منطق الهيمنة.بين السلاح و الكماليات

جسر التواصل10 أبريل 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
جسر التواصل
سياسة
منطق الهيمنة.بين السلاح و الكماليات
Array

محمد صقلي
روما 10 أبريل 2020

89481691 10222199932969120 69440472895979520 o  - جريدة جسر التواصل

اذا لم تنفق في التسلح فأنت مجبر على الإنفاق في الكماليات.إنه المنطق الغاشم الذي ساد العالم منذ الخمسينيات و انتهى به الى الهاوية. بينما بقية الدول الحديثة العهد بما سمي استقلالا وجدت نفسها في مواجهة إكراهات لاتقل من حيث تبعاتها و تداعياتها عن ويلات و مواجع الاستعمار.
بريطانيا و فرنسا كل منهما لجأ إلى تشديد الوطأة على الأقطار المستعمرة برفع و تسريع وتيرة استغلال خيراتها و مواردها من أجل تعويض خسائر الحرب ضد ألمانيا النازية.
أمريكا من جهتها بوصفها المنقذ لأوروبا بأن خلصتها من كابوس النازية بدأت تدفع باتجاه تحرير المستعمرات ليس دفاعا عن حرية الشعوب بل لفرض تصورها الخاص لعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.
من بين أبرز مظاهر هذا المتغير الجوهري نشوء نزاعات إقليمية في الشرق الاوسط بعد قيام دولة اسرائيل و حروب جنوب شرق آسيا في فيتنام و كامبوديا و الكوريتين و تقسيم العالم إلى معسكر شرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي و عالم تابع للامبريالية و الاستعمار الجديد بقيادة أمريكا في إطار ما سمي بالحرب الباردة.
و قد حققت أمريكا نجاحات تمثلت في تفكيك ما كانت تسميه إمبراطورية الشر بخروج جمهوريات السوفيات من عباءة روسيا. أيضا بسقوط جدار برلين و تصفية الحساب مع بقية الأنظمة التوتاليتارية كيوغوسلافيا و دول البلقان. انتعشت مبيعات الأسلحة الأمريكية و دول الحلف الاطلسي. غير أن الجشع الأمريكي لم يقف عند هذا الحد اذ انطلق مسلسل الحروب في منطقة الخليج بدءا بحرب صدام ضد ثورة الخميني ثم كارثة احتلال الكويت التي افرزت تفتيت العراق بضرب قاعدته الاقتصادية و العسكرية وصولا الى مسلسل هزات الربيع العربي.بموازاة ذلك جاءت العولمة لتدخل العالم في مرحلة اريد لها ان تروج لوهم الرفاه على أوسع نطاق.
ولكون امريكا ظلت مهيمنة على مبيعات الأسلحة عبر اختلاق الحروب فهي لم تكتف بهذا المكسب الذي يدر عليها أرباح طائلة بل راهنت ان تكون أيضا المستفيد الأول في أسواق التجارة العالمية. بمنطق ان من لا يشترى مني أسلحة فهو مجبر لفتح الباب أمام المنتوجات الأميركية وعلى رأسها الكماليات بما في ذلك آخر صيحات و ماركات السيارة و غيرها و القائمة تطول بما لا يسعف التفصيل فيه.
لكن الذي لم يكن في الحسبان ان المارد الصيني تحول إلى منافس لذوذ للولايات المتحدة في أسواق العالم فضلا عن اثقال كاهل أمريكا بالديون. وهو ما يؤهل الصين لموقع اكبر قوة تجارية في العالم. وهو ما جعل الصراع بينهما ياخذ أبعادا تنذر بعواقب كارثية لعل فيروس كورونا من بين تمثلات هذا الصراع ما لم تثبت الأبحاث و التحفيقات في المستقبل أنه ليس من فعل فاعل.

المصدرArray

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة