ياسين التطواني جسر التوصل
في سنة 1968 زارت الفنانة أم كلثوم المغرب لأجل إحياء حفلات المجهود الحربي على إثر هزيمة سنة 1967, وكانت الراحلة أول فنانة تكسر حزام الصمت بعد قطيعة سنة 1963 لموسيقى وأفلام أم الدنيا إثر تورط عسكريين من الجيش المصري في حرب الرمال.
حينما زارت أم كلثوم المغرب وجدت المغاربة يتفاعلون مع هذه الزيارة, ويحضرون حفلاتها حيث عرفت تذكرة هذه الحفلات أثمنة جد مرتفعة في ذالك التاريخ, حيث وصل ثمن التذكرة إلى أزيد من 150 درهم في شبابيك المسارح, وأزيد من 400 درهم في السوق السوداء, وهذا ثمن جد مرتفع في ذالك الزمان.
ويحكي كل من عرف تلك الحقبة التاريخية أن المغاربة كانوا يقدمون الهدايا والعطايا لأم كلثوم, وكانت النسوة تخلع الخواتم والسلاسل و الأحزمة الذهبية وتقوم بتقديمها لسيدة الطرب العربي, وحينما إقترب عيد الأضحى كانت الراحلة أم كلثوم ضيفة الراحل الكبير أحمد البيضاوي وقام الملك الراحل الحسن الثاني بإهداء خروفين ملكيين إلى منزله وبعد نحر الأضحية قامت بالتجول في أزقة حي مابيلا بالرباط حيث كان يقطن الراحل أحمد البيضاوي.
وقد خصص لها الملك الراحل الحسن الثاني استقبالا خاصا وكذالك الأمير الراحل مولاي عبد الله وكل الشخصيات السياسية والعسكرية وكان الأعيان يتسابقون لدعوتها وإكرامها, حبا في فنها وفي جمهورية مصر العربية التي تربطنا بها علاقات أخوية منذ قرون طويلة.