عن شيخ العيطة الحسين السطاتي.
الفصل شتاء، بداية شهر فبراير، الطقس قارس وقارص، الصغار مازالوا يغطون في نوم عميق، أجسادهم متحاضنة، أرجلهم وأيديهم متشابكة. أسند “العربي المسكيني”، رأسه إلى الجدار، فنان شعبي”شيخ العيطة”، تجاوز الخمسين من العمر بقليل، أسمر البشرة، نحيل البنية الجسدية، طويل القامة..ظل يحدق إلى الأجساد الصغيرة، الممدودة في الفراش البسيط الرث يردد في نفسه: “لو أنني لم أتزوج، كنت حملت كمنجتي ورحلت من بلد إلى بلد، من عرس إلى عرس، من حانة إلى حانة، ومن شيخة إلى شيخة..”، تنهد في عمق وزفر زفرة طويلة، ثم همهم في غيظ :
– “هذي ماشي عيشة شيخ الشيخات مخاصوش يتزوج”.
من شقوق الباب القصديري تسربت الريح باردة، فارتجف، انحنى، سحب الغطاء، ووارى أجساد الصغار، وأراح رؤوسهم على الوسائد.
منذ سن الرابعة عشر من عمره وهو يرعى الغنم وراءها تعلم العزف على الكمنجة، زلما اشتد عوده ولانت الكمنجة بيده، صار يحي الحفلات والأعراس بالدواوير والقرى، إلا أن بلية الكيف والخمر كانت سببا في أزمته المادية وعلته الجسدية.
مج أنفاسا متتالية من غليون الكيف “السبسي”، واحتفظ بالدخان داخل صدره لثوان، ثم نفته إلى الأعلى في سحب دخانية، مصحوبا بتنهيدة وكأنها نحيب.. سمع صرير الباب الخارجي فتنبهت حواسه، دخلت حزينة، حافية القدمين، ثوبها كالح رث، يكاد يذوب عن جسدها، امرأة بدينة في الأربعين من العمر، ملامحها توحي لناظرها بأنها أكبر من عمرها بكثير، ترتدي جلابية زرقاء بهت لونها..نظر إليها نظرة شزراء، وتمنى لو أن الأرض تنشق وتبتلعه، ثم سألها بلهفة :
– ألم تقترضي من والديك؟
عدلت من وضع المنديل فوق شعر رأسها، وأجابته بصوت واهن وبنبرات مرتعشة:
– والله يا ابن الناس ما معهم نقود، ولا سكر ولا زيت، والدي مريض طريح الفراش ولا يكذب.
أطلق آهة ثقيلة، وضع غليون الكيف إلى جانبه، وأخرج سيجارة رديئة، أشعلها وراح يدخنها في صمت، ولكنها هزت عينيها الذابلتين إليه، وقالت في تأفف:
– ولكن أمي كانت تدخر هذه الخمسون درهما.
ومدت يدها بورقة الخمسين درهما الخضراء، فأخذها منها وقلب الورقة البنكية بين يديه، ثم دسها في جيبه ببطء، وظلت يده مع الورقة البنكية في جيبه، كأنما يخاف أن تهرب، وأخذ أنفاسا متلاحقة من سيجارته، ونفث الدخان بشكل نافوري إلى الأعلى وقال:
– أنا مسافر.
قالت في دهشة : إلى أين ؟
أجابها بعدما دخن من سيجارته:
– أرض الله واسعة وعريضة، سأفعل مثلما يفعل الفنانون الشعبيون أمثالي خلال فصل الشتاء، سأذهب إلى مدينة الدار البيضاء، وكماني معي، كما أغني في الأعراس والحَفلات سوف أغني في المقاهي وفي الحافِلات.
ضربت براحة يديها على وجهها مولولة :
– هاويلي عليك يا لعريبي، يا ويلي، باغي تولي تطلب في الكيران، باغي تشوهنا في الدوار، والدار البيضا غول، كري تبات شري تمضغ .
تنفست بعمق وأردفت وفي عينيها تترقرق دموع:
– “آخر أيامك باغي تولـي طلاب، رانا خايفة عليك يا لعريبي”.
مرر يده اليسرى على شعر رأسه وحك قفاه، وقال:
– “الدار البيضا بلادنا، وهازا هبالنا، وعاري على سيدي بليوط”.
هوت جاثمة على الأرض وهي تلوح برأسها:
-“ياك كتكَولها يا العريبي “كازا يا كازا اللي مشى ما جا”، وراني خايفة عليك يا الصيكَع”.
مج أنفاس من سيجارته في تتابع واعتدل في مكانه، وقال :
– أتضنين بهذه الخمسون درهما سنشتري حاجياتنا، وشهر رمضان على الأبواب، هل ستكفيك للتبضع من السوق والوقت شتاء؟ اتركيني وشأني سوف أتسول وسأبحث عن عمل.
لبس أجمل ما عنده من ملابس وارتدى حذاءه الجلدي الجديد، إنه ذاهب إلى مدينة الدار البيضاء..ذاهب إلى “كويزة”..حمل متاعه بحقيبة جلديةكبيرة قديمة، ووسطها دس كمانه الغجرية، ودع الزوجة والأبناء وخرج..
استقل الحافلة، بحثا عن عمل ما. قرص الشمس يميل إلى الغروب، توقفت به الحافلة بالمحطة الطرقية “أولاد زيان” بمدينة الدار البيضاء، هذه المدينة التي سمع عنها الكثير من الحكايات المقلقة..هذه هي “كويزة” الغريبة..
شرع يتفقد المكان، أمام باب المحطة الطريقة لاحظ شباب وجوههم مخربشة يتسابقون إلى المسافرين يحملون أمتعتهم، يتصايحون بأسماء المدن، حسبهم في بادئ الأمر قابضين مساعدي السائقين، فجأة سمع إحدى المسافرات يبدو من مظهرها أنها بدوية، في الأربعين من العمر ترتدي جلابية حمراء، وتغطي شعر رأسها بمنديل أصفر، تنوح وتخبط براحة يديها على فخديها :
– “هاويلي ها ناري على ولد الحرام دا الموزيط والفريرجات”.
توجه صوب المقهى الموجود بالمحطة، أخرج الكمان وسوى أوتارها ليشرع في عمله الجديد، تقدم إلى أول طاولة اجتمع حولها شخصين أنيقين، شرع يعزف ويغني بدون شهية للغناء، أوقفه أكبرهم سنا رافعا يده وهو ينظر إليه نظرة احتقار واستصغار:
– الله يجيب، هاد الشي اللي بقى لينا غير الزهو والنشاط..سير قلب ليك على شي شغل، كتافك كيف دياول لبغل.
أحس بالإهانة، لكنه لم يرد عليه بكلمة، إنها أول تجربة له في عالم التسول، وهو يعرف أن البدايات صعبة، عليه أن يتقبل ويصبر..وأجال ببصره على رواد المقهى، شاهد امرأة لا تبدو عليها حالة الفقر تمد يدها لأحد الزبائن، ينهرها النادل، فتبتعد منه لتنهال عليه بكلمات نابية بدت غريبة عليه.
طاف على بعض الزبائن يعزف ويغني حبات عيطية من “عيطة الحساب الزعري”، وجمع بعض الدراهم، وعاد إلى داخل المحطة الطرقية، كانت محطة الحافلات “أولاد زيان” تنغل غوغاء وضجيجا؛ مسافرون، متسولون، لصوص، باعة جرائد، باعة مأكولات خفيفة، باعة مياه معدنية ومياه عادية، باعة أدوية، مختفون، مختفيات، هاربون، هاربات، قاطعو التذاكر، سائقون، مومسات بائعات هوى، قوادون، قوادات، مشردون، مشردات، رجال أمن، رجال درك، رجال مراقبة طرقية، رجال سلطة، مخبرون..دراجات هوائية وأخرى نارية، وأخرى ثلاثية العجلات..فهي محطة طرقية بمواصفات حديثة وعقلية قديمة، المكان يغلي بالبشر، وكأنه ثكنة نمل في حركة دءوبة، مسافرون أنهكتهم حرارة يوم قائظ وأعياهم الانتظار، يجرون بصعوبة أمتعتهم وحقائبهم مستعجلين نحو الحافلات التي ستقلهم إلى الوجهات التي يقصدونها، وآخرون آثروا الجلوس أمام أمتعتهم، بمدخل المحطة في انتظار موعد انطلاق الحافلات، جحافل تأم ساحة المحطة، وفضاءها الداخلي، عيط ولغط، أصوات متعددة تتعالى في الفضاء “الرباط، الدار البيضاء، السطات، بنكَرير، سيدي بوعثمان، مراكش، أكَادير..”، في هذا الفضاء لا تعني الوجوه الكثير، هو فضاء للعبور، القادمون إلى الدار البيضاء والمغادرون لها، والمتوقفون في انتظار الانطلاق إلى محطة أخرى..
واندفع “الشيخ العربي المسكيني” داخل الفضاء الفسيح، استقبله فريق من سماسرة الحافلات من قاطعي التذاكر يتصايحون، المكان ينغل ويغلي،كان مشدوها ينظر يمينا ويسارا، ويتملى السقف العالي..وأفواج الخلق من كل لون وجنس، العويل والزعيق والنفير لا يتوقف، ابتسامات ودموع وقبلات وعناق وتلويح بالأيدي..حافلات متلاصقة، وأخرى متسامية متوازية، حافلات تدخل وأخرى تخرج، حافلات تقف، وأخرى تستعد للخروج، وحافلات خرجت للتو..نازلون، وراكبون، عراك بالأيدي سب وشتم وضحك بين مساعدي السائقين أو بالأحرى سماسرة الحافلات.. كان “الشيخ العربي” مشدوها، ينظر يمينا ويسارا، وبين الفينة والأخرى يتملى في السقف العالي، عيط، وضجيج، ومناداة على المدن: “الرباط أوطوروت، الرباط، الرباط، الرباط..”، أفواج الخلق من كل لون وجنس وسن، وابتسامات ودموع وقبلات وتلويح بالأيدي.. أمام باب المحطة دخول وخروج من نفس الباب، الأجساد تمرق، تتقابل، تتقاطع، مثل كتيبة نمل لا تعرف الكلل، سائحان في مقتبل العمر شاب وشابة يأخذان قسطا من الراحة على الكرسي الاسمنتي وإلى جانبهما أمتعتهما، يبدوان من نوع مختلف من السياح، ذلك النوع الذي يحمل معه جميع احتياجاته بما فيها سريره ويجول بين المدن والقرى سيرا على الأقدام..يشرعان في تبادل قبل تبدو حميمية محمومة، الأنظار تصوب إليهما، يتوقفان عن القبل استعدادا لاستئنافها، يحذرهما أحد المسافرين بإشارة من سبابة أصبعه الدالة على الرفض “لا”..أحسا بالخطر فابتعدا قليلا عن بعضهما البعض.. باعة السندويش بالبيض المسلوق والبطاطس المقلية يمسحون المسافرين بأعينهم المتعبة ويعرضون عليهم وجباتهم في إلحاح ذبابي، رجلا شرطة أحدهما متحمس لفرض النظام ومراقبة اللصوص، والآخر مشغول بمراقبة النساء بنهم مفضوح..أحب “الشيخ العربي” الرجل الأمني الأول وكره الثاني..الأطفال والحمالون يتصايحون ويتصارخون:
– نهز معاك ….ع اللي عطيتيني..
– كَارو….كسكروط…. تسيري … فين غادي..؟
الناس منتشرون بفناء المحطة تائهين، منهم مهمشون كان الهامش اختيارا لهم والهامشيون الذين اتخذوا المحطة سكنا لهم ومصدرا لرزقهم.. جلس “الشيخ العربي”، على كرسي إسمنتي داخل الفضاء الفسيح يرقب المكان بعين فاحصة…مئات الناس يسيرون هنا وهناك، أصوات كالنعيق تتعالي، تبرح بأسماء المدن:
– سطات، مراكش…أكَادير، بني ملال، أسفي، الشماعية، فاس، طنجة، تطوان…
داخل هذا الفضاء كل شيء موجود، من المخدرات إلى المومسات، والفتيات الهاربات.. مقهى فسيح ومطعم، وكشك لبيع الجرائد والمجلات والنظارات والساعات الرخيصة والقبعات.. شباب يعرضون سلعهم على الأرضية، كتب دينية، مصاحف، تسابيح…جال بعينيه في الفضاء الفسيح، رأى تلفزيونات بشاشات كبيرة معلقة في الردهات، إنما مصمتة، رجل يجلس شبه عاريا…شعره منكوش أشعت أكرت، ووجهه يختفي تحت لحية غزيرة، هيكل نحيل يفتش في أسماله الرثة البالية، حركاته بطيئة كأن الزمن طويل، منهك يبحث باهتمام وتركيز… كأنه لا يجود في الوجود ما يستحوذ على نفسه سوى هذا التفتيش الدقيق المتأني عن القمل المختفي في ثنايا القميص.. ينزع القملة من مكانها يضعها في كفه، ويتأملها لحظة وهي تزحف هاربة… ينقلها بين الأظافر الطويلة المتسخة ويسحقها ببرود…ثم يعود باحثا عن غيرها، يحيا في عالمه وحده منقطع عن كل ما يدور حوله. منظر مقزز ومؤلم جعل الحسين ينهض من مكانه، وراح يطوف بأرجاء المحطة، باعة ينشرون على الأرض الكتب والمجلات والجرائد بالفضاء الفسيح..وقف يتفرج ويتفحص المعروضات الثقافية… تيار من الخلق لا ينقطع يتلاطم في جميع الاتجاهات، تند عنه أصوت من شتى الطبقات، ويشكل خليطا من ألوان الطيف..
خرج من البهو إلى ساحة الحافلات المتصافة في الأماكن المخصصة لها بالأرقام داخل المحطة الكبيرة، حركة صعود ونزول إلى الحافلات لا تنقطع، جلس على الكرسي الإسمنتي، أخرج سيجارة وأشعلها، وأخذ يدخن، كان يشعر بأنه ثقيل الرأس، ومشتت الذهن، تائه في زحام من البشر لا يعرف له حدودا منشغل بما في داخله أكثر من انشغاله بما يموج حوله من ناس وأحداث وضوضاء وحركة دائبة..راح يدخن ويتأمل ما يدور حوله، تبدو الساحة واضحة لكنها أيضا غامضة، أشياء كثيرة تتم في الخفاء: علاقات، صفقات، بيع وشراء، رهن وكراء، حوارات، كر وفر، همس ولمس، غزل وحتى مضاجعات..وسط العيط واللغط والهرج، تظهر مجموعة من المشردين، مكونين من فتيان وفتيات، بوجوه مكدودة متعبة، وعيون محمرة.. يشمون أكفهم المبللة، ثيابهم رثة توزعوا بين الحافلات..
حمل “الشيخ العربي” متاعه على ظهره وآلة الكمان بيديه، يُقسم عليها تقاسيمه العيطية، ألحان شجية برنة مخنوقة تعبر عما بداخله من اختناق.. لمح حافلة توشك أن تنطلق صعد إليها، وجد أمامه بممر الراجلين شاب في مقتبل العمر يعرض يديه المبتورتين على مستوى المرفقين، ويمدهما للمسافرين ويتسولهم، وأمامه طفلة صغيرة تسرد قصتها وهي دامعة العينين تقول بأنها يتيمة وأمها المريضة تقوم بعملية تصفية الدم مرتين في الأسبوع، ويكثرون غرفة في سطح بيت..ليفاجأ بمساعد السائق يرمي الثلاثة خارج الحافلة صارخا في تدمر:
– “نزلوا را حنا بغينا نزيدو، وليتو أكثر من مالين الديطاي”.
الوقت ليل، والجو يزداد برودة، أحس “الشيخ العربي” بالجوع، خرج أمام المحطة ليتسول ما يتعشى به، قرب المطعم الشعبي شاهد سيارات فاخرة تجوب الشارع بحثا عن شيء ما، خمن ربما تكون فتيات الليل، أو صفقات مشبوهة أو نساء هاربات من الجمر إلى النار يبحثن عن مأوى….
جلس فوق كرسي خشبي، طلب من نادل المطعم صحن حساء الفول ( البيصارة) وخبز، أخذ يلتهم الأكل بشراهة من شدة الجوع وبرودة الجو، لحظة شاهد مجموعة من المتشردين، يبحثون في قمامات المطاعم المتراصة، عن فتات يقيهم حر الجوع، وآخرين يبحثون عن أماكن تحوي أجسامهم المتعبة وتقيهم برودة الجو، أدى ثمن الوجبة المتمثل في خمسة دراهم.. وهو أمام باب المحطة شاهد فتيات في عمر الزهور، يرتدين ملابس تفضح أكثر ما تستر..يتمايلن وسط الشارع بحركات مثيرة وعيونهم لا تفارق السيارات العابرة.
دراجة نارية تسير بصوت عال تكسر الصمت، تمتد يد منها، فتنزع حقيبة إحداهن التي صرخت بأعلى صوتها:
– “الله ينعل جد باباك يا الشفار، دابا يجي سيدك ويشري ليا أحسن منها، اتفووو…”.
منتصف الليل، لم يساعده بالتحرك في أرجاء المدينة، ففضل الجلوس على كرسي اسمنتي بداخل المحطة، حتى يضمن أمانه، وسلامة متاعه القليل من السرقة إلى يوم الغد ليستأنف عمله الجديد في التسول.
بدأت الحركة تخف، أحس بقليل من الدفء والاطمئنان، خلع حذاءه وتمدد قرب متاعه بعدما أدخل كمانه بالحقيبة، ليشرع في تدخين سيجارته بلهفة متابعا دخانها الذي ينتشر في الفضاء الباهت.
بدأ النوم يداعب عيناه فصرفهما، شرع يتخيل شريط أحداث يومه، ويفكر في زوجته وأبنائه، وأغفى شيخ العيطة في المحطة..ثم أفاق من غفوته، ليجد أن متاعه قد سرق مع حذائه الجلدي الجديد.
انتفض من مكانه فزعا كأنما لدغه ثعبان، وعيناه تدوران في محجريهما، بحث عن أمتعته فلم يجد أي شيء، لم يجد إلا يداه ليضربهما على الكرسي الأسمنتي بقوة، وهو يصيح :
– “هاويلي..ها ناري..شفروني أولاد لكلاب، داو الكويمينجة والصبيبيط والحويجات..”
التف حوله بعض من المارة من المسافرين وسائقي الحافلات، وهم يشاهدون شخصا مجهولا، حافيا وقميصه شبه مفتوح، وحزام سرواله يتدلى من وسطه، ينبس بكلام غير مفهوم:
– “داو الكويمينجة أولاد لكلاب.. داو الصبيبيط.. الدار البيضا بلادنا، عاري على سيدي بليوط..”.
– “سعدي بالطلاب غضروه أولاد لكلاب؛
-“كازا يا كازا واللي مشى ما جا”.
كان الناس ينظرون إليه في أسف وتساؤل، حيث علق أحد السائقين للحافلة وهو يتابع حركاته.
– هاهو مجنون آخر لفظته إحدى الحافلات.
ليرد عليه صديقه مساعده في الحافلة:
– “خليه مسكين حتى نديوه معانا في الكار، ونلوحوه في برشيد، باش يرجع لسبيطار المهابيل”.
ليرد عليه آخر في لهجة الواعظ الناصح:
_ “اللي شاف شي حاجة يكَول الله يستر”.
القصة مستلهمة من خيال الكاتب من المجموعة القصصية بعنوان “العيطة والغيطة”.