محمد اديب السلاوي
ازمة كورونا دخلت التاريخ من الباب الواسع لتكشف للعالم عن مرحلة جديدة بعدها، في الاقتصاد العالمي، في التعليم والطب والبحت العلمي، كما في كل مناحي الحياة الانسانية.
الدول العظمى، الدول المتقدمة والمتخلفة، بعدما اوقفت التعليم والطيران والنقل والصناعة والسياحة، واغلقت المقاهي والمطاعم والملاهي والمراقص والاندية الثقافية والرياضية وفرضت الحجر الصحي على الشوارع والبيوت، انخرطت في السباق الدولي لتجاوز هذه الازمة، في محاولة لحصر تداعياتها المؤلمة التي هزت العالم وغيرت العقليات والسياسات، عبر ايجاد دواء /لقاح للقضاء عليها، والانتقال بالعالم الى مرحلة جديدة من التاريخ.
انها ازمة حادة ومرعبة، كماوضعت حكومات العالم باسره امام اختبار حقيقي لتخطي تهديدها المرعب الصامت، اللامرئي، وضعتها امام صحوة الصدمة /صحوة غير معتادة، ضربت البيروقراطية والروتين الاداري والبروتوكولات والقوانين وكل مايتعلق بالحياة المعتادة لبني الانسان، وهو ما جعل العديد من الحكومات تعيد النظر في احوالها واحوال شعوبها.
مغربيا ،تضعنا ازمة كورونا امام سؤال صعب : هل ستدفعنا لتغيير مفاهيمنا للسياسة وقيمها… ؟هل ستوجه اهتمام حكوماتنا للبحت العلمي والثقافة والمعرفة والعلوم البحتة؟ هل سنعتبر هذه المحنة درسا لبناء مغرب جديد.
طبعا لاننظر اليوم جوابا بقدر ما ننتظر نهاية الازمة وانتقالنا الى مرحلة جديدة من التاريخ.
اننا مع العالم باسره ننتظر رحمة المولى جلت قدرته، انه على كل شيء قدير /وبكل شيء عليم.