وقفة عند منشور الأديبة مليكة ضفير (تعلموا كيف تحبوا قبل أن تحتفلوا بالحب ) للكاتب والشاعر عبد العزيز حنان

جسر التواصل15 فبراير 2022آخر تحديث :
وقفة عند منشور الأديبة مليكة ضفير (تعلموا كيف تحبوا قبل أن تحتفلوا بالحب ) للكاتب والشاعر عبد العزيز حنان

عبد العزيز حنان  الدار البيضاء

 

اليوم يحتفل العالم بعيد الحب .
وأنا أتساءل :
هل المشاعر والأحاسيس تختزل في يوم واحد؟؟؟
هل استطعنا أن نحب بعضنا؟؟؟
هل نحن على علم بالقصة الرئيسية لهذا العيد؟؟؟
أم نحن معشر العرب ننتقي من الأشياء ما يتلاءم ورغباتنا الظرفية ونزواتنا اللحظية .
عيد الحب في مجتمعاتنا التابعة هو زي أحمر فاقع ودبدوب أحمر وشكلاطة وليالي حمراء لها تبعات سوداء .
تعلموا كيف تحبوا قبل أن تحتفلوا بالحب …
م ض
*********************************
اختزال للمطلوب دون مواربة أو نفاق أو استعارة قناع لا يليق بسحناتنا التي تنتمي لهذه الأرض الممتدة من المحيط إلى الخليج .
علينا أن نتعلم كيف نحب أولا ، و بعدها يأتي الاحتفال … أما الاحتفال دون حب حقيقي و دون استشعار بقدسية هذا الحب ، فهو مجرد ممارسة للوهم يتبدد مع تنفّس فجر جديد.
فعلا خصلة الحب أكبر من لحظة و أكبر من يوم بل حتى من سنة
خصلة الحب نبتة نزرعها بقلوب حياتنا و نرعاها على مدى صدقنا في هذه العاطفة النبيلة اتجاه الآخر …
أيّاً كان هذا الآخر .
الحب يتجاوز الأشخاص ، و يتمدد في علاقتنا بالخلق كله .
من لا يحب طيرا تتمدد جناحاه سابحا فلا يؤذيه و لو تمنياً أن يجعله في قفص لا يمكن أن يوهم نفسه بالحب .
من لا يحب ابتسامة على شفتي طفل ، و ضمة حانية من أم لأبنائها لا يمكن أن يطرق الحب قلبه .
الحب أسمى من لحظة ، من يوم
الحب عناق أبدي مع المشاعر النبيلة .
قد نصادف في مشوار حياتنا شخصا محددا يستولي على مجامع القلب فيحوز قدرا هائلا من الحب ، لكنه لا يلغي حبنا لكل ما هو رائع في حياتنا.. من حق الحياة لِقِطة تسرح في الشارع ، إلى حق الحياة لكل الخلق ………..
أما قصة الاحتفال بهذا اليوم ، فالكثير منا يجهلها و حتى إن علِم بها يتجاهلها لأنه ببساطة لا يحتفل بالحب كعاطفة و إنما يحتفل بغرض محدد يراوده فيرتدي قناع هذا اليوم حتى يعطي مشروعية لهذا الغرض المخجل .
و من علِم قصة هذا اليوم و وعى مدلولها سيخجل من نفسه مرات قبل أن يحتفل بهذا اليوم .
لأنه ببساطة يختزل الحب في الجنس و المتعة اللحظية و الحب أكبر من ذلك مسافات ضوئية .
العالم لا يحتفل بهذا اليوم ، بل فقط المصالح الاقتصادية و التي تستغل نوازع و غباء الناس لتصب الزيت على نار متأججة أصلا .
فترتفع مداخيل معاملاتها بشكل خيالي ، تساهم في ذلك وسائل الإعلام لأنها هي الأخرى تستفيد ماديا علناً أو من تحت الطاولة .
شكرا لك سيدتي على هذه الالتفاتة الراقية ، و تطرقك بهذا الشكل الموجز الدقيق لهذا الموضوع .
و ما أكثر المظاهر التي تستحق منا مناقشتها بنفس الجرأة و الوضوح .
يقول المفكر العربي الكبير جبران خليل جبران في قصيدة المواكب :
والحبُّ في الناس أشكالٌ وأكثرها
كالعشب في الحقل لا زهرٌ ولا ثمرُ
وأكثرُ الحبِّ مثلُ الراح أيسره
يُرضي وأكثرهُ للمدمنِ الخطرُ
والحبُّ إن قادتِ الأجسام موكبهُ
إلى فراش من الأغراض ينتحرُ
كأنهُ ملكٌ في الأسر معتقلٌ
يأبى الحياة وأعوان له غدروا

Views: 2

الاخبار العاجلة