“مقامات ” للإعلامي عبد الله البلغيثي ينفتح على الجرح الغائر في أدب المبدعة فاطمة الشيري

جسر التواصل19 يناير 2020آخر تحديث :
“مقامات ” للإعلامي عبد الله البلغيثي ينفتح على الجرح الغائر في أدب المبدعة فاطمة الشيري

مكناس :جسر التواصل

 

الإبداع والعطاء والاجتهاد لا حدود له وفضاء الإبداع شمل كل الميادين وطال كل المجالات وتجاوز كل الحدود واصبح سيرورة متواصلة من جيل إلى جيل ،ومقامات فتح نافذة للبحث عن الابداع والدخول في عالم التميز والوقوف على محطات التطوير والتجديد والاحتفاء بالأصوات التي تأثث للفضاء الثقافي المغربي الأدبي وتغني هذا الحقل بفضل إصداراتها. في حلقة جديدة من برنامج “مقامات” سافر عبدالله البلغيتي بمستمعيه مباشرة على أمواج اذاعة مدينة اف ام يوم الجمعة سابع عشر يناير 2020 مع مبدعة مغربية رقيقة الإحساس مسكونة بهموم الواقع الشاعرة والقاصة فاطمة الشيري التي هي من مواليد مدينة طنجة التي تابعت بها تعليمها الابتدائي والاعدادي. عملت كاستاذة اللغة العربية إلى أن تقاعدت عام 2013.حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى نظير ما قدمته من خدمات في مجال التربية والتعليم لأكثر من ثلاثين سنة. هي عضو في مجموعة من المنتديات الأدبية والبيئية في عدد من المدن. من إصداراتها:
-مغيب شمسي:مجموعة قصص قصيرة جدا 2014
-تجرعت كاسي: مجموعة قصص قصيرة جدا 2017
-ظل طيف:مجموعة قصص قصيرة جدا 2019
-ديوان” أوراق خريفي أزهرت ”
شاركت في مجموعة من الإصدارات داخل وخارج الوطن وفي لقاءات دولية كذلك منها:
-القلم الحر بمصر 2015
-القصيد الذهبي بتونس وكذلك بملتقيات عديدة بالمغرب. وللنبش والحفر في خبايا تجربة ضيفة البرنامج حضر بالاستوديو كل من الناقد والقاص والإعلامي عبد الكريم القيشوري والروائية شيماء أبجاو.

 

 

 

في البداية تحدثت فاطمة الشيري عن كيفية تغلبها على عقدة اللغة العربية التي لازمتها سنين عديدة لأن تعليمها الأولي كان بالإسبانية ،هذه العقدة التي تخلصت منها وأصبحت أستاذة للغة العربية بل تخطتها وأصبحت كاتبة. وفي مداخلة الناقد عبد الكريم القيشوري أكد عن أثر محطة فقدان ابنتها في إبداعها وان انطلاقتها الحقيقية والفعالة كانت بعد وفاة زوجها كما أن الانتقال من الشعر إلى القصة القصيرة جدا وجدت فيه الكاتبة نوعا من إبراز مجموعة من الانفعالات بكلام قليل لكن يوجد فيه الكثير. وبعد قراءة الأستاذة الشيري لبعض قصصها القصيرة جدا تحدتث الروائية شيماء ابجاو عن هيمنة تيمة الألم في كتاباتها .هذا الألم الذي رودته بأسلوبها الخاص والذي استمدته من الواقع المعيش ، وان كل مؤلف لها هو مولود جديد حملته بين اضلعها وتغذى من تجاربها الخاصة، كما أضاف الناقد عبد الكريم القيشوري أن مميزات الكتابة في القصة القصيرة جدا جاءت من الناقد مسلك ميمون في تقديمه لمجموعة” ظل طيف” والذي قال: فاطمة الشيري في كل كتاباتها القصيرة تحاول ان تلامس الواقع بالإشارة لا ان تفصل القول بفائض الكلام وكأني بها تحترم ذكاء المتلقي فتلزم ساردها بالحياد والاكتفاء بايماءات قابلة للتاويل مفسحة لتعدد القراءات وتنوع الفهم. وفي مكالمة هاتفية مع الناقد د امحمد امحاور أكد أن الكاتبة تطفح بعوالم سردية دافقة تحيل على تجليات الذات والكتابة مشحونة بمخيال ينشد إلى الواقع بروابط أحيانا وبرؤيا بانورامية تستشرق الخيال الأسطوري. ونصوص قصصها بهية ماتعة تستفز الذخيرة الفكرية للقاريء وتشركه في لعبة بناء المعنى. وكرد عن سؤال حول كيفية اختيار العناوين والمواضيع أجابت الكاتبة أن اختيار العنوان يأتي بعد كتابة النص أما المواضيع فهي تستمدها من مواضيع تستفزها. كما أشار عبد الكريم القيشوري لذكائها في اختيار النقاد من مدن مختلفة في المغرب وخارجه.

 

وبعد قراءة الشاعرة لقصيدة:”حلم في مهب الريح “اتفقت مع مقدم البرنامج على أن كتاباتها هي أدب يميل إلى التشاؤم أكثر منه إلى التفاؤل وانه أدب قدري والقدر يلعب دورا كبيرا في تحريك قلمها في الشعر لكن هذا لا ينطبق كليا على القصة. وفي مقاربة الناقد عبد الكريم القيشوري بتجربتها الشعرية فقد تحدث عن ميزة الطريقة وأسلوب الكتابة والصور التي تحاول ان تقدمها من خلال اللغة وقراءاتها التي تبعث في الحرف روحا تثير وتشد انتباه المتلقي وتعاملها مع الواقع انطلاقا مما تشعر به والصدق الذي يغلب على كتاباتها. وفي ختام الحلقة أهدت الشاعرة المستمعين قصيدة بعنوان شموخ.

الاخبار العاجلة