سعيد الإمام

بعيدا عن ” صراع الاجيال ” الذي يحاول البعض تكريسه اثار انتباهي واعجابي العمل الغنائي الجديد ” مع العشران ” لفنان الراب عمر سهيل ” ديزي دروس ” …
اعجبني ولا اقول ” اطربني ” …
لأنه استطاع الخروج عن المألوف في اغنية مصورة بطريقة تقنية وفنية هائلة تنتقد السياسات العمومية وصانعيها في الحكومة الحالية وتنتقد الواقع المعيشي في عمل غنائي حظي بأربعة ملايين متابعة خلال يوم واحد فقط .
اغنية عبرت عن بعض هموم المواطن العادي والشباب الذي انخرط مع التواصل و التطور التكنولوجي وزمن الصورة في غياب أي معارضة سياسية أو فكرية أو حقوقية للهجمات الشرسة على جيوب وقوت المواطنين …

هل هي تأسيس لانطلاقة جديدة نحو طرح المزيد من الأعمال الفنية المرتبطة بهموم الشعب ام هي فقط رقص على الهموم والمعاناة ؟
وهل ستساهم هذه الاغنية في فتح آفاق جديدة حول انخراط ” اللقايجية ” و الفنانين في قضايا الشعب بدل ” الكلاشات ” و البكاء على الأطلال و ” ..يا لا لا لي …” ؟ وعلى استغلال الثورة التكنولوجية بدل التشبت بالوسائل التقليدية بدعوى المحافظة على الهوية الثقافية والوطنية والدينية ؟
من مظاهر الاغنية العربية التي بدأ الشباب يعبر عن نفوره منها التشبث بالبكاء على الاطلال والغلو في الرومانسية المزيفة التي لا علاقة لها بالواقع وتحاشيها التعبير عن مشاعر وهموم الشباب العربي وعدم طرحها البديل والبحث عن حلول مجابهة الاحباطات والاكراهات اليومية لذلك لاقت اغنية ” دروس ” كل هذا الإقبال وكل هذا الإصغاء وكل هذا الاهتمام وستتعرض لكل انواع النقد البعيد عن الواقع من العاجزين و أصحاب النظرة والارتسامات والاسقاطات الضيقة للفن أو دعاة التحنيط وتمجيد الماضي .
وبالإضافة للايقاعات القريبة من وجدان الشباب تم في هذا العمل الغنائي التطرق للحق في الاختلاف وحرية التعبير وإبداء الرأي بتوظيف اللهجة العامية المباشرة و التذكير بعبارات لمسؤولين كبار في سلطة القرار ومحاولة الرد عليها والسخرية منها فكانت بذلك صوتا للشباب في عالمنا العربي حيث احتلت هذه الاغنية مكانة مرموقة وغير مسبوقة في مواقع التواصل الاجتماعي بعيدا عن القنوات التلفزيونية والإذاعية التي أصبحت مجرد أبواق للمسؤولين يعللون الزيادات المهولة في الأسعار الملتهبة ويقدمون ” التبريرات ” في غياب رأي الشعب ووجهة نظر المواطنين .
أليس الفن هو من يخدم القيم والمبادئ والسمو بالنفس البشرية ونبذ الظلم والكراهية والطبقية والتهميش ؟
لا قوقعة ولا وطن للإبداع ..
Views: 2
























