“قهوة مع فنان” للشاعر ” محمد كمل”

جسر التواصل14 يناير 2021آخر تحديث :
“قهوة مع فنان” للشاعر ” محمد كمل”

للشاعر ” محمد كمل”

مع شاعر الألوان وألوانه شعرا وقصائد لا نهاية لها الناقد والكاتب والصحفي والخطاط والسيريغراف والمبدع المتفرد : شفيق الزكاري.
توطئة لابد منها من ” قهوة مع فنان ” : ان الفكرة المحورية لها هو أن تخلق الرغبة في السؤال وتقريب الصورة و البحث عن نقط ضوء في مسار رجال بصموا ولازالوا في الفكر والتشكيل والإبداع والنقد بشكل تقريبي يحاول أن يرسم سحر هذا المسار ..
وفي هذا الصباح قد شعرت بشيء غريب وهو جديد علي أحسست ب : ” خوف ثقافي ” و هو أقصى درجات الخوف وأقسى من ” الإرهاب ” وهو في عدم التمكن من الإلمام بهذا العظيم – صديق الفن والفكر والشعراء- وهو الذي أرى فيه كاريزما ” آل باسينو ” وثقافة الوان ” فريدا كالهو ” وصفاء.
وحكمة “خليل جبران” وسعة معارف ” سلامة موسى ” وهو مرتبط مثله بالشعب والتنوير ويرى أن الثقافة هي الحلقة الرابطة بين التنمية والتطور الديمقراطي : ” الثقافة هي الحل ” وان التزامه بقضايا الشعب لصيقة به فكيف لي أن أتحدث عن فنان متفرد مجدد كاتب صحفي ” سلطان الحرف ” وسيريغراف وخطاط وتشكيلي ومهتم بالفكر والثقافة والسياسة .

إضافة إلى كونه مبدعا وأكاديميا متمكنا من مواد صناعته الإبداعية ألوانا وقماشا وصباغة.
وإبداعات عصرية واصيلة وحديثة تتجدد مع الزمن وتساير العصر والأصالة في ذكاء.
شفيق الزكاري من مواليد القصر الكبير في 30/06/1960 وحقيقة ان مدينة القصر الكبير عاصمة الثقافة ” العريقة ” وبين ساكنتها ما بين شاعر وشاعر يوجد فنان تشكيلي او ناقد او قاضي او متصوف او ملحنا او حاملا لكتاب الله وهذا ليس بغريب ان يكون السيد شفيق الزكاري شجرة مضيئة من القصر الكبير.
يبدو أن التحام فكر الفنان والناقد التشكيلي والأستاذ مع الفن والثقافة والفكر قد بدأ منذ فترة مبكرة في الدخول في الحركة الفكرية والعمل الجمعوي وكذا كونه كان يدق على أبواب الفن الهادف واللصيق بهموم الوطن منذ شبابه وان التحاقه بديجون في فرنسا بالمدرسة العليا للفنون الجميلة” École Supérieure des Beaux Arts ” de Dijon.
France
وعمره اثني وعشرين سنة وهذا التكوين الأكاديمي المبكر هو دافع إيجابي جعله يطور نفسه وتجربته بشكل جد مبكر وجعله وبعد لم يكمل عقده السادس من ركائز الفن التشكيلي و الخط والسيريغراف والكتابة النقدية ونسج علاقة عميقة مع المبدعين والشعراء و الأستاذية إذ درس الى جانب اهتماماته الفكرية والإبداعية والتأليف والمعارض المختلفة التي امتدت من 2011
إلى 2019 حيث نظم العديد من المعارض الشخصية والجماعية إضافة إلى ورشات العمل مع المبدعين والشعراء والفنانين التشكيليين.
وانه قبل الحديث عن التجربة الفنية الإبداعية للفنان والناقد التشكيلي والأستاذ الكاتب والناقد شفيق الزكاري لقد آثرت ان أعطي نموذجا من معارضه ومؤلفاته فبالنسبة للمعارض الشخصية له في : 2010
-Exposition : Ethique du corps Gallerie Porext Valencia Espagne
– 2011 Exposition ” le triple de l’ésthetique de la création. Au Gallerie Mohammed Fassi à Rabat.
وكذلك معارض جماعية انتقيت منها معرضين :
2018 Exposition Collective de dessin á Barcelone en Espagne.
2019 Exposition collective Sofitel Marrakech.
وقد تجول في عدة معارض من القصر الكبير إلى القنيطرة الرباط
مراكش- أمريكا- المحمدية – الدار البيضاء.
وبالنسبة لمؤلفات الاستاذ شفيق الزكاري نجد عدد كبير في الجرائد اليومية : الاتحاد الأشتراكي – انوال- المساء والقدس العربي وكتبه هي على
التوالي:
1- ” Art plastique Marocain entre Identité et Modernisme- Ministére de la culture.
2-” Diwan de la poésie moderne poémes et Estampes”.
3- ” Art plastique entre la culture et le Marché de l’art.
لقد كان اختيار عن وعي لكي أضع المتلقي في الصورة وإنا ابحث عن منهجية سليمة لهذه الورقة عن شفيق الزكاري وقد اختلطت كل الأوراق لعمق وتنوع الفنان الضيف في هذه الورقة مع ” قهوة الصباح” وذلك
أمام غزارة أعماله وبالتالي فإن محتويات هذا الطبق شهية ومتنوعة وكثيرة فسوف نحاول أن تمتد عذوبة هذا الطبق من خلال هذه الورقة الى قلوبكم وان العمل على منجزاته سوف يستمر في ” ناقوس’ الفن ” بصيغ فنية أخرى لتوثيق جزء من كل لهذا الرجل الذي له ” عدة أيادي في يد واحدة ” ماشاء الله.
في الحقيقة لا يمكن لنا الحديث عن شفيق الزكاري الا محاطا بالشعر والورد والمسك والعنبر فهو من طينة الحراس المتشددين للفكر والثقافة والأبداع الاصيل ومقاوم صارم
للرداءة وهو الرصين الحكيم والذي يسعى الجودة في كتابة
القصيدة- اللوحة وكل لوحة من
لوحات أعماله الفنية هي ليست
متفردة فكل لوحة بين يديه هي مشروع أفكار تحلق على الدوام
في رياض عقله الرحب و لكون
الألوان والأزهار التي تنمو في
لوحاته تبحث دوما عن الوقت والحيوية وفي عمق هذا البحث
المتواصل في المادة والصباغة والحرف والتشخيص أفكاره تتماوج بين ” الفنان التشكيلي “
و”الناقد ” و” المبدع ” و”المفكر ”
تتراقص في نفس الآن و سمفونية الابداع الذي وحده شفيق الزكاري يتحكم في حركيتها وحياتها ليختار هو وفي
انسجام مع نظرة العبقري لتصريف الفكرة وتاخد الشكل الذي البسه بديع أنامله في التنفيذ والتحقق.
وتعتبر اللوحة عند شفيق الزكاري هي مسرح يتغذى من الجمال وهي في دوام البحث عن جمال أرحب يسكنك وانت تلامس بعينيك هذه الألوان الزاهية تسقي الروح بالفرح والسعادة .
وسوف نمر الآن على مراحل معينة بدت لي أهميتها في تجربة الفنان التشكيلي العالمي شفيق الزكاري مع اربع فنانات تشكيليات إسبانيا وهي تمتاز بالتفرد والتميز في العالم العربي
وهي لغة لوحة تجسيد وكون الفن هو رسالة حضارية إنسانية
ضد أشكال الأستبداد وروحها
الدعوة إلى السلم تخرج الجسد وحدته وتجعل منه منبع ومعبر
للتواصل بين ” عشر أيادي “
في عمق ودقة الخطاب الحضاري والكوني في أبهى صوره.
ويتميز الفنان التشكيلي العالمي شفيق الزكاري بأسلوب خاص به فهو لايشبه أحدا ولايشبهه
أحد في تجهيز اللوحات واختيار
التيمات التي يشتغل عليها
وهو وبحكم انه من طينة فنانين
أخرى قادمة من المستقبل وذلك
لكونه حين يبحث لشخوصه على
” الحيوية المفترضة ” تتحكم فيه التقنية التعبيرية ومعرفته
الجيدة بالمواد والاصباغ مع
حسن التوظيف و إدماجه للصور في العمل في أسلوب بناء
حداثي مع تقنيات متطورة وهذا الإتقان والدقة التي تتميز بها أعماله هي ان هذه التقنيات
الخاصة قد ابهرت العديد من
الفنانين التشكيليين الإسبان
الذين توجوا علاقتهم به بتنظيم
معارض فنية مشتركة في أسبانيا.
ولشفيق الزكاري عشق خاص
للالوان وفي امتداداتها نحو اللا نهائي فهذه الألوان تسافر به وتدوب في بياضات القماش جنتها المفضلة وهو كناقد وباحث ومبدع واكاديمي تشغله
الألوان بكل تشكلاتها وما تقترحه
من استراحات كيفما كان المكان
فالالوان لها وطن جديد هو القماش و تنغمس في حبرها
لترقص الألوان في بهاء منقطع النظير وهو حين يدخل بنا الى عوالم تمازج اليد والألوان فتبقى
الى حين الألوان عالقة في يديه
وبها مشاريع ومشاريع لوحات قادمة هكذا يتواصل الابداع والخلق المتجدد وانتظار اللوحة
الآتية ويعتبر شفيق الزكاري من
العاشقين الكبار للالوان وهو في
هذا العشق الذي لا حدود له يسكنه سحر آخر هو ” نزوات
البياض ” وهو حين يقف أمام
البياض فهو يعرف مسبقا وفي احساس يكتم النفس ويدخل في
صراع شبيه بالإستفزاز ليحرر
اللون ويعيد أحداث خدوش على البياض قد تأخد شكلا
معينا خدوش- جراح – الم – حسرة – انين – فرحة وهي حين تخترق الجسد يرمم بها شقوق
الألوان التي هي من تشكل فضاء
البياض والتي تسحر حين التعرف إليها وهذه الجيوش من
الألوان التي يسخرها في تجليات حياة أخرى.
وتتميز أعماله التشكيلية تصويرا وكتابة وتعدد الكتابة لديه وتنوعها وهو يعمل بشكل متواصل على إعادة التفكير في هذه العلاقة الجدلية بين الكتابة والتفكير في الكتابة واللوحة .
ومن يقرأ أعمال شفيق الزكاري ومن له القدرة على القراءة الإبداعية والنقدية نجد أن أعماله الفنية التشكيلية وكتاباته :
1-تؤسس لافق جمالي
2-الرغبة في توسيع مجالات التشكيل.
وهو بهذا يفتح مجالات أعماله ومنجزاته على كل ممكنات التعبيرات الجمالية وهو من خلال هذه الكتابات الجمالية التعبيرية يكتب ليثير انتباه
المهتمين ومحبي الجمال لما يحفل به العمل من تفاصيل وجزءيات واللوحة تقتضي بوجود ثمة ثقافة فنية جمالية
تسمح بإكتشاف الطبقات الفنية
الخفية ونقط الضوء التي يرتكز عليها البعد الجمالي الذي لاحدود
له في العمل الفني.
ويعتبر شفيق الزكاري من النقاد المتميزين في المغرب والوطن العربي يتميز برصانة حديثة لحسه النقدي واعتماده على مرجعية دقيقة ويستحم في ثقافة بصرية متنوعة في كل مقارباته الجمالية وكونه من النقاد الذين انتبهوا مبكرا :
1-التأريخ للتجارب التشكيلية المغربية والعربية.
2-” لا يشبه أحدا ولا يشبهه أحدا.
3-تتميز لوحاته من الناحية التيماتية كونها شخوص من طينة أخرى من الأشياء التي
تمنحها الحيوية المفترضة وتحكمه في التقنية التعبيرية الجيدة بأسرار الصباغة والحوامل.
ويمكن أن نقول ان شفيق الزكاري بحكم حبه للكتاب و البحث والتجريب والاجتهاد كانت لديه تراكمات معرفية ونظرية وتطبيقية قبل الألتحاق بفرنسا والدراسة في مدينة ” La brioche Doreé ” et ” la motarde” كان محملا بهذه التركمات وهي في نظري من سرعت تعميق وتكملتها بالبعد الأكاديمي وقبل السفر كان عشقه
كبير للخط العربي وطرق تنفيذه
وتقنياته الكلاسيكية والعتيقة
والاصلية وقد كان للفنان العراقي والخطاط ” محمد هاشم “و “يوسف ذانون” و ” سعيد السكار” و ” حامد الاسدي ” وكذا
” جماعة البعد الواحد ” ” شاكر حسن آل سعيد ” ورافع النصراوي.
وقد حقق شفيق الزكاري ثورة عندما تحرر من قيود الخط الكلاسيكي بعد أن عمل على أفراغه من محتواه اللغوي وجعل
منه وسيلة تعبيرية عن الفضاء
وتقسيماته الهلامية وقد عمل منذ الثمانينات شفيق الزكاري على البحث عن طرق حداثية
للإشتغال على الحرف العربي
متأثرا بالفنان اللبناني ” وحيد نحلة ” وان يجعل من الخط وسيلة تعبيرية اقرب الى التجريدية الغنائية.
وهو بهذا الاتجاه يشتغل على تعبيرية الخط مقابل التقشف اللوني وإدراك جاذبية الفراغ
وطرق استثماره تشكيليا.
ودائما مع تنوع وغزارة الشعلة الإبداعية لدى شفيق الزكاري عند عودته من فرنسا هو إنشاء ورشة
” للطباعة الفنية ” مع الفنان التشكيلي نور الدين الفاتخي فعملا على استنساخ عدة لوحات لكل من : ” القاسمي “
-بوشعيب الهبولي – عيسى يكن- عبد الكريم الأزهر- وآخرون
وقد انظم الفنان التشكيلي الهبولي بوشعيب إليهم وشكلوا ” خلية غرافيك”.
وقد انخرط شفيق الزكاري منذ سنين في البحوث الخاصة لمجال فنون الإستساخ ” Copy-Art” بما في ذلك تقنيات مستحدثة في الحفر : ” Gravure”
وقد عمق اجتهاده في ” السيريغرافيا ” و” الليتوغرافيا”
الطباعة الحجرية.
أن الحديث وتعميق البحث في انشغالات وعمق أبحاث ودراسات وكتب ومعارض جماعية وفردية هو ليس بالامر السهل وقد حاولت فقط ان استفز حب الاستطلاع لدى القاريء عند التعرف على هذا
الفنان المتعدد والموهوب والأكاديمي والفاعل الجمعوي والمثقف النبيل وكذا عمله مع سجينات سلا وعرض لوحاتهم وتوجيههم في بداية الألفية الثالثة و تجاربه الإبداعية والنقدية المتنوعة واجد ان الإلمام هو من الصعوبة بمكان
ونحن في ” قهوة الصباح ” فقط نثير الاهتمام لهذا الفنان التشكيلي العالمي والناقد والمحب للشعر والشعراء و اشتغاله مع الشعراء و ” بيت الشعر المغربي” واننا في ناقوس
الفن سوف نسعى إلى تدارك الهفوات عندما يسمح لنا الوقت والبحث من تنفيذ ” فيلم وثائقي ” نهديه للجبل شفيق الزكاري ” تكريما لكامل أعماله
وكتاباته ومنجزه الإبداعي الغزير والمتنوع.
” ناقوس ‘ الفن “

Views: 3

الاخبار العاجلة