جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي
الكل يتذكر من كان يقف إلى جانب مصطفى مع مجموعة بوركون..وبالضبط على يساره..خلال كل سهرة من السهرات الخالدة التي أحييتها هذه المجموعة التي زعزعت كيان عشاق الفن الشعبي في زمن معين..ومازالت إلى يوم هذا” رغم كل ما حصل”..الكل يتذكر ذلك الصوت الشجي ..وصاحبه الذي يحمل بحة خاصة..تكسر السكون..انه الزيتوني بوركون..الفنان متعدد المواهب..ضابط إيقاع من الطراز العالي..يعزف على العديد من الآلات الموسيقية..عندما كان يلتقي صوته مع صوت مصطفى تعتقد أنهما التوأم الذي لا مثيل له ..وفي الضفة الأخرى كان بوشعيب بجانب الحداد رشيد..كل واحد يؤدي دورا معينا….
الزيتوني الذي فضل الاستقرار بالمغرب..وفي المدينة التي ازداد فيها وعشقها وعشقته..وعشقه جمهورها الكبير..حيث يعرفه الكبير والصغير..الزيتوني الفنان المتواضع الذي لا يتكلم إلا عندما يصعد إلى المنصة..فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
الزيتوني الفنان المخلص لفنه ولطريقة اشتغاله..ظل دائما إلى جانب مصطفى..وخلال كل تصريحاته واجتماعاته يؤكد أن علاقته مع مصطفى علاقة لا مثيل لها..ونفس الشيء بالنسبة للفنان مصطفى بوركون الصديق والأخ والوفي الذي لا يحتاج مني أي بطاقة تعريفية….
الزيتوني الذي أدى المئات من الأغاني الخالدة رفقة المجموعة..وكل منا مازال يتذكر عندما يجتمع هو ومصطفى وهما يؤديان مقطعا من الأغاني ويقابلهما في الجهة الأخرى صوت بوشعيب ورشيد..والأروع عندما كان يتدخل بصوته”الحديدي” في العديد من المقاطع..منها مثلا..باقي لي واحد..حسبوهم هو أربعة..أربعة نجوم بوركون..وغيرها من الأغاني التي كتبها التاريخ..وحفظها أهل الفن وصفقت لها الجماهير الغفيرة…
اليوم الزيتوني عاد من جديد..ليسترجع ذكريات الفن الخالد..من خلال أغنية”الزينة قليني” ومريم.. عزف وتنسيق مصطفى بوركون..أغنية سمعناها ونحن مازلنا نتابع دراستنا في أولاد أفرج..بعاصمة دكالة العزيزة..وحفظناها عن ظهر قلب..أكثر من رواية غسان كنفاني” رجال في الشمس”..أغنية عندما سمعها الجمهور الغفير تفاعل معها..كما تفاعل مع العديد من الأغاني الخالدة..
كم من مرة أدينا هذه الأغنية في مناسبات متعددة..رفقة الأخوة الخياطي وسعيد ومسعود..الرباعي الذي قلد نجوم بوركون كثيرا في العديد من الأغاني..بل يمكن أن نعتبرهم من حفظوا أغاني هذه المجموعة من الألف إلى الياء….
اليوم الزيتوني ذكرنا بهذه الأيام الجميلة الخالدة التي من الصعب أن تعاد من جديد..الزيتوني ..”زيتوني واحد” ومن الصعب أن تنجب الساحة الفنية شخصية فنية مثله..وعلى جميع المستويات..أقول هذا واعرف ماذا أقول..كما سبق أن قلت من الصعب أن تخرج مجموعة غنائية في هذا الوقت..مثل نجوم بوركون…
الزيتوني هو الفنان الذي قدم العديد من الأغاني مع العديد من الفنانين..منهم زهرة الفنانة الكبيرة التي أعطت الشيء الكثير..والتي حققت أغنيتها رفقة الزيتوني ومصطفى رقما قياسيا..ألا وهي: بكيت عليك ياميمتي مابكيت على بويا..ولزهرة قصة وحدها…
الزيتوني الفنان المتواضع.. من خلال هذا الإبداع.. يؤكد تشبثه بنوعه الفني الراقي ..رفقة مصطفى بوركون..أغنية: يا الزينة قليني ومريم..توقيتها عشر دقائق..لكن تعود بك إلى سنوات طويلة مرت..ولكن مع ذلك لم تمت..وبقيت خالدة..لأنها مضبوطة ومدروسة على جميع الجوانب..فألف شكر للفنان الزيتوني و الفنان مصطفى بوركون..وأجمل عبارات الاحترام لكل الأشخاص الذين يعملون في الخفاء للحفاظ على مثل هذه الأغاني الخالدة..وفي مقدمتهم السيد البيضي….