عرض وتحليل لبعض منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا توصل بها المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية بباريس بعد عقد التوأمة والشراكة بين المؤسستين بتاريخ 14 يوليوز 2021م

جسر التواصل2 أغسطس 2021آخر تحديث :
عرض وتحليل لبعض منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا توصل بها المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية بباريس بعد عقد التوأمة والشراكة بين المؤسستين بتاريخ 14 يوليوز 2021م

إعداد : السيد يحيى الشيخ، رئيس المركز
باريس، بتاريخ 30 يوليوز 2021م

تتشرّف إدارة المركز العالمي للدراسات العربية أعلاه ــ التي تسلمت مجموعة من الكتب القيمة من الخزانة العلمية الصبيحية بسلا ــ بتقدم بأسمى عبارات الشكر والمودة والتقدير للسيد أحمد الصبيحي مدير الخزانة وللسيد نور الدين اشماعو رئيس جمعية أبي رقراق ولمن ساهموا في تشييد صرح هذه التوأمة والشراكة المباركتين بإذن الله تعالى، ونخض بالذكر السيد الفاضل الأستاذ عبد المجيد فنيش والسيد المحترم محمد هشام، وكلهم من بيوتات سلا العامرة.
فيما يلي عرض وتحليل للكتب موضوع هذا المقال :
الكتاب الأول:
عنوان الكتاب :
كتاب ابن الخطيب بسلا
المؤلف : العلامة جعفر بن أحمد الناصري (1893م ــ 1980م)
تقديم الدكتور محمد حجي (ص : 7 ــ 10)
منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، مطابع سلا 1988م.
عدد الصفحات : 157 ص.


التعريف بالكتاب :
١ ــ المؤلف :
مؤلف هذا الكتاب ــ رحمه الله ــ هو العلامة جعفر بن أحمد الناصري (1893م ــ 1980م)، وهو ابن المؤرح الناصري صاحب كتاب «الاسقصا لأخبار دول المغرب الأقصى»، وقد طبع وترجم في عهد الحماية، كما صدر في المغرب (منشورات وزارة الثقافة والاتصال، 2001م، 8 أجزاء، تحقيق وتعليق الأستاذ أحمد الناصري، إشراف محمد حجي، إبراهيم بوطالب وأحمد التوفيق ). وهو أيضا صاحب كتاب طلعة المشتري في النسب الجعفري.
أما مقدم الكتاب، فهو العلامة الجليل الدكتور محمد حجي، سليل مدينة سلا، المؤرخ الكبير كما تشهد له بذلك أعماله الغزيرة، منها :
ــ فهرس الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، الكويت، منشورات معهد المخطوطات العربية، ط. 1، 1985.
ــ موسوعة أعلام المغرب، 10 أجزاء، دار الغرب الإسلامي، 1980م.
ــ معلمة المغرب (إشراف محمد حجي)، 24 جزءًا.
٢ ــ الكتاب :
هو ترجمة للمؤرخ الأديب لسان الدين بن الخطيب التي اتخذ سلا دار مقامه وشهادة عن صلته بالمدينة وأهلها ومآثرها. وقد خصص المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية بباريس ندوة كاملة عن لسان الدين ابن الخطيب في برنامجه «منتدى الثقافة العربية» (الندوة) تعرض فيها الباحث يحيى الشيخ لهذه المرحلة من حياة ابن الخطيب المؤرخ الشاعر الطبيب خلال إقامته بمدينة سلا العامرة بإذن الله.
ورد في مقدمة السيد محمد حجي أن المؤلف «جمع شتات الموضوع من شتى المصادر في فصول منسقة استقصى فيها ظروف قدوم ابن الخطيب إلى المغرب المرة تلو الأخرى وضبط ذلك بالأيام والشهور والسنوات، وبين الأسباب والغايات، وحدد المدد التي قضاها بسلا والأماكن التي قطنها، ومن لقي بها وأنس به أو استوحش منه، وما نعم به من رغد عيش وسعة حال، أو ما أصابه من بؤس وما شاهد من أهوال إذ لم تكن الأحوال السياسية مستقرة والانقلابات الدموية بين أبناء الأعيان لا تكاد تنقطع» (المقدمة).
لقد استقرأ المؤلف ــ رحمه الله ــ في كل هذا مؤلفات ابن الخطيب المنشورة والمخطوطة خاصة ما يتعلق بسلا من نصوص، فحللها وربط بينها وبين الجو العام في المغرب والأندلس والحالة الخاصة التي كان يعيشها ابن الخطيب بعد أن تكالب عليه أعداؤه بالأندلس ومنهم ابن زمرك.


اشتمل الكتاب على ثلاثة فصول تناول الأول منها ظروف قدوم ابن الخطيب إلى سلا ومكوثه بها واجتماعه بالشيخ أبي العباس أحمد بن عاشر وتردده على شالة ومراسلاته لملوك بني مرين. وفي الفصل الثاني تعرض للأحداث السياسية التي عاشها ابن الخطيب وعن مصرعه بعد محاكمته بفاس بتهم واهية دبرها له أعداؤه بالأندلس، كما تطرق إلى انتصار ابن خلدون المؤرخ له، وللصداقة التي كانت تجمع بين الرجلين منذ أن كانا طالبين بجامعة القرويين بفاس (انظر بهذا الصدد ندوة المنتدى المشار إليها سابقا). وقد خصص الفصل الثالث والأخير لتصانيف ابن الخطيب خلال مقامه بسلا وهي اثنا عشر تصنيفا تمثل خلاصة أبهى حياته العلمية، تتنوع بين الأدب (الشعر والنثر) والعلوم (الطب) والسياسة والتاريخ.
فضلا عن فهارسه العلمية المتنوعة، فإن الكتاب غني بالمعلومات القيمة التي تفيدنا في التعرف على مرحلة مهمة من حياة لسان الدين ابن الخطيب وعن الحياة الفكرية والسياسية بسلا في فترة عصيبة من فترات العصر المريني وعلاقة أمراء المغرب بحكام الأندلس. كما يصور لنا الصراع السياسي والتنافس على السلطة بالأندلس الذي اتخذ صبغة فكرية تمثلت في إحياء التصادم الفكري المعرفي القديم بين كشف المتصوفة (أهل الباطن) وتقليد الفقهاء (أصحاب الظاهر).
الكتاب الثاني:
عنوان الكتاب :
سلا أولى حاضِرَتيْ أبي رقراق
المؤلف : عبد العزيز بنعبد الله (عضو أكاديمية المملكة المغربية)
تقديم الدكتور محمد حجي (ص : 3 ــ 4)
منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، مطابع سلا 1989م.
عدد الصفحات : 144 ص.
التعريف بالكتاب :
١ ــ المؤلف :
هو عبد العزيز بنعبد الله (عضو أكاديمية المملكة المغربية) والمجاميع العربية والمجمع الهندي ورئيس المجلس العلمي للعدوتين (المملكة المغربية)، مفكر وباحث موسوعي، له مؤلفات رفيعة، منها :
١ ــ الموسوعة المغربية لللأعلام البشرية، أجزاء كثيرة : معلمة الصحراء (1976م)، معلمة المدن والقبائل (1977م)، الموسوعة المغربية للأعلام البشرية (1981م) وغيرها، وكلها نشرت ضمن مطبوعات وزارة الأوقاف.
٢ ــ فاس منبع الإشعاع في القارة الإفريقية، الجزأين الأول والثاني، الرباط، المطبعة الملكية، 2001م.
٣ ــ معلمة التصوف الإسلامي، في ثلاثة أجزاء، الرباط، دار نشر المعرفة، 2001م.
٢ ــ الكتاب :
أتى هذا الكتاب ــ كما يقول السيد محمد حجي : «ليعزِّز مصادر البحث التاريخي لمدينة سلا المجاهدة بعد كتاب الإتحاف الوجيز للمؤرخ الشهير محمد بن علي الدكالي السلوي الذي نشرته الخزانة العلمية الصبيحية بسلا عام 1988م. وقد اعتمد صاحبه على المصادر العربية الأصلية مغربية وأندلسية وشرقية، مخطوطة ومطبوعة، في حين اعتمد بنعبد الله ــ بما عرف به من موسوعية ــ على المؤلفات الأعجمية والمجلات التاريخية المتخصصة وأحاط بما احتوت عليه مما يتعلق بحاضرة أبي رقراق الشمالية» ( ص 3).
يتكون الكتاب من قسمين، أولهما دراسة تاريخية لمدينة سلا منذ تأسيسها إلى اليوم، والثاني عبارة عن معاجم ألفبائية للأعلام البشرية والحضارية والمرجعية، مع ملحقين عن المهدية وتموسيدا الواقعتين في ضواحي سلا. في الدراسة التاريخية نراه قد تناول أبعاد التطور الحضاري لمنطقة أبي رقراق منذ عهد الفينيقيين ثم الرومان مع استقصاء أقوال الرحالة العرب القدامى وغيرهم، وتدرج في البحث إلى العهد العلوي. كما تحدث أيضا عن مظاهر الاقتصاد السلوي التي بلغت أوجها بعد إنشاء مرسى سلا في النصف الأول من القرن السابع عشر حيث ازهر التبادل التجاري بين المغرب وأوروبا. ولم يفته في هذا القسم ذكر المراكب الجهادية في سلا وحركة القرصنة. أما القسم الثاني فقد اهتم فيه بالأعلام البشرية بالمدينة من
أدباء وعلماء وأطباء ومهندسين وسفراء وصلحاء وشيوخ وتجار وقضاة وولاة وعمال وقباطنة البحر. ثم ختمه بمسرد للأعلام الحضارية : الحارات والمساجد والزوايا والمارستانات والقصور والأسوار والأبراج والصقالات والأنهار والعيون والقبائل والبيوتات وما إلى ذلك.
نقول في الختام إنه لا غنى عن هذا الكتاب للباحث في تاريخ سلا ورجالات المغرب.
الكتاب الثالث:
عنوان الكتاب :
بيوتات مدينة سلا
المؤلف : الفرنسي جان كوستي
تعريب : بلقاسم بن العربي عشاش
تقديم وتحقيق : السيدة نجاة المريني
منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، مطابع سلا 1989م.
عدد الصفحات : 156 ص.
تقديم بقلم السيدة نجاة المريني : من ص 3 إلى ص 17.
التعريف بالكتاب :
١ ــ المؤلف :
جان كوستي، مؤلف هذا الكتاب، معمّر ومؤرخ فرنسي كان يعمل مراقبا مدنيا في مدينة سلا في عهد الحماية، وقد اهتم بتاريخ العائلات الأهلية الشهيرة بهذه المدينة العريقة. ألفه بتاريخ 3 يناير 1925م، وأشرفت على طبعه ونشره بالرباط الإقامة العامة الفرنسية بالمغرب عام 1931م.
٢ ــ الكتاب :
الكتاب الذي بين يدينا هو تحقيق لمخطوطة مترجمة لكتاب جان كوستي :
Jean Cousté, Les grandes familles indigènes de Salé, 1925
يشتمل على ثلاثة أبواب :
الباب الأول : يتناول تاريخ سلا في العصور القديمة وعهد الملوك المتعاقبين على حكم المغرب (المرابطون والموحدون والمرينيون والسعديون والعلويون)، كما يتطرق إلى تاريخ سلا في عهد الحماية وتوزيع سكانها حسب الأحياء.
الباب الثاني : يتناول بيوتات المدينة، ومنها بيوتات الأشراف (الهاشميون، الإسماعليون والسليمانيون والعلميون والناصريون …) وبيوتات الصالحين (أولاد سيدي أحمد بن عاشر، الحسونيون والحجيون …) وبيوتات ذوات النفوذ، ومنها : بيت زنيبر وبيت معنينو وبيت الصبيحي وبيت فنيش وبيت بوعلو وبيت المريني وغيرها من بيوتات العائلات العريقة علما وجاها بالمدينة. كما يذكر البيوتات المنقرضة أو التي كادت تنقرض.
الباب الثالث : في خصوصيات أهل سلا، ومنها : التدين والعلم والمعرفة والتجارة والصناعة، كما تناول وضعية مدينة سلا بصفة عامة.
أما عن أهمية هذا الكتاب، فنقول إنه لا غنى عنه للباحث في تاريخ المغرب بصفة عامة وفي تاريخ مدينة سلا بصفة خاصة لما يشتمل عليه من مادة غزيرة منتقاة اعتمدت الوثائق وكتب الطبقات والبحث الميداني أيضا. أضف إلى ذلك متعة قراءة فصوله إذ أن السير الدقيقة نُقلت إلينا في نصها العربي بأسلوب رفيع يلائم هذا النوع من السرد التاريخي وتراجم المشاهير الذين تنسب إليهم بيوتات مدينة سلا لكونهم ساهموا في تشييد صرح تاريخها العلمي المشرف.
نشير إلى أن المؤلف لم يعتمد المعيار الزمني في ترتيب بيوتات المدينة كما هو شأن العاملين في الحوليات والتراجم، بل راعى فضيلتيّ الحسب والزهد والجاه والنفوذ، فرتبها بهذا الشكل وإن كان القاسم المشترك بينها جميعها يتمثل في قيم التدين والعلم والصلاح.
لقد تألقت كثير من هذه البيوتات المذكورة في الكتاب بفضل إسهاماتها العلمية كأولاد سيدي الحاج أحمد بن عاشر المعروفين بأولاد عمار، وهم من نسل الولي الصالح الزاهد الناصح سيدي أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمان المعروف بسيدي ابن عاشر السلاوي الأندلسي نسبة، المتوفى عام 1362م، كان أحد أسلافه مصاحبا لطارق بن زياد. وقد ذكره مؤرخون كثيرون منهم لسان الدين بن الخطيب والناصري في سلوة الأنفاس (انظر هذا الكتاب، ص : 59 ــ 66). وممن تألق بسلا أيضا الصبيحيون ولهم «تعظيم واحترام بسلا» ــ كنا يقول المؤلف، والمتقدمون منهم فرقة من عرب صبيح من بني مالك، كما عند ابن خلدون. ومنهم السيد محمد بن محمد الصبيحي، من ذوي العلم والتعظيم بسلا، والحاج أحمد بن محمد الصبيحي ناظر أحباس مكناس، والحاج الطيب الصبيحي الفقيه العلامة باشا سلا (انظر هذا الكتاب، ص : 101 ــ 108). وقد أثنى عليه شعراء أشادوا بمناقبه لما عرف به من سخاء وصلاح ومعرفة وأدب إذ كان شاعرا كما ورد في كتاب المنار، وهو مختارات من الشعر المغربي في بداية القرن 14 هـ/20م للشاعر أبي مروان عبد المالك البلغيثي (منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، مطابع سلا 2005م، مراجعة الدكتور محمد حجي، ص 173 ــ 194).
أما الناصريون فعائلة مشهورة أفاض في ذكر تاريخها سيدي جعفر الناصري وأخوه سيدي محمد في مقدمة كتابيه «الاستقصا» و«طلعة المشتري في النسب الجعفري» (انظر هذا الكتاب، ص 53 ــ 58).
الكتاب الرابع:
عنوان الكتاب :
السِّلسل العذب
المؤلف : محمد بن أبي بكر الحضرمي
تحقيق : الأستاذ مصطفى النجار
منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، مطابع سلا 1988م.
عدد الصفحات : 127 ص.
التعريف بالكتاب :
١ ــ المؤلف :
عاش مؤلف هذا الكتاب في العصر المريني، وقد أهداه للخليفة أبي فارس عبد العزيز (1349م ــ 1372م) «أحد نجوم تلك الخلافة هدية له على عادة بعض المؤلفين»، (مقدمة الكتاب، ص 9 ــ 10). كان سلطانا عادلا، قضى على الاستبداد، وقد ذكره ابن خلدون في أول تاريخه الكبير. وهو غير أبي بكر محمد بن الحسن المرادي الحضرمي (المتوفى حوالي 1096م) صاحب كتاب «الإشارة في تدبير الإمارة» (الدار البيضاء، دار الثقافة، 1981م) الذي حققه الدكتور علي سامي النشار، وهو كتاب يدخل ضمن آداب الملوك، كان معاصرا للأمير يوسف بن تاشفين.
٢ ــ الكتاب :
«السِّلسل العذب» كتاب في التراجم، وهو تحقيق لنسخة مخطوطة بالخزانة الصبيحية تمت مقابلتها بنسخة أخرى نشرها سيدي محمد الفاسي بمجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد العاشر، الجزء الأول، محرم 1384هـ/1966م.
يقول محققه إنه جزء من التراث، عمد فيه العلامة محمد بن أبي بكر الحضرمي «إلى واحد وأربعين رجلا من رجالات التصوف النقي والاستقامة الحقة والفضيلة الفاضلة والسلوك الإسلامي الرفيع والمعرفة التي تأخذها القلوب عن علام الغيوب، فخلد أسماءهم ورسم ملامحهم وتحدث عن آثارهم في كتابه هذا» (ص 6). بدأه بترجمة وافية للشيخ الصالح الزاهد ابن عاشر السلاوي وختمه بأبي الحسن المغيلي. ومن المشاهير الذين تحدث عنهم : العالم أبو الحسن اللجائي (ص 89).
الكتاب الخامس:
عنوان الكتاب :
تحفة الزائر بمناقب الحاج أحمد بن عاشر
المؤلف : أحمد بن عاشر الحافي المتوفى عام 1384هــ/1750م.
تحقيق وتقديم: الأستاذ مصطفى بوشعراء.
منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، مطابع سلا 1988م.
عدد الصفحات : 182 ص. مقدمة الكتاب بقلم المحقق (ص : 5 ــ 27).
١ ــ المؤلف :
جامع مناقب الحاج أحمد بن عاشر هو أحمد بن عاشر بن عبد الرحمان الحافي المتوفى بسلا عام 1163هــ/1750م، وهما معا غير عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر الأنصاري دفين مدينة فاس، صاحب الرجز المشهور «المرشد المعين على الضروري من علوم الدين».
٢ ــ الكتاب :
هو كتاب في مناقب ولي الله الحاج أحمد بن عاشر. يقول جامعها أحمد بن عاشر بن عبد الرحمان الحافي : «أردت أن أجمع في هذه الورقات بعض مناقب الولي الصالح والإمام الناصح، ذي الفضل الظاهر، والفخر الباهر، أبي العباس سيدي الحاج أحمد بن عاشر، دفين سلا المحروسة بالله تعالى» (ص 29). استقى مادته من كتب التراجم والسير ومناقب الأولياء والصالحين، ومنها : «السِّلسل العذب» للحضرمي و«أنس الفقير» لابن قنفذ وفقرات من كلام محمد بن عباد الرندي، كما أورد قصائد عديدة في الثناء على الولي الصالح والعابد الزاهد ابن عاشر دفين مدينة سلا. كان نزح إليها، وهو صاحب الضريح المشهور، معاصر لسان الدين بن الخطيب. وقد عرف عنه الاعتدال في سلوكه الصوفي، فكانت عمدته فيه كتاب الإحياء لأبي حامد الغزالي والرعاية للمحاسبي وقوت القلوب لأبي طالب المكي وغيرهما من أمهات تصانيف التصوف السني. ويكفيه شرفا أن ابن عباد الرندي ــ شارح حكم ابن عطاء الله ــ كان أحد تلامذته ووارث سره، وأن لسان الدين ابن الخطيب تبرك به ونهل من معارفه.
يعتبر هذا الكتاب أطول ترجمة للشيخ الولي الزاهد ابن عاشر الذي حظي بترجمات عديدة، منها «السِّلسل العذب» لمحمد بن أبي بكر الحضرمي ــ كما ذكرنا ــ لما زاره عام 763 هــ/1335م، وكتب عنه آخرون مشهورون كلسان الدين بن الخطيب وأحمد بن الخطيب القسنطيني المكنى بابن قنفذ، وكانا له شاهدي عيان، التقيا به وتبركا بدعائه. وترجم له بعدهما أحمد بابا التمبكتي المتوفى عام 1036هــ/1626م.
الكتاب السادس:
عنوان الكتاب :
معجم إرجاع الدارج في المغرب إلى حظيرة أصله العربي
المؤلف : أحمد بن محمد الصبيحي السلاوي
تحقيق وتخريج : الدكتور محمد حجي
منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، مطابع سلا 1990م.
عدد الصفحات : 245 ص. مقدة الكتاب بقلم المحقق (ص 13 ــ 20).
التعريف بالكتاب :
١ ــ المؤلف :
مؤلف هذا الكتاب هو أحمد بن محمد الصبيحي السلاوي المولود بمدينة سلا في شهر صفر عام 1330 هــ/يناير 1882م. اشتغل بالكتابة في الباشوية والعدالة في مرسى العدوتين وتولى خطبة الحسبة، وكان يلقي في الوقت نفسه دروسا في الحديث والسيرة والفقه واللغة والأدب، وكان يدرس القراءات في جامع سيدي أحمد حجي، ثم عين ناظرا لأحباس مدينة مكناس، ووفاه الأجل في 12 يناير 1944م. اهتم بالعلم والتأليف وحاضر وناقش المستشرقين وكتب في موضوعات مختلفة في مجالات اللغة والأدب والتاريخ، وله كتب ما تزال مخطوطة بالخزانة العلمية الصبيحية.
كان المؤلف ــ رحمه الله ــ قد أهدى كتابه هذا لجلالة المغفور له محمد الخامس وتلقى جوابا عنه بواسطة وزير الأوقاف السيد محمد ملين في 24 ربيع الثاني عام 1356هـ. وقد أوصى قبل وفاته بأن يحبس مخطوط المعجم ويطبع ليعم النفع به.
٢ ــ الكتاب :
يقول المحقق الدكتور محمد حجي عن هذا المعجم : «أصل إرجاع بعض الدارج في المغرب إلى حظيرة أصله العربي، محاضرة ألقاها المؤلف بفاس، ثم وسعها بالرجوع إلى عدد غير قليل من المعاجم العربية والأعجمية وكتب الأدب والدواوين الشعرية ومؤلفات الحكم والأمثال والموسوعات والصحف والدوريات. وشد الرحلة إلى مصر للاطلاع على عشرين كتابا في دارج مصر والشام انتقى منها ما يحتاج إليه من مادة على قلتها، وعزز ذلك بما التقطه من أفواه الرجال والنساء بادية وحاضرة، لتحقيق النطق وضبطه، وتحديد مدلوله وتدقيقه، قبل سبكه في بوتقة اللغة وبلورته. وقد اعتمد المؤلف في حل كثير من ألغاز الدارجة المعقدة على معرفته الواسعة بالقراءات التي تعكس في الواقع اختلاف لهجات القبائل العربية لاسيما ما يتعلق بتصحيح الهمز وتسهيله، والفك والإدغام، والتفخيم والترقيق، وما إلى ذلك» (ص 16 ــ 19).
لعل الغرض من هذا المؤلف كان يتمثل في رغبة المؤلف في الدفاع عن اللغة العربية دحضا لادعاءات المستشرقين الذين ردوا كثيرا من مفردات الدارجة وتراكيبها ومعانيها إلى أصول أعجمية. وكانت له سجالات مع بعض منهم كالمستشرق الفرنسي ميشو بلير الذي اهتم كثيرا بالتصوف المغربي، وقد تحدث عنه المتصوف الدرقاوي الفرنسي المسلم جون لوي ميشو في رسالته عن «معراج التصوف» للشيخ أحمد بن عجيبة الحسني التي نشرها سنة 1968م بدار النشر فران بباريس.
ختم المؤلف معجمه بالحديث عن اليسير مما في الدارجة المغربية من أصول بربرية وأجنبية، تركية وفارسية وإسبانية ولاتينية بصفة عامة. إضافة إلى كل هذا فإن معجمه مثال يقتدى به في الترتيب المعجمي العلمي الحديث مما يدل على أن المؤلف كانت له دراية واسعة بعلم المعاجم والتصنيف المعجمي، هذا العلم العربي الذي كان له الفضل على علم المعاجم عالميا بشهادة العالم اللغوي الفرنسي ألان ري الذي أشرف على معجم روبير بفرنسا حوالي نصف قرن من الزمن.
لقد استُقبل المعجم الذي كتب بلغة راقية جدا استقبالا حسنا فأثنى عليه المتلقي وخصّه شاعر شنقيط، وهو ابن أخت ماء العينين بشعر رفيع (ص 21).
الكتاب السابع:
عنوان الكتاب :
المنار (مختارات من الشعر المغربي في بداية القرن 14 هــ/20م)
المؤلف : أبو مروان عبد المالك البغيثي
راجعه وقدم له : الدكتور محمد حجي
منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، مطابع سلا 2005م.
عدد الصفحات : 360 ص.
مقدمة الكتاب (ص 5 ــ 7).
التعريف بالكتاب :
١ ــ المؤلف :
مؤلف الكتاب هو الشاعر المغربي المعروف أبو مروان عبد المالك بن أحمد بن المأمون البلغيثي العلوي الحسني، من مواليد فاس عام 1322هــ/1904م. درس في جامعة القرويين كما تعلم الفرنسية في المدارس العصرية. أخذ الشعر عن والده وعن غيره من كبار الشعراء، واشتهر بقصائده الوطنية منذ مطلع الأربعينات. له ديوانان هما : باقة شعر (نشر بفاس عام 1366هــ/1947م) وراح الأرواح. وكان يطلق عليه زملاؤه (أمير شعراء المغرب).
٢ ــ الكتاب :
هذا الكتاب «عبارة عن مختارات شعرية لنحو أربعين من الشعراء المغاربة المخضرمين الذين عاشوا أواخر القرن الهجري الثالث عشر وصدر الرابع عشر حتى أواسطه (19 ــ 20م). وقد تميزوا عن غيرهم بأشعارهم الرصينة، وكانوا كلهم من خيرة أدباء عصرهم. وقد جمعها من الرقاع والكناشات والمراسلات والدواوين والتقاييد والمذكرات. عرَّف بكل شاعر مختار وتحدث عن نشأته وتكوينه الأدبي وإنتاجه».
أشار المؤلف إلى أن معياره في اختياراته كان ذوقيا وفنيا، وقد ساعده في ذلك كونه كان شاعرا أدركته حرفة الأدب كغيره من الشعراء. لقد أدرج في كتابه شعراء مغاربة مجيدين لا يعرفهم جيل مثقفي البلد اليوم لأنهم لم يكونوا ضمن الكتب المدرسية التي تربي الأجيال وتؤسس لذاكرة مشتركة. وقد آن الأوان ليهتم المدرسون والمشرفون على الشأن التربوي بمثل هذه التجارب الرائدة في الأدب المغربي الحديث.
الكتاب الثامن :
عنوان الكتاب :
الإتحاف الوجيز : تاريخ العدوتين
المؤلف : محمد بن علي الدكالي
تحقيق : مصطفى بوشعراء
تقديم بقلم المحقق (ص 5 ــ 20)
منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، مطابع سلا، 1986 (ط. 1)، 1996م (ط. 2).
عدد الصفحات : 400 ص.
التعريف بالكتاب :
١ ــ المؤلف :
مؤلف الكتاب هو محمد بن محمد بن الحاج محمد بن علي بن أحمد الدكالي السلاوي، ولد بسلا عام 1868م وتوفي بها عام 1945م ودفن بالزاوية القادرية بسلا. شغل وظائف سامية عديدة، آخرها مندوبية العلوم والمعارف. له مؤلفات كثيرة جلها في تاريخ المغرب.
٢ ــ الكتاب :
يشتمل هذا الكتاب المحقق الذي يندرج ضمن كتب التراجم والتاريخ على قسمين، يتناول الأول منهما تاريخ العدوتين حتى نهاية القرن التاسع عشر، والثاني ترجمات لأهم الأعلام بالمدينتين وعددهم أربعة وسبعون شخصية عاشت ما بين القرن السادس ومنتصف القرن الثالث عشر الهجريين، منها القضاة والفقهاء والولاة والصلحاء وغيرهم.
تبرز قيمة هذا الكتاب في كونه وضع ــ كما في مقدمة المحقق : «اللبنات الأولى لتاريخ ما بين أسوار سلا والرباط بوجه عام حتى نهاية القرن التاسع عشر، بأسلوب لا يخلو من تبويب طافح بشتى المعارف والتواريخ، فجاء ليملأ فراغا في المكتبة التاريخية المغربية» (ص 16).
الكتاب التاسع :
عنوان الكتاب :
النوازل الفقهية
المؤلف : العلامة أحمد بن الفقيه الجريري السلاوي
تحقيق : الأستاذ مصطفى النجار
مقدمة المحقق (ص 5 ــ 13)
منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، مطابع سلا 1994م.
عدد الصفحات : 352 ص.
التعريف بالكتاب :
١ ــ المؤلف :
مؤلفه هو أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن الفقيه الجريري، فقيه مفتي ولد بسلا عام 1861م. تتلمذ علي الفقيه الناضر الحاج محمد الصبيحي والمؤرخ أحمد بن خالد الناصري وآخرين. كما أخذ العلم عن شيوخ القرويين المشهورين بالعلم والصلاح. إلى جانب التدريس، تصدَّر الفقيه الجريري للإفتاء حسب الفقه المالكي. توفي رحمه الله عام 1934م. وقد وردت ترجمته في مصادر مغربية عديدة، منها : إتحاف المطالع (ج 2، ص 468)، موسوعة أعلام المغرب (ج 8، ص 3029) ومعلمة المغرب (ج 9، ص 2973 ــ 2974).
٢ ــ الكتاب :
يشتمل الكتاب على مجموعة فتاوى جمعها أحمد بن عبد النبي ــ تلميذ المؤلف ــ وتكرم بنشرها ناضر الخزانة الصبيحية الحاج عبد الله الصبيحي عام 1994م. كتب عنه الناشر عام 1994م ما يلي :
«يضم هذا الكتاب طائفة من الفتاوى التي أصدرها منذ أزيد من ستين سنة شيخ الجماعة بمدينة سلا العلامة الورع المرحوم أحمد بن الحاج إبراهيم بن محمد الجريري المعروف بابن الفقيه، تناول فيها نوازل وقضايا تتصل اتصالا مباشرا بالمشاكل اليومية التي يعيشها المجتمع المغربي في المجالات الدينية والاجتماعية والاقتصادية على ضوء الشريعة الإسلامية ومن منظور المذهب المالكي. في هذا التأليف إثراء للخزانة المغربية في الجانب الفقهي. فالمفتي يعرض لموضوعه بدقة الفقيه المتمكن من فقهه، والعالم المتبحر في علمه، والكاتب البليغ في تعبيره. وله القدح المعلى في ميدان المناظرة. كما يعتبر المفتي ذا صلة وطيدة بمشاكل مجتمعه، وله ملكة قوية في الاستنباط والاجتهاد، يحسن استيعاب السؤال ويجيد صياغة الجواب» (انظر صفحة الغلاف).
يشتمل الكتاب على خمسة أبواب : الأحوال الشخصية (21 فتوى)، البنوة والنيابة الشرعية (19 فتوى)، الالتزامات والعقود (36 فتوى)، الوصية والوقف (30 فتوى)، الشهادات والدعاوي (66 فتوى). وقد اعتمد فيها كلها على مصادر التشريع الإسلامي من قرآن وسنة وفقه على مذهب الإمام مالك.
الكتاب العاشر :
عنوان الكتاب :
زهر الأفنان من حديقة ابن الونان
المؤلف : العلامة المؤرخ أحمد بن جعفر الناصري السلاوي
أعده وقدم له : أحمد بن جعفر الناصري وأحمد بن عبد الله الصبيحي
منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا بالاشتراك مع ملتقى الطرق والمركز الثقافي للكتاب، الدار البيضاء، 2020م.
عدد الصفحات : الجزء الأول (574 ص)؛ الجزء الثاني (559 ص).
التعريف بالكتاب :
١ ــ المؤلف :
هو أبو العباس العلامة المؤرخ أحمد بن جعفر الناصري السلاوي، ولد بسلا عام 1835م. درس علوما كثيرة ــ فضلا عن العلوم الشرعية ــ كالرياضيات والطبيعيات والإلاهيات والجغرافيا والتاريخ وغيرها. وتفرغ بعدها للتدريس والتأليف. خلف آثارا علمية جليلة منها :
ــ طلعة المشتري في النسب الجعفري (1891م)، تاريخ الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ( طبع بالقاهرة عام 1895م، وفي المغرب : منشورات وزارة الثقافة والاتصال، 2001م، 8 أجزاء، تحقيق وتعليق الأستاذ أحمد الناصري، إشراف محمد حجي، إبراهيم بوطالب وأحمد التوفيق )، رسالتان في فن الموسيقى وغيرها. توفي ــ رحمه الله ــ عام 1897م.
٢ ــ الكتاب :
فرغ أحمد بن جعفر الناصري من تأليف كتابه «زهر الأفنان من حديقة ابن الونان»
في 26 محرم 1330 هـ/دجنبر 1882م، وطبع لأول مرة بالمطابع الجديدة (الطبعة الحجرية) في 4 جمادى الأولى 1314 هـ/أكتوبر 1896م في جزأين، وها هو يطبع اليوم مرة ثانية بعد مرور أكثر من مائة وعشرين سنة على طبعته الأولى.
هذا الكتاب الأدبي الضخم الرفيع هو شرح لغوي وبلاغي مستفيض لأرجوزة الشاعر أحمد بن محمد بن الونان (المتوفى عام 1773م) المشهورة التي مدح بها السلطان الأديب سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل، خامس ملوك الدولة العلوية. يقول عنها مقدما الكتاب : «إنها أرجوزة تلائم مكانة السلطان المولوية والأدبية، امتازت بأسلوبها ومحتواها وبما اشتملت عليه من غريب المفردات وعجيب التلميحات المتعلقة بأخبار العرب وعوائدهم وأبطالهم وثقافتهم وأمثالهم وأشعارهم وفنونهم. فكانت أرجوزة فريدة ” كادت لا تبقي لغيرها من البلاغة بقية”، لا يحيط بمعانيها ومقاصدها إلا المتضلع في اللغة والنحو والبلاغة وبدراية كاملة في تاريخ العرب الأدبي، مما جعلها محط اهتمام الأدباء الذين تباروا في شرحها وفك خيوطها وإزالة لستار عن حجبها» ( ص 5).
يضيف مقدما الكتاب تبيانا لعمل الشارح : «لقد أخذ هذه الأرجوزة بالشرح والتدقيق بيتا بيتا، من لغة ونحو وبيان وبديع ومعاني، وكلما لمَّح الشاعر إلى فن أو مثل أو شخصية، أخذه الشارح بالبحث المستفيض الذي يروي الضمآن ويشبع الغرثان» (نفس الصفحة). وقد عرَّف في شرحه بمشاهير علماء الحديث والتاريخ واللغة وتكلم في علم الأنساب والآثار والكيمياء والموسيقى والغناء وببعض الألعاب كالشطرنج والنرد وغيرها، كما أطنب في ذكر سيرة ومغازي الرسول عليه الصلاة والسلام، واستشهد بما يفوق ثلاثمائة بيت من الشعر,

Views: 8

الاخبار العاجلة