جسر التواصل مكناس
برنامج مقامات هو برنامج ثقافي يذاع مباشرة على اثير اذاعة مدينة اف ام كل جمعة من السابعة والنصف إلى التاسعة مساء. يفتح المجال أمام التجارب الإبداعية المغربية والعربية. ينبش في قلب الثقافة والابداع وهو طاولة للتفاعل والنقاش مع المبدعين. في السنين الأخيرة أصبحت للرواية مكانة كبيرة في الأدب العربي فاتجه لها الشعراء و القصاصين ومحمد مباركي هو أحد هؤلاء الذي حل ضيفا على عبدالله البلغيتي معد ومقدم برنامج مقامات في حلقة الجمعة 13مارس 2020 هو استاذ متقاعد من مواليد مدينة سيدي بلعباس بالجزائر،عاد رفقة أسرته الصغيرة إلى وطنه المغرب في خريف 1968.تابع دراسته الابتدائية والثانوية بوجدة حاصل على شهادة الباكالوريا سنة 1982تخصص آداب عصرية تخرج من المركز التربوي كاستاذ لمادة الإجتماعيات ثم المدرسة العليا للأساتذة بفاس سنة 1992 من اصداراته في القصة القصيرة: -وطن الخبز الأسود مجموعة قصصية 2010 -الرقم المعلوم 2012 -ونطق الحذاء 2012 -غيبوبة على منظر ساقط 2015 -قال رفيقي في الجنون 2018 في الرواية: -جدار 2011 -رائحة التراب المبلل 2014 -ثلاتية: مهجة 2016.شروق شمسين 2017.هذا الرطيب 2018 شارك المؤلف في مجموعة من الملتقيات الوطنية للقصة والرواية كما نشرت له عدة نصوص في مجلات وطنية وعربية ودولية. ولملامسة ومقاربة ضيف هذه الحلقة حضر بالاستوديو الناقد الدكتور مصطفى الشاوي والشاعر والقاص عبدالله فرجي. عن طفولته وبداياته أكد محمد مباركي أن الانتقال من مسقط الرأس الشقيقة الجزائر والعودة إلى الوطن كان له وقع كبير في حياته وهذا التأثير ظهر في كتاباته التي استمدها من الحياة ألتي عاشها. وعن كتابة سيرته الذاتية فهو يرى أنه اما ان يكتب كل شيء أو لا يكتب. وعن كتاباته بصفة عامة فقد أعتبره ذ عبد الله فرجي كاتبا من طينة خاصة يبدع بطريقة منفردة وان القارىء لأعماله سيلاحظ انه أمام تجربة كتابية لها أبعادها الخاصة ومميزاتها،فهي ذات بعد انساني ومستوى عالي،يعتبر من احسن كتاب الرواية بالمغرب وبالوطن العربي حاليا. اما د مصطفى الشاوي فيرى أنه لا يمكن للقاريء والمتتبع لكتاباته الا أن يلاحظ انها تنخرط جميعها ضمن مشروع مؤطر فكريا وفنيا وجماليا،وهذا لا يتحقق مع جمبع الكتاب. والملفت للنظر أن الدارس سيلاحظ انه استطاع أن يراكم مجموعة من الأعمال في فترة وجيزة،هذه الأعمال الصادرة عن كاتب متمرس يمتلك زمام الكتابة. اما بخصوص القصة فيعتبره ذ عبد الله فرجي بارعا في التقاط الحكاية أو الحادثة التي يمكن أن تكون معروفة أو متداولة ويستطيع تحويلها الى قصة رائعة مع مسحة خاصة من السخرية الحكيمة. اما د مصطفى الشاوي فيرى أن قصصه لا تحتدم إلى هندسة محكمة مسبقا وانه يجعل للحكاية اطارا نسقيا يكتسبها نوعية وجادبية،نهاياتها تأتي مفاجئة هذه القصص التي تقوم على خلق الدهشة بالنسبة للأحداث. وفي مداخلة هاتفية فقد اعتبر ذ الطيب هلو أن محمد مباركي كاتبا وفيا للسرد واسما لافتا ابداعيا متنوع المواضع والتقنيات السردية يعكس جدية المهمة انخراطا فعليا في السرد عموما وفي جنس الرواية خاصة. كاتب محترف ينسج عالمه الروائي بخيوط رفيعة،يؤمن بأنه لا يمكن أن يبدع الروائي خارج مملكة اللغة. وعن أسباب الاتجاه من القصة إلى الرواية فيرى محمد مباركي أن القصة هي التي ولدت الرواية وهي حاضرة فيها واستدل بالكاتبة الأمريكية نانسي كريست في كتابها “تقنيات كتابة الرواية ” تقول: يرى بعض العلماء أن ادمغتنا مصممة لفهم العالم من خلال القصة. وقد اعتبر ذ عبد الله فرجي أن الرواية عند محمد مباركي تعتبر ملحمة درامية كبيرة وخطيرة وان استاذ التاريخ محمد مباركي غير حاضر في الرواية التي تتميز بالتشويق والمقالب والمفاجئات وبامساكه الجيد بخيوط الرواية. اما د مصطفى الشاوي فيرى أنه يعتمد على الوصف بشكل دقيق ويغني النص بالمشاهدات والرؤا والأحلام والهواجس… وانه عالم بكل شيء يدرك أكثر ما تدركه الشخصيات وهو يقوم بدور الانطروبولوجي والسوسيولوجي والنفساني ويتميز بمهارة في نحث اسماء الشخوص. وفي آخر الحلقة أكد محمد مباركي أنه يكتب لنفسه ولا يستحضر القاريء في كتاباته. وعن مشروعه المستقبلي فهو منهمك في كتابة رواية حول مدينة وجدة.


