عن جمعية أنديفيلم: أ.س.
شهد يوم السبت 10 ماي 2025 اختتام رحلة مراكش إكسبريس 2025، وهي رحلة استثنائية بالدراجات الهوائية استمرت 45 يومًا، قطع خلالها المشاركون زهاء 3500 كيلومتر عبر مناظر طبيعية متنوعة، من أوروبا إلى إفريقيا. وجرت المرحلة الأخيرة من هذه الرحلة التضامنية في قلب المنطقة التي ضربها زلزال الحوز حيث انتهى اللحاق بالمخيم البيئي للصمود توبقال ويرغان بدوار تاسا ويرغان.
انطلق الموكب يوم 22 مارس 2025 من مدينة توري بيليتشي (Torre Pellice) التابعة لإقليم تورينو الإيطالي، مرورا بفرنسا وإسبانيا قبل أن تطأ أقدام المشاركين الأراضي المغربية عبر ميناء طنجة. وشهد الوصول إلى المغرب سلسلة من الفعاليات واللقاءات التي أكدت على روح الإدماج والتضامن التي ميزت هذه المبادرة.
تنظيم وشراكات متعددة:
قادت الجمعية المغربية أنديفيلم هذا المشروع الطموح بتعاون وثيق مع الجمعية الإيطالية CIP. وقد رأت هذه الجمعية المغربية، التي يتمثل التزامها في السينما الدامجة، في هذا الحدث فرصة لتعزيز السياحة الدامجة في المناطق المتضررة من الزلزال. أما جمعية CIP فقد قدمت خبرتها في مجال الإدماج والشمول والسياحة الايكولوجية المستدامة.
وإلى جانب الجمعيتين المنظمتين، يعود الفضل الكبير في نجاح هذه المغامرة إلى الدعم الثابت الذي قدمته السلطات المحلية وسفارة إيطاليا بالمغرب.
أهداف طموحة:
حددت رحلة مراكش إكسبريس 2025 عدة أهداف، من بينها:
– تعزيز السياحة الدامجة في المنطقة، من خلال تسليط الضوء على إمكاناتها الواعدة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
– تقوية التضامن الدولي من خلال الرياضة والثقافة، عن طريق بناء جسور بين الشعوب وتشجيع التبادل بين الثقافات.
– تشجيع التنمية المستدامة، من خلال اعتماد ممارسات تحترم البيئة وتساهم في توعية المشاركين بأهمية الحفاظ على التراث الطبيعي.
– تعزيز التعاون بين المغرب وإيطاليا في المجالين الثقافي والرياضي، مع التأكيد على القيم المشتركة والمصالح المتبادلة.
مسار غني بالعواطف والاكتشافات:
شكلت كل مرحلة من مراحل هذا اللحاق الدامج فرصة للقاء والحوار بين الحضارات وتعزيز ثقافة تقبل الآخر. كما تميزت المراحل المغربية بحرارة الاستقبال وكرم الضيافة مع التعريف بالمعالم السياحية والتاريخية والطبيعية المحلية.
وقد انطلق المسار المغربي لهذا الطواف باستقبال حار في ميناء طنجة، حيث احتُفل بوصول الدراجين عبر حفل رائع نظمته جمعية الأخوة للأشخاص ذوي الإعاقة وجمعية الشروق لدعم مركز التربية والتكوين للمكفوفين وضعاف البصر.
تضمن البرنامج جولة في مدينة طنجة مع تكريم مميز من الأمن الوطني الذي خفر الموكب في أهم شوارعها، وتضمن أيضا زيارة لمركز جمعية الشروق ومركز جمعية الأخوة، حيث نظمت عروض سينمائية وفولكلورية ونقاشات حول الإدماج والتضامن.
وبالموازاة مع المسار المغربي، نظمت قافلة سينمائية في أبرز محطات الرحلة مع عروض سينمائية ونقاشات حول الأفلام المعروضة، تم التركيز فيها على قيم التضامن والإدماج والصمود. كان ذلك في مدينة مشرع بلقصيري، بشراكة مع جمعية الغد للإنماء الاجتماعي والثقافي، ومدينة سلا بمركز Clio، بشراكة مع حركة رديف للقياديات والقياديين الشباب، ومدينة سطات، بشراكة مع جمعية دعم برنامج التأهيل المجتمعي والمنظمة الإيطالية OVCI La Nostra Famiglia، ومدينة بن جرير، بشراكة مع جمعية الفن السابع بن جرير، ومدينة مراكش، بشراكة مع اتحاد العمل النسائي، ودوار تاسا ويرغان، بشراكة مع الكشفية الحسنية المغربية فرع تحناوت أغواطيم.
وقد تميزت الرحلة بين سطات وبن جرير بخفر تكريمي، من طرف سرية الدرك الملكي، ومأدبة غداء رسمية بحضور السيد عبد الله اليخليفي، قائد قيادة أولاد اتميم دائرة وإقليم الرحامنة، والسيد حسن الزهيري، ممثل جماعة سيدي عبد الله نيابة عن رئيس الجماعة، والسيد مصطفى خيبر، عن جمعية الفن السابع ابن جرير. وانتهى طواف مراكش اكسبريس في جو احتفالي ماتع بالمخيم البيئي للصمود توبقال ويرغان بدوار تاسا ويركان وسط زغاريد وأنغام أحواش مع استقبال بالشاي والأطباق والحلويات والمكسرات المحلية.
يشار في الختام إلى أن هذا اللحاق تميز باستقبال رسمي من طرف سفير الجمهورية الإيطالية، السيد Armando Barucco، الذي أكد على أهمية التعاون الثنائي في مجالات الإدماج والتنمية المستدامة.
أصوات من داخل الحدث:
جاء في تصريح للدكتور حسن بنخلافة، نائب رئيسة جمعية أنديفيلم، ما يلي: تأتي مبادرة مراكش إكسبريس كخطوة نوعية تندرج ضمن التوجهات المتوسطة المدى لجمعية أنديفيلم، وذلك تعزيزًا لمشروعنا “الشباب أمام وخلف الكاميرا من أجل مجتمع دامج” الممول من طرف مؤسسة دروسوس، حيث تعكس هذه المبادرة إيماننا العميق بأهمية دمج الثقافة والرياضة والأنشطة الترفيهية كأدوات فاعلة لتمكين الشباب وتعزيز اندماجهم الشامل في المجتمع، وهو ما يترجم رؤيتنا نحو بناء مجتمع دامج ومستدام. إن هذه الشراكة الاستراتيجية بين إيطاليا والمغرب، وتحديدًا بين جمعية CIP الإيطالية وأنديفيلم المغربية، تؤكد على أهمية التعاون بين الشعوب في تحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز التضامن الدولي. فمن خلال العمل المشترك، يمكننا تحقيق نتائج إيجابية تعود بالنفع على المجتمعات وتحقق التنمية المستدامة. ولا يفوتنا أن نؤكد مجددًا أن الإعاقة ليست مانعًا للإبداع والمشاركة، بل هي حافز لقيم الصمود والتآزر الإنساني.
من جهته أكد السيد المصطفي بنخلافة، مؤسس أنديفيلم وعضو نشيط بجمعية CIP، على أن رحلة مراكش إكسبريس مبنية على إيمان راسخ بأن الثقافة والسينما والرياضة هي حقوق أساسية للجميع وليست حكرًا على فئة معينة. وانطلاقًا من هذا الإيمان، عملنا في أنديفيلم وCIP على تجسيد هذا المبدأ على أرض الواقع. لقد حولنا نص المادة 30 من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، التي تؤكد على حقهم الكامل في المشاركة في الحياة الثقافية والرياضية، إلى تجربة حية وملموسة.
وجاء في تصريح للسيد دييغو كوسوتو Diego COSSOTO، وهو شخص غير مبصر، وصاحب فكرة مراكش إكسبريس الذي قاد من المقعد الخلفي لدراجته الترادفية أربعين دراجا مبصرا تطوعوا بعفوية لإرشاد القائد دييغو لتوجيه الدراجة الترادفية من مقعدها الأمامي: أنا سعيد بالوصول إلى هنا في تاسا ويرغان. لقد ولدت هذه الفكرة بعد مشاركتي في الدورة السابقة لمهرجان أنديفيلم وزيارتي لهذا الإقليم الذي دمره الزلزال. يسعدني أيضًا أن رحلة مراكش إكسبريس تحققت بفضل مشاركة الجميع، اقتناعًا منهم بفلسفة الإدماج والشمول. إن هذا الحدث يعكس قوة العمل الجماعي والتضامن في تحقيق الأهداف المشتركة.