جسر التواصل خاص
اكثر من ثمان ساعات من قضايا النصب والاحتيال والسرقة الموصوفة والقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد والاعتداء على الاصول والخيانة الزوجية وغيرها من الجرائم التي عرضت امام المحاكم تتحفنا بها الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة على قناتها الاولى طيلة أيام الاسبوع وقبلها وصل عدد الساعات الى 12 ساعة من خلال برنامج مداولة الذي لا يناقش احد قيمته القانونية والمعرفية في مجال الملفات المعروضة على القضاء ، وانما برمجة حلقاته عدة مرات في الاسبوع هي التي تطرح اكثر من علامة استفهام.
المغرب ليس بلد الاجرام وانما بلد مفكرين وادباء وفنانين ورياضيين المغرب بلد المقاومة والبطولات التي لا يعرف عنها الجيل الجديد اي شيء اين هي هذه المواضيع واين هؤلاء المفكرين في شبكة برامج التلفزيون المغربي العمومي؟ فهل هي ازمة افكار أم أزمة انتاج ام امكانيات مادية علما ان التلفزيون ينفق 100 مليون سنتيم للحلقة الواحدة عن البرنامج التافه للا العروسة ، هذه الميزانية كافية لانتاج خمس او ست برامج ثقافية وفنية ووثائقية لشخصيات ووقائع طبعت تاريخ المغرب على مر العصور ، اذا كان ولابد من تقديم اعادة حلقات برامج فهناك الشاهد ومدارات واقواس ومغرب القرن 20 ومشارف واللائحة طويلة ، برامج في حاجة لمن ينفض عنها الغبار ويعيدها الى الواجهة ، وهي انتاجات أكيد غير واردة في قاموس ومفكرة مديرة الماركوتينغ والبرمجة التي تأكد بالملموس انها بعيدة كل البعد عن تخصص اسمه البرمجة التلفزيونية التي بذلت كل ما في وسعها لضم هذه المصلحة لمديرية الماركوتينغ التي تديرها ، لتوسيع نفوذها على حساب مصلحة التلفزيون المغربي الذي يمول من اموال دافعي الضرائب . تأكد وبما لا يدع مجالا للشك ان مديرة الماركوتينغ والبرمجة تجر التلفزيون الى الهاوية من خلال تلقين ابنائنا كيفية الاحتيال وتنفيذ الجرائم ، فقد اصبح ابناؤنا يرددون فصول القانون الجنائي التي يعاقب بها القاتل والسارق والزوج الخائن بدل ان يرددوا اقوال وافكار عبد الله العروي ومحمد العابد الجابري ونظريات المهدي المنجرة ومفكرين اخرين مازالت مؤلفاتهم تدرس في اكبر الجامعات المغربية والعربية .
لم تكتف مديرة الماركوتينغ والبرمجة بثمان ساعات من مرافعات واحداث برنامج مداولة لتضيف اليها ثلاث ساعات اسبوعيا من سلسلة ساعة في الجحيم ، وتقتل بذلك كل امال للتغيير ، واخراج التلفزيون من النفق المسدود .
Views: 4
























