الفنان الشعبي والزجال كاتب الكلمات الغنائية والملحن وشيخ العيطة عبد الرحمان الغرباوي لجسر التواصل :الجمهور يطلب الأغنية الشعبية الخفيفة الإيقاع والقصيرة المدة

جسر التواصل13 مارس 2025آخر تحديث :

 أجرى الحوار: الأستاذ المحبوب الحسين

جريدة جسر التواصل: السلام عليكم، مرحبا بالفنان الشعبي الزجال كاتب الكلمات الغنائية، وشيخ العيطة الغرباوية، عبد الرحمان الغرباوي، أهلا وسهلا بكم في جريدتكم “جسر التواصل”، رمضان مبارك، بداية كيف تقدم نفسك لقراء الجريدة؟

عبد الرحمن الغرباوي: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، رمضان مبارك كريم، شكرا لجريدتكم “جسر التواصل” على الاستضافة وعلى هذا التواصل عن بعد، أقدم نفسي : عبد الرحمان الغرباوي، زجال وكاتب كلمات غنائية، وفنان شعبي مغني وعازف كمان “كومنجي” لمجموعة فنية غنائية “رباعة الشيخات”. مسقط رأسي مدينة سيدي قاسم، وأسكن حاليا بمدينة الدار البيضاء.

جريدة جسر التواصل : يريد قراء الجريدة معرفة نبذة فنية عن الفنان عبد الرحمان الغرباوي؟

عبد الرحمن الغرباوي: أنا من مواليد سنة 1957 بمدينة سيدي قاسم، تعلمت الكمان “الكمنجة” بطريقة تقليدية وبدأت مسيرتي الفنية سنة 1969، وقدمت إلى مدينة الدار البيضاء سنة 1971، ومنها كانت انطلاقتي الفعلية في عالم الفن الشعبي، وبحكم أنني ابن منطقة الغرب فأنا أول من أدخلت إلى مدينة الدار البيضاء الإيقاع العيطي الغرباوي الخفيف وجددت فيه، حيث كانت المجموعة الغنائية العيطية “رباعة الشيخات” تتكون غالبا من شيخ عازف كمنجة”كومنجي” وشيخ عازف آلة إيقاعية “طعارجي” وأربعة فنانات “شيخات”، وصرت أعمل بمجموعة تظم عدد من الأفراد الذكور يصل عددهم إلى خمسة إضافة الى أربعة “شيخات” مع إدخال آلات إيقاعية جديدة مثل “البندير” و”الدربوكة” في ذلك العهد، وتعلمت بمعنى”تشيخت” على فنانين كبار “أشياخ العيطة” منهم : الشيخ صالح السمعلي والصاحب بن المعطي..وتأثرت برواد كبار لفن العيطة منهم الأشياخ: إدريس الزيطي والمحبوب داني وغيرهم، وكتبت ولحنت وغنيت وسجلت عدد كثير من أشرطة الكاسيت وأشرطة الفيديو، حيث كنت أغني العيطة إضافة إلى إبداع أغاني جديدة شعبية من كلماتي وألحاني، والتي لقيت شهرة واسعة، فصرت أحيي السهرات داخل المغرب وخارجه، وأشارك في السهرات العمومية وفي المهرجانات عبر مدن المملكة، وقد كسبت شهرة كبيرة حيث صارت تتقاطر علي الطلبات الفنية داخل المغرب وخارجه.

 جسر التواصل : ما هي الأغنية مفتاح الشهر للفنان عبد الرحمان الغرباوي؟

عبد الرحمن الغرباوي: يا ليت الزمان يعود كما كان، ما أروعها تلك الأيام، سنين الخير والشباب والصحة والفن والإبداع، ربيع العمر، كثيرة هي الأغاني التي غنيتها ولقيت شهرة واسعة واستحسانا من طرف الجمهور، أتذكر عندما عدت صيف سنة 2001 من دولة السويد وسجلت أغنية تحت عنوان “هبيلة كيف جاب ربي” ولقيت انتشارا كبيرا فاق تصوري، وزادت في شهرتي، وهناك أغاني أخرى مثل : “عمر الحب ما غلبني وهذ المرة حصلت فيه”، وأغنية “علاش ما بغاتني دارت غيري ونساتني” وأغاني أخرى، هذه الأغاني التي أعادها ومازال يعيدها كثير من الفنانين، وأسعد لما أسمع ابداعاتي الفنية يغنيها الفنانين في الأعراس وعلى خشبات المسارح وفي المهرجانات، والحمد لله كانت مسيرة فنية موفقة .

جريدة جسر التواصل : ونحن في هذا الشهر الكريم، ماذا يمثل رمضان بالنسبة للفنان الشعبي عبد الرحمان الغرباوي؟

عبد الرحمن الغرباوي: شهر رمضان، شهر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، شهر الصوم وطلب المغفرة والتواب والتقرب إلى الله، وفعل الخير، وصلة الرحم، والتسامح والتصالح، والتصدق على الفقراء والمحتاجين وتقديم يد المساعدة للناس.

جريدة جسر التواصل : أتجدون فرقا بين رمضان الأمس ورمضان اليوم؟

عبد الرحمن الغرباوي: فعلا فرق كبير، كل شيء تغير، كنا أطفالا صغارا عشنا مع جيل الستينات وسبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وكانت الحياة سهلة بسيطة لكنها كانت جميلة وممتعة، كنا نصوم رمضان بطريقة تقليدية، وكنت حينها في ريعان الشباب، كانت الأسرة تجتمع حول مائدة الإفطار ونتفرج على المذياع أو التلفزيون والقلوب يعمها الفرح، كانت البساطة في كل شيء وكانت معها القناعة والمتعة، وكانت تبدو معها الحياة رائعة، وحتى اليوم والحمد لله هناك اليسر والخير موجود لكن في الأمس كنت في صحة جيدة وعافية أما اليوم فقد كبرت وأنا مريض بداء ارتفاع الضغط الدموي الحاد، وهذه سنة الحياة أولنا ضعف وآخرنا ضعف، ولكل جيل وقته، وها نحن نستمتع الآن مع هذا الجيل حيث جهاز الهاتف المحمول هو الذي نتواصل عبره مع الأهل والأصدقاء والأحباب، وهذه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى.

جريدة جسر التواصل: كيف يقضي الفنان عبد الرحمان الغرباوي يومه في شهر رمضان الكريم؟

عبد الرحمن الغرباوي: أقضي شهر رمضان مع أسرتي بمدينة الدار البيضاء، ولكوني هذه السنة كما قلت لك مريضا بداء ارتفاع الضغط الدموي الحاد، فإني أمكث بالبيت، وأتبع نصائح الطبيب المعالج. أصلي وأقرأ ورود الاستغفار، ووقتما أحسست أن حالتي الصحية بدأت تتحسن أخرج وأتمشى قليلا ثم أعود للبيت. وأتواصل مع الأهل والأصدقاء والجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أتصفح هاتفي المحمول وأتفاعل مع منشورات أصدقائي الفنانين الشعبيين.

جريدة جسر التواصل: وأنت على مائدة الإفطار هل تستمع إلى الإذاعة أم تشاهد التلفزيون؟

عبد الرحمن الغرباوي: حينما أكون على مائدة الإفطار أشاهد بعض اللقطات من الأعمال الدرامية التلفزيونية المغربية.

جريدة جسر التواصل: هل تتذكر تجربة صومك لأول مرة؟

عبد الرحمن الغرباوي: فعلا أتذكر تلك الأيام بحنين، كنت طفلا صغيرا وأريد أن أقلد الكبار، وكنت أصوم نصف نهار وأفطر بعد الزوال، ثم صرت أصوم يوم وأفطر يوم، وهكذا حتى صرت أصوم النهار كله.

جريدة جسر التواصل: هل تشارك في إعداد وجبة الإفطار في رمضان؟

عبد الرحمن الغرباوي: لا أشارك في تحضير وجبة الإفطار، فهناك من يقوم بذلك، وأجتمع مع العائلة حول مائدة الإفطار ويعجبني أن أشاركها أحيانا مع بعض الأصدقاء.

جريدة جسر التواصل: شهر رمضان معروف بالأطباق الشهية اللذيذة، هل يمكننا أن نعرف الطبق المفضل عند شيخ العيطة الفنان عبد الرحمن الغرباوي؟

عبد الرحمن الغرباوي: تعجبني شربة الحريرة، وفطائر المسمن والبغرير وسلو والشاي، ولكن اليوم أتناول القليل من ذلك حسب المستطاع، نظرا لتدهور حالتي الصحية وتبعا لتعليمات الطبيب.

جريدة جسر التواصل: تعتبر من الفنانين الأوفياء للون الطربي الشعبي “العيطة”، فهل مازال هذا اللون الغنائي يلقى التجاوب نفسه مقارنة مع السنوات السابقة؟

– عبد الرحمن الغرباوي: يا حسرة على زمان..فرق كبير بين الأمس واليوم، كانت المنافسة بين الفنانين “أشياخ وشيخات” العيطة منافسة شريفة، كان همنا الأول تقديم فن شعبي مميز وراقي، وكان الجمهور ذواق لفن العيطة وشغوف بها، وخاصة الجمهور البيضاوي الذي عشت وسطه “كانت الوقت زينة”، لكن اليوم تغير كل شيء ولكل جيل فنه وجمهوره، صار الجمهور يطلب الأغنية الشعبية الخفيفة الإيقاع والقصيرة المدة ثلاثة دقائق إلى أربعة، لم تكن تكفيني هذه المدة حتى في تقاسيم الكمان، ولكن الحمد لله كانت مسيرتي الفنية جيدة وناجحة، وتركت رصيدا فنيا مميزا أذكر به من طرف الأجيال القادمة.

جريدة جسر التواصل : هناك بعض الفرق الموسيقية لفن العيطة تحيي سهرات ليالي رمضان، فهل تحيي بعض السهرات في ليل رمضان؟
عبد الرحمن الغرباوي: كنت في الماضي في سبعينات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي أحيي السهرات الليلية في رمضان، كنت شابا في ربيع العمر، يحدوني الأمل والرغبة في النجاح الفني، وكان الجمهور يأتي خصيصا من أجل مجموعتي الغنائية، أما اليوم فقد كبرت وأصابني المرض ولم أعد قادرا على ذلك، كما أن العمل في السهرات الليلية صار منبوذا ولم يبق له دخلا ماليا يشجع على العمل، والحمد لله هذه سنة الحياة لكل عمر عيشته.

جريدة جسر التواصل : كلمة أخيرة للجمهور؟

عبد الرحمن الغرباوي: شكرا لكم على الاستضافة، وشكرا للجمهور الكريم، شكرا لجريدة “جسر التواصل” التي أتاحت لي هذه الفرصة لأطل على الجمهور الحبيب، وأقول لكم رمضان مبارك كريم وكل عام وأنتم بخير.

الاخبار العاجلة