المؤسسات التعليمية بجماعة سيدي علي بن يوسف بإقليم الجديدة تعاني الويلات

جسر التواصل14 أكتوبر 2025آخر تحديث :
المؤسسات التعليمية بجماعة سيدي علي بن يوسف بإقليم الجديدة تعاني الويلات

جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي

المدرسة هي التي تعدّ أجيالاً تنفع البلاد والعباد، تحارب الأخلاق السّقيمة، وتزرع القيم النّبيلة..هذه حكمة معروفة عند أهل العلم والمعرفة.. لكن للأسف هذه الحكمة تبقى غائبة بنسبة كبيرة في العديد من الجماعات الترابية الموزعة على صعيد العمالات والأقاليم..حيث تعيش المدارس مجموعة من المشاكل الكارثية.

المدارس الابتدائية وإعدادية عبدالله العروي الوحيدة بجماعة سيدي علي بن يوسف بإقليم الجديدة..تعيش الويلات.. لقد سبق أن تطرقنا في أعدادنا السابقة عن الوضع الكارثي الذي تعيشه هذه المدارس..بداية من فرعية عبارة ونهاية بمدرسة القرفات..ومرورا ببوطويل وأولاد زيد والفراش والعبادلة وأولاد عبو وقبلهم العوجات..والشيخ التباري..وبقية الفرعيات الأخرى.. هذه المدارس تعرف المعاناة..والكل يتفرج على ما يجري..وفي مقدمتهم الذين وضع  فيهم أباء وأولياء وأخوة هؤلاء الفتية ثقتهم..ومنحوهم أصواتهم داخل   حجرات هذه المدارس.. قصد الدفاع عليهم..لكن للأسف العكس هو الحاصل…
مدارس تحولت إلى صور تشبه المشهد الدراماتيكي..الصور دليل قاطع على ما يجري…
ما زلت أتذكر عندما تم إغلاق فرعية عبارة.. و هي بمثابة قراءة الفاتحة على التعليم بهذه المنطقة التي تعاني الويلات في كل القطاعات..وكان الإغلاق بمثابة الدليل القاطع على أن المنطقة تبقى معزولة على هذا العالم..من حسن الحظ، وبعدما فضحنا الواقع تدخلت بعض الجهات المسؤولة لتفتح الأبواب من جديد في وجه تلاميذ الدواوير المجاورة..والكل شاهد على هذا..كان هذا قبل سنوات
ورغم مرور السنين.. وبعدما اعتقد الجميع ان الأمور سوف تتحسن..وخصوصا بعد التقسيم الاداري الجديد..حيث تم إضافة وحدة جديدة والأمر يتعلق بالعبادلة التي تم تعيين إدارة جديدة لها، بعدما كانت تابعة لوحدة العوجات..العبادلة تضم العديد من الفرعيات منها فرعية أولاد عبو..التي تتواجد بها احدى المعلمات” المعلمة الحديدية” التي تأتي وقت ما تشاء وتذهب وقت ماتريد..وعندما تكلم معها اباء و أولياء التلاميذ كان الجواب من نوع خاص..” هذا الموضوع سوف نعود اليه قريبا”.
العكس هو الحاصل..فالعديد من المؤسسات المدرسية..تحولت إلى حجرة واحدة..معزولة لا وحائط ولا أسلاك ولا أبواب ولا نوافذ..ولا ماء ولا كهرباء..مع تكدس العديد من المستويات في حجرة واحدة..
فرعية القرفات مثلا والتي تتلمذ فيها العديد من شباب المنطقة..والذين أصبحوا أطرا في مجموعة من القطاعات تعاني الإهمال..ومن أراد معرفة ما يجري عليه التوجه اليها فالحجرات  الدراسية مهددة بالسقوط.
كان الله في عون تلاميذ المنطقة الذين يتم تكديسهم في حجرة واحدة..وكان الله في عون الأساتذة الأفاضل الذين جاؤوا من بعيد لنشر العلم ومحاربة الجهل..لكن للأسف الكل يتفرج على هذا الوضع المأساوي..ولا احد يتكلم..وكأننا نعيش في مغرب أخر..
نفس الصور تنطبق على باقي المدارس الأخرى.. المراحيض بها تعيش حكاية أخرى..قصة وحدها قد تتحول إلى رواية..نظرا للحالة التي تعرفها..تصوروا أن أبناء هذه المنطقة العزيزة يقضون حاجاتهم في العراء..أف من هذا الزمن ومن أهله..
السؤال المطروح ماذا يقول المدراء؟..وماذا يكتب المفتش عندما يزور هذه المدرسة؟وعلى ذكر المفتش الذي يحل بهذا المكان عليه أن يمنح أعلى نقطة لكل هؤلاء الذين يعملون في مثل هذه الظروف.. وهل في علم  مدير الأكاديمية ما تعيشه هذه المؤسسات المنسية؟..وماذا يقول   الوزير؟؟
لكن السؤال الأكبر في هذه المعادلة.أين هو مجلس الجماعة الذي وضع فيه الناس ثقتهم ومنحوه أصواتهم.؟؟؟ لماذا لا يتحرك من أجل الضغط على الجهات المسؤولة قصد إيجاد الحلول العاجلة لهذه المشاكل التي تتخبط فيها كل المدارس التي تتواجد في تراب هذه الجماعة؟
هذا المجلس نجح في نقطة واحدة وهي طريقة صرف الميزانية..أين هي الملايين المخصصة للمؤسسات الاجتماعية؟ والتي تقدر بالملايين؟ وكيف لهذا المجلس أين يقدم الملايين للجمعيات خارج تراب هذه الجماعة ويترك هذه المؤسسات تعيش كل هذا الخراب؟..كيف يتم صرف الملايين على الهواتف النقالة ويترك أبناء الذين أوصلوهم لهذا المنصب يتعذبون؟..كيف يتم صرف العديد من”بونات” الجماعة على التفاهات ويتركون هؤلاء الفتية يعانون من البرد القارس شتاء؟؟..
للأسف الشديد..هذا المجلس لا يتذكر مثل هذه المدارس إلا عندما تقترب الانتخابات..حيث تجرى بداخلها عملية التصويت وفي هذه الظروف.
كل المدارس المتواجدة تعاني من نفس المشاكل تقريبا..زيادة على كل هذا هناك ظاهرة جديدة خلال هذا الموسم، وهي ان احد رجال التعليم في مجموعة مدارس أولاد زيد يلجا الى أسلوب ضرب التلاميذ..مع العلم أنه أصبح من المفروض أن تتخلى بعض الأطر التربوية عن شعار (العصا لمن عصى)..وقد توصلت بشكاية في هذا الموضوع..والذي سوف أعود إليه قريبا.
أما الإعدادية الوحيدة المتواجدة بهذه الجماعة والأمر يتعلق بإعدادية عبدالله العروي..فهناك العديد من الإشكالات التي تتكرر خلال كل سنة..أبرزها جلوس التلاميذ لساعات خارج المؤسسة..والمعاناة مع النقل المدرسي..
هل في علم  إدارة المؤسسة   القرار الذي أصدرته الوزارة مؤخرا ام لا؟ والذي يؤكد أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة راسلت مدراء الأكاديميات الجهوية،دعتهم   لإبقاء التلميذات والتلاميذ داخل المؤسسات التعليمية خلال فترة منتصف النهار والساعات الفارغة البينية.
وقد أكدت الوزارة، أن عددا من التلاميذ يضطرون إلى قضاء هذه الفترات خارج أسوار المؤسسات، وهو ما قد يعرضهم لمخاطر مختلفة ويؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي وانضباطهم، مؤكدة أن توفير فضاءات آمنة داخل المؤسسات يشكل أولوية أساسية لتعزيز جودة التعلم ودعم التفتح الشخصي للمتعلمين.
وقد طالبت الوزارة من الأكاديميات التنسيق مع الجماعات الترابية لتعبئة الدعم اللوجستيكي والموارد الضرورية، مع إشراك جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ وجمعيات المجتمع المدني في تتبع وتنفيذ هذه العملية، ضمانا لانخراط الأسر ومواكبتها.
في انتظار العودة للحديث عن قطاع التعليم بهذه الجماعة والجماعات المجاورة نقول لهؤلاء..أن المدرسة هي البيت الثاني لنا الذي يعلمنا كيف نتسلح بالعلم ويجعل تفكيرنا ينضج.

Views: 80

الاخبار العاجلة