جسر التواصل -الرباط
من رحم المعاناة انطلق في سماء الابداع ليضع له اسما وسط الكبار … انه الفنان التشكيلي الكبير أحمد حيزون ……. من شغب طفولة صعبة دخل الى محراب الرسم … فكانت التلفزة ملهمته لينبهر بأفلام الويسترن وليشكلها في لوحاته ..ثم ما لبث في سنه الصغيرة أن اكتشف الطبيعة … فانطلق لرسم الاشياء والاماكن والوجوه والأحصنة … هو ذاك فناننا الكبير أحمد حيزون الذي سيطل علينا من “ناقوس الفن” للفنان الكبير عثمان الشملاني لنتعرف على مسار ثري تمتزج فيه المعاناة والمكابدة والاجتهاد والاحتراق الداخلي ليصنع لنا الجمال ….
تنقل احمد حيزون بين اكثر من مدينة بعد تخرجه من مدرسة الفنون الجميلة … وانطلق وهو طالب يبحث عن مكانه وسط الفنانين التشكيليين .. فزاوج بين الدراسة والعمل … وكان عملا شاقا متعبا الا ان صياغته للبورتريهات التي اتقنها منذ نعومة اظفاره اعطته القوة والحضور والامل في مستقبل مبهر …. فاستكمل دراسته وحلق عاليا في سماء الفن الراقي …
الفنان الكبير احمد حيزون عاش الاغتراب الداخلي وحرقة الفنان الذي يبحث عن موطء قدم في عالم التشكيل والجمال واستطاع وحده ان ينقش اسمه رغم الاكراهات والمعاناة بحروف من نور في سماء الفن التشكيلي المغربي ….بل ان تجربته في ايطاليا ابانت عن علو كعبه في التشكيل فقد حظي بالجائزة الثانية في مباراة للرسم نظمت هناك .. مما لفت له الانظار وجعل اسمه على كل لسان في الديار الايطالية كفنان موهوب له ريشة مبدعة ولمسات خلاقة …
لم يستهويه التشكيل فقط بل انه انطلق ليستكشف اسرار النحت والتصوير والديكور فابدع فيهم وتفنن واضاف لهذه الفنون لمسته الراقية فبدت في بهاء يفتن الناظرين … وهي الفنون التي حينما تلامس فكر احمد حيزون فانها تبدو ملهمة ومشرقة وراقية وأنيقة ….هو ذاك الفنان الكبير احمد حيزون الذي تبهرنا ابداعاته ولوحاته .. لقد ألف ان يركب الصعب ويواجه الامواج العاتية بصدر عارية بل بريشة مبدعة وفكر ثاقب….. زادته جولاته في العديد من المدن المغربية وفي الديار الايطالية حنكة وخبرة وتجارب ومراس … انه فنان عميق الرؤيا ….ثاقب الفكر….. بريشة ملهمة…. وأسلوب مبهر ….ومدرسة خاصة ….ومنهج فريد ونادر … لذلك استطاع ضيف ” ناقوس الفن” ان يتربع على عرش الجمال وليعطينا لوحات غاية في الاتقان والجمال والبهاء والرقي …
احمد حيزون سيرة فنان صنع مجده بعرق الجبين … حفر في الصخر … قاوم الاكراهات والضغوطات المادية وحتى المعنوية … فصنع مساره بنفسه ووصل به الى افاق عالية ….
احمد حيزون عنوان لمبدع جميل استطاع ان يركب الصعب…. ويواجه المحن ….ويتحدى الظروف….. ويختار له مكانا وسط كبار فنانينا اللذين نفخر بهم …
و”ناقوس الفن”والمبدع عثمان الشملاني يسافران بنا مرة اخرى في حلقة مثيرة وناجحة كسايقاتها الى سماوات الابداع الذي يصنع خطوة خطوة … و بخطوات واثقة للوصول الى المجد الفني …ويؤكدان ان الفن الحقيقي لا تهزمه المصاعب .. وان الفنان الحقيقي مناضل في محرابه …متمسك بفنه…. معتصم في مرسمه …ليصنع له اسما في عالم التشكيل تفتخر به الاجيال …..
