الرباط – شهد المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، أمس السبت، تنظيم لقاء احتفائي بالكاتب المسرحي الراحل أحمد غزالي، وذلك في إطار فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
ويندرج هذا اللقاء، الذي نظم بشراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، تحت شعار “لا يُنسى كاتب مسرحي في متحف”، اعترافا بالمسيرة الغنية للراحل وإسهاماته المتعددة في المشهد الثقافي والفني الوطني.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت مديرة المعهد، لطيفة أحرار، أن الراحل أحمد غزالي كان رجل مسرح وفكر والتزام، ترك من خلال أعماله المسرحية وكتاباته وعمله الدؤوب، بصمة راسخة في نفوس أجيال من الفنانين والباحثين.
وأضافت أن الراحل، الذي كان مهندسا بالتكوين وكاتبا مسرحيا بالشغف وعالِم متاحف مستنيرا، كرس حياته لخدمة الفن والمعرفة وصون التراث المغربي والعالمي، مشيرة إلى أنه جمع بين التقاليد والحداثة، والإبداع والتراث، بفضل صرامته وإنسانيته وحبه العميق للجمال والكلمات والإيماءات الناطقة بالمعاني.
وخلال هذا اللقاء، استعرض عدد من المتدخلين المسار المهني للراحل، مستحضرين أهم المشاريع الثقافية التي أدارها كعالم متاحف.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، أن الراحل كان واحدا من كبار المتخصصين في المتاحف، وأسهم في تأسيس العديد منها بالمغرب، مشيرا إلى أنه تعرف عليه قبل أكثر من 12 سنة، حيث تعاونا معا في إنجاز مشروعي “متحف الحسيمة” و”دار تاريخ المغرب”.
وأضاف أن أحمد غزالي كان أيضا كاتبا مسرحيا بارزا يتمتع بحس إنساني عميق.
من جانبه، أشاد الكاتب إدريس كسيكس بالالتزام الثقافي للراحل، واصفا إياه بـ”الرجل المخلص لمبادئه، والكريم بوقته ومعرفته”، مبرزا أن هذا التكريم، الذي حضره أفراد من عائلة الفقيد وأصدقاؤه وثلة من الكتاب والمثقفين وشخصيات من عالم الثقافة، يروم تسليط الضوء على أعماله المسرحية وإرثه الإبداعي.
وفي هذا السياق، قدم طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي قراءات درامية لمسرحيتين من تأليف الفقيد، تحت إشراف مخرجين سبق لهم العمل معه أثناء فترة كتابة هذه الأعمال.
وأوضح المخرج الفرنسي سيباستيان بورناك، أن هذه القراءات مكنت طلبة المعهد من استكشاف نصوص درامية معقدة ومتعددة اللغات، في مبادرة تهدف إلى تكريم ذاكرة الكاتب المسرحي الراحل.
ويُذكر أن أحمد غزالي، المزداد سنة 1964 بالدار البيضاء والمتوفى سنة 2024، ترك إرثا مسرحيا غنيا، حيث تُرجمت أعماله إلى عدة لغات وعُرضت في مدن عديدة حول العالم، من بينها تورونتو، مدريد، الدار البيضاء، بروكسل، لندن، ميلانو، نيويورك وسيدني، ومن أبرز مسرحياته “تمبكتو، 52 يوما على ظهر جمل”.