إلهام أبارو، ورؤية متفردة في الكتابة المسرحية

جسر التواصل26 يناير 2025آخر تحديث :
إلهام أبارو، ورؤية متفردة في الكتابة المسرحية

حاورها أبو فراس

تعد الكاتبة والباحثة المسرحية إلهام أبارو إحدى الوجوه الواعدة والأقلام القادمة بقوة في المجال المسرحي بمدينة الصويرة، حيث ولدت ونشأت. هذه المدينة ذات التقاليد العريقة في شتى الفنون الشعبية والفرجوية. مدينة الصويرة أو مدينة الرياح (موݣادور سابقاً) هي إحدى المدن المغربية التي لعبت دورا مهما في تاريخ الفنون والثقافة بالمغرب، بما في ذلك الحركة المسرحية التي شهدت تطورا مميزا على مر العقود، إذ يعود تاريخ الحركة المسرحية بالصويرة إلى بدايات القرن العشرين، حيث تأثرت بالنشاط الثقافي العام في المغرب وارتباط المدينة بالتجارة الدولية وتلاقح الثقافات، مما جعلها حاضنة للفنون والمسرح.

لعقود طويلة ظلت العروض المسرحية الأولى بالصويرة تعتمد على الفرجات الشعبية التقليدية مثل “الحلقة” و”البساط”، وهما شكلان من المسرح الشعبي المغربي. كانا يُقدَّمان في الساحات العامة مثل ساحة مولاي الحسن، حيث كان الجمهور يتجمع حول الحكواتي أو الممثلين الشعبيين الذين يقدّمون قصصاً وحكايات ذات طابع اجتماعي أو فكاهي.
و مع بداية انتشار التعليم النظامي في المغرب خلال فترة الاستعمار الفرنسي، بدأت بعض المدارس بمدينة بالمدينة تقدم عروضا مسرحية مدرسية، حيث كان يتم التركيز على أعمال أدبية عالمية أو نصوص مغربية مقتبسة. شكّلت هذه التجارب قاعدة أساسية لظهور حركة مسرحية ناشئة بالمدينة.
بعد الاستقلال في 1956، شهدت الصويرة نهضة ثقافية شملت المسرح، فأُنشئت جمعيات ثقافية تهدف إلى تنمية الفن المسرحي، منها فرق مسرحية محلية كانت تعمل على تقديم نصوص وطنية تُبرز قيم الحرية والنضال ضد الاستعمار، كما ظهرت نصوص مسرحية مغربية وعربية تُعرض في الصويرة، وتناولت قضايا الهوية والانتماء؛ أيضا تأثرت بعض الفرق المسرحية بالتيارات المسرحية العربية القادمة من مصر وسوريا، بالإضافة إلى تأثرها بالأدب العالمي المترجم.
خلال عقدي الثمانينات و التسعينات، شهدت هذه الفترة ظهور فرق مسرحية محلية مثل “فرقة موݣادور المسرحية”، التي أسّسها شباب المدينة المهتمون بتطوير المسرح. قدمت هذه الفرق أعمالاً تناولت قضايا اجتماعية مثل الهجرة، الفقر، والتغيرات الثقافية.
في هذه البيئة المسرحية، نشأت الكاتبة المسرحية إلهام أبارو، التي أجرينا معها هذا الحوار:

على اعتبار انك مهتمة بالشأن الثقافي والفني، متى و كيف كانت بداية الاهتمام بفن المسرح؟
ج – نعم انا من مواليد مدينة الصويرة، وبحكم اني ترعرعت بهذه المدينة، كان وما زال لدي ميول وشغف بكل الفنون خصوصا فن التشكيل حيث قمت بمجموعة من المحاولات افرزت مشاركتي بمعرض الخط العربي بالثانوية حيث كنت أدرس بسنة أولى بكالوريا بحضور مجموعة من الفنانين ومسؤولي المدينة.
-اما اهتمامي بفن المسرح، فقد كنت أشارك بعروض مسرحية فوق الركح بالمدينة إلى أن غادرتها لإتمام الدراسة بمدينة مراكش بهذه المدينة تم إغناء هذه التجربة، بل شاركت بالاخراج المسرحي وكتابة السيناريو…هذا الشغف بالفن المسرحي جعلني أختاره لبحثي الجامعي تحت عنوان :
(التجربة المسرحية بمدينة الصويرة)
النشأة والتطور
ماذا عن خطوات موضوع البحث التي قمت باتباعها في ذلك؟
ج- من خلال الموضوع كان المفروض ان اقوم بتقسيم البحث إلى فصول بالحديث عن المسرح العربي عموما والمسرح المغربي على وجه الخصوص، مرورا بالحديث عن تلك الإرهاصات الاولية التي ترمز إلى   بدايات مسرحية تمثلت في مجموعة من الفرجات الشعبية التي كانت تعرف بها المدينة إضافة إلى مدينة مراكش وآسفي كمثلث فرض نفسه بهذا المجال على المستوى الوطني، وصولا إلى الحديث عن تأسيس فرق مسرحية بالمدينة وبعض العروض المسرحية التي تم تقديمها…هذا من حيث الجانب النظري.
أما من حيث الجانب التطبيقي والعملي، فقد قمت بوقفة تحليلية لإحدى مسرحيات المدينة التي ترمز إلى تفاصيل الحياة بالصويرة.
هل لديك اي محاولة للكتابة بفن المسرح؟
ج- أكيد شاركت بمجموعة من الأعمال المسرحية كمساعدة في مجال الإخراج ..
ولدي عمل مسرحي يترجم مبدأ السلام والحنين إلى التعايش …لا اريد الحديث عن تفاصيل العرض حتى لا اقوم بحرق المراحل خصوصا أني سأقوم بإخراجه وتقديمه للجمهور ان شاء الله.

الاخبار العاجلة