طارق المعروفي يكتب : رمضاننا وتلفزتهم

جسر التواصل19 أبريل 2021آخر تحديث :
طارق المعروفي يكتب : رمضاننا وتلفزتهم

طارق المعروفي

هل هناك برنامج أو فقرة تلفزية لها علاقة بشهر رمضان إذا ما استثنينا آذان المغرب ؟
من الذي قرر تعويض حصة ترتيل حزبين من القران الكريم بالستكومات و المسلسلات ، و برمجة هذه الحصة في الصباح الباكر و في وقت متأخر من الليل ، بينما ترتيل حزبين يوميا طيلة شهر رمضان ، هو قرار سامي للمغفور له صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني في الوقت الملائم للمشاهد كما كان في السابق؟
من الذي قرر حذف حصة الطرب الأندلسي بعد الإفطار، و تعويضها بالإشهار الذي لا ينتهي ،أو الكاميرا المفبركة التي لا تضحكنا بل تضحك علينا بتمثيلها و سخافتها ؟
من الذي قرر الاستغناء عن الأغاني الدينية في هذه المناسبة، و تعويضها بالسيتكومات الخبيثة و المنحطة ؟
من الذي منع المسلسلات الدينية و الثقافية ، و عوضها بمسلسلات رديئة ،لا تساير النضج و التطور و الإدراك الذي عرفه عقل المواطن ؟
عدة أسئلة يطرحها المشاهد فلا يجد لها تفسيرا، و عدة تساؤلات تحوم في ذهن المواطن، فلا يجد لها تبريرا .
من جهة ثانية ،إذا ما أدركنا العلاقة التي تربط التلفزة بشركات الإنتاج الخمسة المهيمنة على السوق، فإننا سنتوصل لا محالة إلى النتيجة و لو أنها واضحة .
يتعين أن نستوعب العلاقة بين البائع و المشتري، بين تلك الشركات المسيطرة و المستغلة للظرف ، و التلفزة التي تقتني المنتوج .
لقد كانت لنتائج ما يسمى ب”دفتر التحملات ” آثار سلبية ، بحيث تم حرمان المشاهد بسبب هذه المسطرة، من مشاهدة الإنتاجات الأجنبية التي استمتع بها المواطن طيلة عقود، و التي لا يمكن أن تخضع اليوم لهذه المسطرة ، كما أن مسطرة “دفتر التحملات” تقررت خدمة للإنتاج المغربي و تشجيعه، و لكن الأمر صار محتكرا من طرف شركات تفرض ما تشاء على المواطن، و تبقى التلفزة مسايرة لهذا الوضع .
و من ناحية أخرى ، كيف يعقل أن يشاهد المواطن ممثلا أو ممثلة في أربعة أعمال في ليلية واحدة في هذا الشهر . ما أن ينتهي مسلسل أو سيتكوم حتى يعود نفس الممثل إليك في دور آخر، و كأن المغرب لا يعرف إلا تلك الوجوه التي سئم منها .
بالفعل هناك علاقة بين بائع المنتوج و المشتري ،كما أن هناك علاقة بين المنتج و الممثلين الذين استأنسوا بخطة العمل و معرفة كيف تستغل الظروف .
و الخاسر الوحيد في كل هذا، هو المشاهد الذي مل هذا الاحتقار و الإذلال، و أصبح يطالب بعودة الزمن الجميل الذي كانت فيه التلفزة تحترم مشاهديها و ترفع من شأنهم وذوقهم .
سوف ننتظر و ننتظر إلى أجل مسمى .
أو كما يقال: الله يرحم من استفاد و استغل و خفف.

الاخبار العاجلة