” رهان العبث ” للكاتب والشاعرمحمد كمل

جسر التواصل4 فبراير 2023آخر تحديث :
 ” رهان العبث ” للكاتب والشاعرمحمد كمل

محمد كمل  القنيطرة  المغرب    04/02/2023

لأنك
لا تشبه الآخرين
ليس في الأمر تميز
فقط لأن الأعمش
في بلد العميان
كصقر ثاقب النظرة
لأنك
هكذا
لا تشبه أحدا
ولا أحد يشبهك
تقف كل يوم
إجلالا للحروف
تستجدي كل الحروف
ان ” تسوي صفوفها “
في ” قداس لا ينتهي أبدا “
و انت ترى ذات الحروف
وهي تسعى
نحو طريق آخر
غير المبتغى !
ويصير صبيبها
حرا طليقا
كما الغدير
الى أهداف يحددها المنحدر
ولست انت
الذي ترسم بهذه الحروف
خرائط سعادة مباغتة
للحروف عيون
تراني ولا أراها
عندها فقط
يصبح
المستحيل وطنا لي
وتسقط عني كل الأحلام
بعد أن أرهقها الإنتظار
فسلمت الروح
لكل أنواع السراب
كفنا أبيضا ناصعا
يلتهم تلك الأفكار
التي صارت عصية على التحقق
في زمن لا نرغب فيه
و
هو
يعشق
تعذيبنا
و
الأنين
صار
نشيدا
يتردد
كل
يوم
ألف مرة ومرة
حتى
ان
” البوح بالأنين ”
صار عنوان المذلة

فلا السماء إستجابت
و
لا
الأرض
احست
بكل هذا الأنين
سلام على هذه الحياة
” اللا حياة ”
والبسمة
كاد يجف صبيبها
مع كل هذا الذي يجري
و
لا يجري
” سمفونية التابث والمتحول”
لا نكاد نرى أي شيء
لا نرى
ونجري في سباق
غير متكافىء
غير عادل
غير مربوح
ونحن
نعرف
كل
ما
سيقع
لكننا
مجانين الجري الذي لا ينتهي وحرب العبث
نحاول أن نوهم أنفسنا
بأن السباق حقيقي
مع ان كل السباقات
تسربت كل نتائجها قبل
آنطلاق السباق بعقود
لكننا نخلق لأوهامنا رحما
نعود إليه لنبكي
نعيد البكاء بحرارة طفولية
حتى الفنا ان نبتعد
عن ” قزحية الإبتسام”
نعانق الحزن
ننسج منه قضبانا
نخشاها ونتكأ عليها
في إنتظار خيبات قادمة
على صهوة يقين يقين
حين توصد أمامك كل الأبواب ينمو أمامك
جدار سميك
يمنع عنك
الحلم والأمل
فتبحث عن تلك ” الإبتسامة ” التي ” ترد الروح ”
لكن هيكل أسنانك
قد هوى
فلم تجد
أسنانك
مرسى لذات الإبتسامة
التي ابهرت العالم لعهود
فتأخد أحلامك
كل أحلامك
و” تحفر ” لنفسك
قبرا جميلا كله نوافذ
تطل على “إرم ذات العماد “
و تسافر على جناح الإنتظار
الذي قد يطول ويطول
وعندما يحين زمن
قطاف أحلامك
تكون كل احلامك قد تبخرت
لأنها ملت ” عبودية” الإنتظار
لتستعيد وحدتك
و
مغازلة القمر
الذي يشبهك تماما
في وحدته
و
شحوبه
و
قساوة تضاريسه
و
فراغ حياته من أي شيء
من عشق جديد
لتشرع في البحث
عن ” قصيدة جديدة ”
لن تكتبها ابدا
تنسيك
كل
“عشيقاتك ”
اللواتي
دبت
فيهن
دبت
و
لن
و
لم
تشفى
من
“الحب الأول والأخير “
إلى
ما
بعد
يوم الحشر
و
الله أعلم واقدر.

ملحوظة : اللوحات التي تزين حروفي هي للفنان التشكيلي المغربي: جابر غريب .
 

الاخبار العاجلة