الكاتب والباحث طارق المعروفي يكتب في حديث الاثنين : وسائل التواصل الاجتماعي وأساليب توجيه الرأي العام

جسر التواصل4 مايو 2025آخر تحديث :
الكاتب والباحث طارق المعروفي يكتب في حديث الاثنين : وسائل التواصل الاجتماعي وأساليب توجيه الرأي العام

طارق المعروفي 

نسلط اليوم الضوء على قضية حساسة ، تتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي و التقنيات الحديثة ،في التأثير على الرأي العام خصوصا في السياق السياسي. ففي العديد من الدول، وجهت اتهامات أو أثيرت شبهات حول وجود شركات أو مجموعات منظمة ، تقوم بما يعرف ب “الهندسة الاجتماعية” أو “الحملات الرقمية الموجهة” و التي تشمل :
تشويه سمعة خصوم سياسيين من خلال حسابات وهمية أو صفحات مزيفة.
الدعاية الموجهة لصالح مرشحين أو أحزاب معينة بطرق غير شفافة.
استعمال الجيوش الالكترونية لإغراق المحتوى و تشتيت النقاش العام أي ما يعرف ب : Trolls Bots
أما فيما يخص الحسابات بأسماء مستعارة، فهذا تكتيك شائع عالميا ، و يستخدم أحيانا في حملات التأثير سواء من أفراد أو شبكات منظمة، و يتعذر أحيانا ربطها مباشرة بجهات محددة دون تحقيقات تقنية دقيقة.

 

كيف تتم مثل هذه الحملات تقنيا ؟ مع أمثلة عن الأساليب التي قد تستخدمها شركات أو مجموعات منظمة في الحملات السياسية الرقمية:أولا : تقوم بإنشاء حسابات وهمية أو ما يعرف ب Fake Profile
تستخدم أسماء مستعارة ، و صور مسروقة أو مولدة بالذكاء الاصطناعي.
يتم إنشاء المئات أو الآلاف من هذه الحسابات على الفيسبوك تويتر انستغرام و غيرها . ثم بعد ذلك تظهر هذه الحسابات نشاطا طبيعيا في البداية لتفادي اكتشافها، مثل منشورات ترفيهية أو تعليقات على مواضيع عامة…
ثانيا : تنسيق الهجمات على الخصوم: Coordinated Harassment
يتم اختيار هدف شخصية سياسية أو صحفية… و توجيه هجوم رقمي:
نشر أخبار كاذبة عنه.
مشاركة صور أو فيديوهات مفبركة أو خارج السياق .
إطلاق رسوم هاشتاغ مسيئة بهدف التشهير .
ثالثا : التلاعب بخوارزميات المنصات : و ذلك عبر النشر المكثف و التفاعل الزائف ، يمكن دفع بعض الأخبار أو المنشورات لتتصدر نتائج البحث أو الترند .
يستخدم هذا الأسلوب لرفع محتوى مؤيد لطرف معين أو دفن محتوى معارض .
رابعا: تبييض السمعة أو التسويق السياسي:Reputation Management
يتم عبر نشر مقالات إيجابية في مواقع محلية أو صفحات عامة، ثم الترويج لها على نطاق واسع.
أحيانا تستخدم صفحات تبدو محايدة أو إخبارية، لكنها في الواقع ممولة من جهة سياسية.
هناك تقارير إعلامية و تحقيقات غير مؤكدة، تشير إلى نشاط مشابه خصوصا خلال الحملات الانتخابية، و ذلك من أجل تشويه سمعة المعارضة، والتأثير على الرأي العام بطرق ملتوية ،معتمدة على نقط ضعف المواطنين و تطلعاتهم.
لهذا يتعين أن ننتبه إلى هذه الأساليب التي أصبحت مكشوفة ، و ألا نثق بالجيوش الالكترونية أو ما يعرف بالذباب الالكتروني المسير و الممول و المأجور، حتى لا نكون تابعين، بل محللين وواقعيين ،لا ننساق مع التيارات التي تسعى إلى الحفاظ عل المكاسب.
و لحماية أنفسنا من هؤلاء المؤثرين ينبغي:
أولا: تنويع مصادر المعلومات .
ثانيا: التحقق من المعلومات .
ثالثا: فهم التقنيات المستخدمة.
رابعا: استخدام أدوات الخصوصية، مثل مانع التتبع أو أدوات تمنع جميع بيانات التصفح، للحد من قدرة الشركات على استهدافك.
خامسا :التوعية و المشاركة في النقاش، أي محاولة توعية من حولنا بهذه الأساليب .

الاخبار العاجلة