا و لا
ودّعت ببَنان …
يُوَشحه ألمُ البُعد ،
تُجلله حُرقة الفقْد ،
و ما رفرف الجفنُ منها …
و لا شعَّ بعينيها ،
حسرة و لا ندمُ .
جبرانُ …!!!
حدثني عن عشق مَيٍّ …
على النأْي ،
أيْنعت عرائشه …
و تضوَّعت الآفاق بعطره ،
يزيح عن قلبك ،
أغلالا …
اشرأبَّت منها أشواك ،
و استوطنها الاغتراب و السأمُ .
جبرانُ …!!!
من أي نبْع سماويّ ،
يأتيك وحي الحرف …
فتزهر بحدائق القصيد ،
سنابل الحكمة جاورتْ
سقف السماء سمُوّا …
و استظلّت ،
غمام الفكر الثاقب …
ترتقي به النُّهى ،
على بُراقٍ
صهوته قراطيسُ ،
و لجامه قلمُ .
سيدتي …!!!
و طنٌ أنت ،
ضمّ جنوني ردْحا …
فكيف ،
عن بنيه يضِنُّ الوطن ؟؟؟
فيك ،
لامسْت عطر الأرض النديّة …
و فيْئها المدرار ،
أحياني من عطشي …
فكيف يجفُّ ضِرع الوطن ،
يروي بنيه ؟؟؟
و كيف يستحيل الغمام به ،
سحاب صيف عاقر ،
لا غيث يُحيي المواتَ ،
و لا ندى محبة ،
و لا كرمُ ؟؟؟
سيدتي …!!!
هل كان همسُك الحالم ،
وهْما ؟؟؟
هل كانت لهفة القُبل ،
تهيُّؤا ؟؟؟
هل كان جُود المشاعر ،
منك … شفقة ؟؟؟
و كيف تحول هذا الكائن ،
بقلبك …
بحياتك …
حِملا ثقيلا …
كأنه جرثوم معدي ،
كأنه ورمُ ؟؟؟
هو كما انتهى إليه ،
جبران .
حبٌّ كأنه شبح …
فحين صار حقيقة ،
محاه من القلب المللُ .
فهل كان حبك ،
سيدتي …!!!
كنهرٍ ،
تدفق من قمة الثلج ،
مكتدحا …
حتى إذا عانق الحبيبَ ،
خفّت جذوته ،
و تحول مُعتكرا ،
بتهمة العشق …
كأنه جاحد أنعُمَ الله ،
و بنواميسه قد كفر …
فهو إلى الكُفر أقرب ،
أو هو آثمُ ؟؟؟
سيدتي …!!!
” ويْلي من البيْن …”
مِن راحلِ القلب ،
أدمى يقينَه …
و خلَّفه أطلال ماضٍ ،
درسَتْ معالمه …
و غطتها رياح النَّوى ،
بكثبان الهجْر …
فلا حبٌّ كان ،
و لا أشواق
بين الضلوع تضْطرمُ …
سيدتي …!!!
هو البيْن حلّ و بَنَى ،
جدار فراقٍ دامع العين …
على خرائب الروح …
قسما بمن أنْبت ،
بالقلب حبا صادقا ….
سيبقى حتى ،
يؤْنسني باللَّحْد خليلا …
وحدك بالقلب ،
أميرته .
تشهد عليَّ الشفاهُ منك ،
و القدمُ …
وداعٌ أنت حكمت به ،
كسّر صلب جوانحي …
و أطفأ شعلة الحرف ،
و جفَّف ينابيع الإلهام ،
قبْلما ،
أَعلن الاعتزالَ ،
من خيْبته القلمُ
//////////////////////////////////////
هوامش:
* ” ناديت ، لا حملت رجلاك يا جمل “
” ويلي من البين “
من قصيدة يا حادي العيس لشاعر مجهول يلقب بمجنون دير هرقل
* استحضار رباعية من قصيدة المواكب لجبران خليل جبران :
يرجى فإن صار شيئا مله البشر
و ما السعادة في الدنيا سوى شبح
حتى إذا جاءه يبطي و يعتكر كانهر يأتي نحو السهل مكتحا
إلى المنيع فإن صاروا به فتروا لم يسعد الناس إلا في تشوقهم
Views: 3
























