بقلم عبد الرحيم بنشريف.
مع غروب شمس 2019، وإطلالة العام الميلادي الجديد 2020، نستحضر باختصار مركز، تصريحات ثلة من الفنانين والمبدعين من الرواد والمخضرمين، أساتذة، ملحنين، مطربين، شعراء غنائيين، وباحثين، للوقوف على، واقع ما يعتمل في المشهد الموسيقي والغنائي المغربي، في راهنيته. على أمل أن تلقى كل أصوات هؤلاء الفنانين آذانا صاغية، تحتضن معاناتهم وتستسيغ ملاحظاتهم وتعي مطالبهم، في الاتجاه الذي يجعل فعلا من الفكر والثقافة والفن رافعة للرقي بالمجتمع وتنميته.
هي محاولة لإشراك الجمهور والمتتبع، بهدف التفاعل والتواصل مع هموم وانشغالات أهل الفكر والثقافة والفن، حتى تزداد القناعات لديه بالأولويات المطروحة على كل الفاعلين في المنظومة التي تحكم القطاع وتفعل فيه، عسى أن تشكل السنة الجديدة حافزا للمراجعة وتدارك الاختلالات واستثمار كل ما يفيد في ترسيخ هوية وثقافة المغاربة كافة.
الفنان عز الدين منتصر يرصد واقع تهميش وإقصاء
الأغنية العصرية وروادها
بعد فترات الذروة مع روادها، فإن واقع الأغنية المغربية اليوم لا يبشر بخير، تعيش عمليات سطو وتهميش، تترجم إرادات دفينة لإقصاء مبدعيها، سعيا لإقبارها خاصة الأغنية العصرية. فالأغنية المرتبطة بنبض المغاربة تعيش اليوم حالة حصار ممنهج، وتعاني كافة أشكال التشويش والتضييق.
الدعوة لتشجيع الأغنية الشبابية، وفتح المجال أمامها، وإعطائها هالة كبرى، هي دعوة تحمل في طياتها، توظيفا مغالطا، هدفه، الإجهاز على باقي الألوان الغنائية، بطرق ممنهجة في الإقصاء والتنكر لأصالة الأغنية المغربية، تمت عبر مراحل مترابطة بدأت بالتخلي عن لجنتي مراقبة الكلمات والألحان، تلتها مرحلة حل الأجواق العصرية والتراثية التابعة للإذاعة والتلفزة الوطنية، التي شكلت المنتج والمحرك الأساسي للأغنية العصرية حينما كان عطاء هذه الأجواق تتوفر له فرص التسجيل والبث بقنوات الإعلام العمومي، عبر سهراته ومهرجاناته.
الفنان عبد الواحد التطواني يتساءل عن مآل أغاني الدعم
ويدعو للكف عن هدر المال بلا طائل.
اليوم أختلط الحابل بالنابل هناك من يعتمد على الإذاعات الخاصة وأغلبها تمرر الرداءة لأجل جلب الإشهارات وهذا على حساب الهوية المغربية مما ينعكس سلبا على الذوق العام. وهنا لا بد أن نستحضر دور مواقع التواصل الاجتماعي، في ظهور فنانين ومطربين أتى بهم البوز والواقع لا علاقة لهم بفن الموسيقى وفن الطرب.
أي دعم سنتكلم عليه؟ الدعم أصبح ريعا، أين أغاني الدعم منذ بدايته فقط إهدار للمال العام بدون وجه حق ويعطى لبعض الأشخاص لا يستحقونه وهذا كلام لو أطلنا فيه لن تكفي صفحات الجريدة، ثم كيف يعقل أن يطلب من مؤسسي الأغنية وروادها وبناتها أن يمروا عبر لجنة مكونة من بعض الأشخاص يعدون تلاميذ لهؤلاء الرواد ومنهم تلاميذ غير نجباء لذا لا تسألني من فضلك على فاقد الشيء وفاقده لا يعطيه. كفى من هدر المال بدون وجه حق.
الفنان الملحن والمطرب عزيز حسني
قطاع الموسيقى والغناء يعيش حالة التسيب.
نعيش لحظة لا مبالاة، بل يصح القول نعيش السيبة بكل تجلياتها. ما نسمعه وما نشاهده على قنواتنا الرسمية شيء مخجل وأحيانا يندى له الجبين. برامج تافهة قمة في الرداءة أصبحت هذه القنوات تعج بأشباه الفنانين والمغنين. التفاهة والعشوائية هي عنوان هذه الفترة ويبقى الفنان الأصيل يتجرع مرارة ما يراه ويسمعه من شوهة. ولا أجد حلا لما نعيشه في غياب الوعي التام بالدور الهام للثقافة والفن لأي مجتمع في الرفع من مستوى الدوق العام للمواطن.
التجربة النقابية ببلادنا وخاصة في الميدان الفني هي بمثابة الطفل الرضيع الذي يتهيأ للفطام طبيعي أننا نرى هذه الصراعات والنزاعات لأننا لم نصل بعد إلى مرحلة النضج في المجال وفي غياب ترسانة قانونية تحدد ما للفنان وما عليه في هذه المرحلة الأولى يجب أن يعمل الجميع لنشر هذه الثقافة عند أصحاب الشأن.
الفنان محسن جمال
يستنكر تغييب الأغنية المغربية في القنوات العمومية
بالنظر للواقع الراهن للأغنية، يتأكد يوما بعد يوم، أن هناك أرادة لم تعد خفية، لضرب كل مظاهر الأصالة والهوية المغربية، عبر تبخيس وتهجين البناء الثقافي والفني، والفكري وتمييع اذواق الجمهور المتعطش لسمو الكلمة والنغم والطرب. ببساطة، يكفي أن أشير هنا إلى أن القائمين والمشرفين على البرامج الفنية والمنوعات والسهرات لا يميزون بين الفنان الحقيقي، الذي يملك إبداعا وأعمالا، وبين المتطفلين على الميدان وهم من فتحت الأبواب أمامهم ليصولوا ويجولوا دون حسيب ولا رقيب.
أوجه الدعوة كل المسؤولين على الشأن الثقافي والفكري والفني في مغربنا الحبيب، أن يراجعوا قناعاتهم ويصححوا رؤية تعاملهم مع الفن والفنانين بروح المواطنة الصادقة والانتماء الحقيقي لهوية الوطن. الجديد له جدة والأصيل لا تفرط فيه. فقوة المجتمعات في أصالة ثقافتها وسمو فنونها وافكارها وأذواقها، وليس العكس.
الفنان محمد بلخياط
الإعلام السمعي البصري يفتقد الحاسة الفنية الموسيقية الجادة.
للأسف ما نسمعه في وقتنا الحاضر من أغاني، القليل منها يمكن أن تعتبره تكملة لمسار الأغنية المغربية بهويتها النغمية والإيقاعية، وامتدادا لها بنكهة وروح شبابية، أما الأكثرية فهي أغاني المرميات أي Jetable .
أعتقد أن الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب سواء منه العمومي أو الخاص، بعيد عن المواكبة الحقيقية، والمتابعة الجدية للأعمال التي لها مواصفات الإبداع الجاد الهادف لتسليط الضوء عليها، وجعلها مادة فنية وأطباقا ترفيهية تثقيفية تخدم وتساهم في الرفع من مستوى ذوق المتلقي، البعض من هذه الأجهزة الإعلامية يحاول خدمة الأغنية المغربية بنسبة قليلة محتشمة.
الفنان الشاعر والزجال والباحث رشيد أبو تاج،
بعد عقدين من الزمن لم نجن غير جيل مغترب عن ثقافته
إذا كان الذي نقصده بفن الموسيقى هو لغة الفكر والروح التي تُنطق بسحرها آلة أو حنجرة، ووسيلة التعبير عن مكنونات النفس، وأداة تهذيب الذوق العام والرقي بالأخلاق والتربية الاجتماعية، واللغة التي اعتبرها بيتهوفن لسان جميع أمم الأرض; فإن واقع موسيقانا الغارقة اليوم في مستنقعات التهجين والرداءة والابتذال تحت يافطة العولمة الثقافية يدعو أسفا إلى السخط والتذمر إذا ما قارناه بمنتوج العصر الذهبي للأغنية المغربية.
فكيف لنا باسم العولمة واختلاط الثقافات أن نتنكر لمخزوننا الإبداعي؟ ومتى كانت ثورة العلم والتكنولوجيا مبررا لِطَمْسِ معالم هويتنا الثقافية؟ لم نجن غير جيل مغترب عن ثقافته وانتمائه وموروثه، جيل بنى لنفسه مجدا فنيا واهما، وشيد لذاته صرحا من خيال واستوطنه.
الفنان محمد الغاوي
الأغنية المغربية حاليا تتاجر بقيم وثقافة المغاربة
لقد أصبحت الأغنية اليوم تتقاذفها مخالب تجارية أقولها بصوت مرفوع، حتى شركات الإنتاج المفروض أن تساعد وتساهم لإعادة الوهج للأغنية، لا يهمها سوى الربح والمتاجرة بأغاني ساقطة تزداد ميوعة وتروجها على حساب ذوق وقيم وثقافة المغاربة، وخاصة أبناؤنا والأجيال القادمة.
أجدد الدعوة للرواد للإقبال على العمل، وتجاوز حالة الإحباط التي يسعى البعض لتجديرها في العقول، لأن أصحاب الموجة الحالية يرددون بأن زمن الرواد انقضى ولم تبق لديهم القدرة على الإبداع والعطاء.
الفنان شكيب العاصمي عولمة التراث والفن
الشعبي الأصيل كارثة.
واقع الأغنية المغربية إنها تعيش في مراحلها الأخيرة مع كل أسف لأسباب متعددة الكل يعرفها من ضمنها التسيب والتهميش وفتح المجال لمن هب ودب هذا لا يعني أنني ضد الأغنية الخفيفة او ضد التيارات الفنية الشبابية المختلفة او الانماط الحديثة المتنوعة ولكني ضد الكلمات البديئة وألحان الكوكوت مينوت لأننا أصبحنا نهتم بما تراه العين من كليبات دون الاستمتاع بالأنغام الموسيقية المتنوعة إن كانت هناك أنغام تستحق.
الإعلام كان دائما يدعم الفنان خصوصا الإذاعة الوطنية التي كان لها الفضل مع الإذاعات الجهوية ووزارة الثقافة في التعريف بالفن المغربي الأصيل ولكن هناك بعض الملاحظات خصوصا بالنسبة للإذاعات الحرة التي أتمنى منها تشجيع الإنتاج المغربي الجيد كما أتمنى من جميع الصحف والمجلات دعمها المعنوي للفنان المغربي لأنه يعيش حالة إحباط.
الفنان والشاعر الغنائي جمال الدين بنشقرون
بنية الأغنية اليوم تفتقر إلى الجودة والأصالة
لما تهدم الأسس تنهار البنية. إذا الطرف الفاعل والحيوي في الخلق والإبداع والتطور والتقدم من الحسن إلى الأحسن لم يعد موجودا. مما تجلت معه حالة من الخلط والفوضى والحيرة في العودة إلى إرساء قواعد إنتاج الأغنية بعناصرها الأربعة الأساسية: الشعر واللحن والأداء والتوزيع، بدعوى العصرنة ومسايرة ميولات وأذواق الشباب. وحصل العكس. فالشباب الذواق لم يعد يحتمل ما يسمع ويشاهد. وعليه فهناك فقر الجودة والأصالة .
المنتوج ومنذ إنشاء صندوق الدعم حتى الآن، لم يروج سمعيا وبصريا وعليه يبقى السؤال: ما مصير ذلك المنتوج وما الغرض من الدعم أصلا؟
الفنان البشير عبدو
دعم الأغنية يستدعي توزيعا عادلا ليستفيد الفنان والجمهور معا
لي وجهة نظر خاصة بالنسبة صندوق دعم الأغنية المغربية أنا أولًا منذ إحداث هذا الصندوق لم أعرف عنه شيئًا ولم أستفد منه بتاتًا. ويجب ان نستحضر أن الجمهور يبقى دائما الحكم الأول والأخير حيث يبقى السؤال المطروح لماذا لا تحدث الانتاجات المدعمة أثرا لدى الجمهور.
ولرد الاعتبار للأغنية العصرية والمغربية عموما، أظن أن الصندوق له دور مهم في تشجيع صناع ومبدعي الاغنية، واعيد التأكيد على أن الأمر يستدعي من القائمين على هذا الشأن الحرص على تحقيق التوزيع العادل والمنصف، ليستفيد الفنان والجمهور معا وليكون للمنافسة الشريفة حضورا واضحا في إبراز ألوان متعددة لأغنيتنا المغربية المتميزة بتنوع أشكالها ومضامينها.
حميد زيري3 يناير 2020 - 3:26
تحية محبة وتقدير للأخ و الصديق محمد نجيب معد و مقدم جسر التواصل و من خلاله اقول سنة سعيدة لكل الزملاء الفنانين و الجمهور المغربي التواق للإبداع الغناءي الراقي الأصيل و الغيور على الثرات و الموروث الموسيقي الوطني الذي أسسه مبدعون كبار من أواسط الأربعينيات إلى أواسط السبعينيات منهم من لبى نداء ربه و منهم من ينتظر و على نهجهم سار جيل ثاني اخد منهم المشعل للحفاظ على ذلك الكنز النفيس و تطويره و تجويده كفن غناءي مغربى أصيل متميز عن الألوان المشرقية و الخليجيه وهذه الأخيرة بدأت تكتسح في تلك الحقبة شمال أفريقيا و العالم العربي برمته من خلال القنوات الفضائية و شركات الإنتاج و التوزيع امتد ذلك إلى بداية الثمانينيات وهنا بالظبط حل الحاسوب والهواتف الذكية و مواقع التواصل الاجتماعي فتطورت أساليب التسجيل و الإنتاج و والترويج و أصبح كل من يملك من الموسيقيين حاسوب و اورغن و نظام معلوماتي خاص بإنتاج الاغاني قادر على الإنتاج من خلال النشر عبر المواقع الاجتماعية فانقسم الجمهور المتلقي إلى قسمين الأول لا يفضل الا الغناء الأصيل والثاني أنساق وراء موجاتت عديدة تعتمد على الإيقاع السريع و الموسيقى الصاخبة و الكلمات البسيطة جدا الرأي و الراب و الهيب هوب
أضف إلى ذلك تخلي الشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة عن الاجواق و عن لجنتي الكلمات و الالحان بعدما كانت بالأمس توفر لنا اجواقا جهويةمتكاملة و جوقا وطنيا رائعا ابدع لنا القمر الأحمر و قصة الأشواق و نهج البردة و العديد من الأعمال الراقية شعرا واحنا و توزيعا
هنا أقول دائما للذين يسمون ذلك الزمان بالجميل لا لا ذلك الزمان تصح تسميته بالزمان الأصيل و الزمن الحالي هو الزمن الجميل بالتطور الصناعي و التكنولوجيات الرقمية الحديثة من انترنيت و أقمار الاصطناعية يجب فقط مواصلة ما تحقق من مطالب الفنانين بخصوص حقوق المؤلف والحقوق المجاورة مع تحقيق مكاسب لازالت غايببة و إعطاء أهمية خاصة للأغنية المغربية مع احياء الاغنية الوطنية التي غابت بالمرة و على وزارة الثقافة و الشباب و الرياضة التفكير في تأسيس اوركسترى وطنية تضاهي اجواقا الدوال الشقيقة و الصديقة وتبقى الشركة الوطنية للاذاعة أداة للترويج لان برامجها مختلفة و متعددة بين ما هو تحسيسي و ديني و وثائقي و اخباري حيث يضيق الحيز المخصص للموسيقى و الغناء و تحق لنا المطالبة بانشاء قنوات فضائية خاصة بالغناء و تعميم التربية الموسيقية علىالمستوى الابتدائي و الاعدادي و الثانوي ….وشكرا