عبد العزيز حنان
الدار البيضاء في : 08/09 مارس 2021
بعد الثامن ….
هدية للعمة التي وسع قلبها الكبير محبة أمل …..
…….
سأحدثكم عن أمل .
سأحكي لكم لقطة من حياة أمل ، تمتد على مسافات زمنية مضت ، أو ما زالت في رحم القادم المأمول …
أمل …؛
هي الآتي .. يصدح بإشراقة الأحلام ، وروداً متفتحة يانعة .. متألقة بأقواس قزح …
أمل …؛
فرحة الآتي رغما عن أشواك المسار المؤلمة … رغما عن المستنقعات الآسنة ، شكلتها أنانيات الكبار ، و حماقات الكبار …
أمل …؛
الطفلة الطعر … تكاد تزغرد وجنتاها و قد انفرجت شفتاها بصرغة تعانق القادمة من هناك …. لتمسح عن جبينها بعضا من عرق الانكسار ، و تزرع بقلبها بذور الانتماء للإنسان قي رقيّه ، و تنتشلها من همجية البشر .
أمل …؛
ابتسامة العينين … بكل البراءة و الصفاء .
أيها الكبار …!!!
كل الكبار …
هل تعرفون ابتسامة العينين ؟؟؟
هل باستطاعتكم استحضار مشهد ابتسامة العينين ؟؟؟
هل تخيلتم- و لو مجرد تخيُّل – ابتسامة عينين بريئتين ؟؟؟
إن حاولتم ، مجرد المحاولة ، ستقتربون من إبداع بيكاسو .
لكن ، هيهات …
أمل …؛
وحدها تطلقها من عينيها بلا تكلُّف ، بلا تصنُّع .
ابتسامة من طفلة ، ترسلها بلا ضفاف تحدها هدية للقادمة من هناك . تُنبت في جفاف حياتها ، شقائق الفرحة … تزدهي بحمرتها … لتُغطسَ قتامة الأشياء من حولها .
أمل …؛
فوق كتفي والدها ببشرته القمحية ، و عينيه البراقات بعطر الشاوية ، أميرة .
ترنو من العلياء.. و تلقي التحية على جموع الضائعين، و اللاهثين ، و المندفعين في هيستيريا بلا هدى ، و بلا هدف…
المتسارعين ركضا مجنونا وراء مجهول لم يتضح في عقولهم وما تربّع على مساحة قلوبهم . فقط يسارعون باللهاث الأحمق من أجل امتلاك المجهول …
أمل …؛
على كتفي والدها . أميرة .
تتسامى عن عن طاعون حمّى امتلاك الحية المستحيل .
و من برج عرشها ، تبحث عيناها عن صدر هناك … آتٍ لاحتضانها لِضخِّ شحنة حب تقوّيها في هذا المسار المشاكس …
كم هي بهية في هذه اللحظة المنفلنة من عقال الزمن .
ها هي ذي تترجل من على كتفي الأب ، لترتمي دفعة واحدة على صدرٍ مُشرَعٍ للاحتضان … تندفع رسم المشهد الخاطف كبرق أنار حلكة المكان …
كلّ الدنيا ، لا تساوي هذه اللحظة من العناق، يحفه الصفاء ، و يجلله الصدق … و كثير ، كثير من فيض المحبة ….
ما أحقرنا نحن الكبار …!!!
حين ننبطح صرعى لأنانياتنا المريضة …دون التفكير في مَن ندوسهم بقسوة استجابة لأمراضنا النرجسية .
ما أغبانا نحن الكبار …!!!
حين نغطي عوراتنا بستار مثقوب فاضح ، تحت وهم الكرامة و الحقوق ، و نقتل الطمأنينة في قلب أمل و أمثالها.
يقول المثل المغربي :
“” مْيَاتْ تَخْمِيمَة وْ تَخْمِيمَة وَ لَا ضَرْبَة بْلَمْقَصّْ “”
حكمة السابقين ، لم نستفد من عمقها . نرددها كا لببغاوات دون استيعاب كنهها .
و بدل أن نفكر مليا و نتطهّر من عَفَن أنانياتنا نسارع إلى المقص لقطع أواصرَ أشهدنا الله على انخراطنا في تقويتها و الحفاظ عليها ، فخالفنا و عصينا ما أشهدنا اللهَ عليه .
فكان المقص ، هو الحكَم و الفيْصل بدل العقل و التدبر لتستمر الحياة ….
أمل …؛
ابتسامة العينين بلا مثيل … بلا نظير مع كل براءة الطفولة و سمُوّها … مرسوم على جبينها ، ظِلال أنانية الوالدين و غياب النضج في تحمّل المسؤولية .
لا يهم أسباب استعمال حدة المقص قبل ميزان العقل ، و قطع أواصر التلاقي و الاستمرار تحت تحت سقف وجع واحد ، و أمل واحد .هو : إسعاد أمل ، زرع الطمأنينة بحياتها عوض الإحساس بالتشظي يكبر معها .
بقدر ما ترعبني هذه الأنانية المتهورة و التي تحرم أمل من النظر و الاستئناس في ذات اللحظة بفرحة الأب و سعادة الأم يخلقانها من بذرة أمل …
من تحوّلها إلى برعم غضّ …
ثم إلى وردة تمتلئ حبوب لقاح …
ثم إلى حدائق تينع بالأريج و الألوان …
ابتسامة عيني أمل ، إدانة لنا نحن الكبار …، كل الكبار …
أمل …؛
فوق كتفي والدها …
ثم و هي تترجل لتعانق القادمة من هناك ، من أجل لحظة محبة ، لحظة أمل ، لحظة طمأنينة تشعر فيها أن الحياة ، لا زالت بخير .
لا يهمها في ذلك من استعمل المقص ، و لا كيف جزّ المقص ضفائر حلم يدأ متوهجاً ، ليتحوّل في محطّة ما ، إلى خيبة تطال الجميع …
لكنها في قلب أمل هي غصة … مأساة تكبر معها … تتضخم بتوالي السنين ….
فناذا زرعنا – نحن الكبار – بقلب أمل ……؟؟؟