جسر التواصل/ الرباط: وكالات
لا تزال انتخابات الرئاسة الأمريكية عصية على الحسم حيث لن تتضح النتيجة في عدد قليل من الولايات إلا بعد ساعات.. أو أيام، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فوزه دون أن يقدم أي سند، وحديثه عن اتهامات تزوير لا أساس لها ولا تزال هناك مسارات أمام ترامب وخصمه الديمقراطي جو بايدن للفوز بالعدد اللازم من أصوات المجمع الانتخابي لدخول البيت الأبيض، وهو 270 صوتاً، حيث تواصل الولايات فرز الأصوات البريدية التي ارتفع عددها في ضوء جائحة فيروس كورونا المستجد وبعد وقت قصير من قول بايدن إنه واثق من تحقيق الفوز في المنافسة بمجرد الانتهاء من فرز الأصوات، ظهر ترامب في البيت الأبيض ليعلن النصر. وقال إن محاميه سيتوجهون إلى المحكمة العليا، دون أن يحدد ما سيطالبون به. وقال:كنا نستعد للفوز في هذه الانتخابات. بصراحة لقد فزنا بهذه الانتخابات وأضاف:هذا احتيال كبير على أمتنا. نريد تطبيق القانون بطريقة ملائمة. لذلك سنذهب إلى المحكمة العليا. نريد أن يتوقف كل التصويت وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها مساء الثلاثاء لكن ولايات كثيرة تحتاج عادة لأيام حتى تنتهي من فرز بطاقات الاقتراع. وأدلى الكثيرون بأصواتهم عن طريق البريد بسبب الخوف من جائحة كورونا والنتائج في ولايات «الجدار الأزرق» الثلاث، وهي ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، لا تزال عصية على الحسم. وكانت هذه الولايات قد أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض على نحو غير متوقع عام 2016 أما بايدن فمتفوق بفارق طفيف في ولاية نيفادا التي قال مسؤولوها إنهم سيستأنفون فرز الأصوات الخميس ولم تُحسم النتيجة أيضاً في ولايتين جنوبيتين، هما جورجيا ونورث كارولاينا، ويتقدم ترامب في كليهما. وفوز بايدن في أي منهما سيحد كثيراً من فرص ترامب في الفوز وإذا فاز بايدن في ولاية أريزونا، وهو ما توقعته قناة «فوكس نيوز» ووكالة «أسوشيتد برس»، فإن ذلك سيجعل أمامه سبلاً عديدة لدخول البيت الأبيض وإذا صوتت نيفادا لصالحه، فيمكنه الفوز بالرئاسة إذا انتصر في ولايتي ويسكونسن وميشيغان، اللتين أظهرت استطلاعات للرأي قبل يوم الانتخابات أنه يتقدم فيهما بفارق كبير، وذلك حتى إذا خسر ولاية بنسلفانيا والطريق الأكثر ترجيحاً بالنسبة لترامب يمر من بنسلفانيا، فإذا فاز بالولاية يمكنه ضمان فترة رئاسية أخرى إذا احتفظ أيضاً بالولايات الجنوبية وفاز بواحدة على الأقل من ولايات الغرب الأوسط وقال مركز إديسون للأبحاث إن بايدن يتفوق على ترامب في أصوات المجمع الانتخابي، حيث حصل المرشح الديمقراطي على 224 صوتاً مقابل 213 صوتاً للرئيس وحقق الرئيس الأمريكي الفوز في ولايات فلوريدا وأوهايو وتكساس محطماً آمال منافسه في تحقيق فوز حاسم مبكر، لكن بايدن (77 عاماً) عبر عن ثقته في أنه في طريقه للوصول إلى البيت الأبيض عبر الفوز في 3 ولايات رئيسية تعرف باسم ولايات حزام الصدأ وقال بايدن في مسقط رأسه بولاية ديلاوير، رافعاً صوته وسط ضجيج أنصاره الذين راحوا يطلقون أبواق سياراتهم تأييداً له،:يحدونا شعور طيب حيال وضعنا وأضاف:نعتقد أننا على طريق الفوز في هذه الانتخابات كان ترامب قد أشار خلال الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية إلى أنه سيعلن الفوز إذا كان متقدماً في ليلة الانتخابات وسيسعى لوقف فرز الأصوات الإضافية وقالت جين أومالي ديلون، مديرة حملة بايدن الانتخابية، في بيان: تصريحات الرئيس الليلة عن محاولة وقف فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها بطريقة سليمة كانت مشينة وخاطئة ولم يسبق لها مثيل كان ترامب (74 عاماً) قد كتب على «تويتر» قبل ظهوره في البيت الأبيض: «نتقدم بفارق كبير لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات. لن ندعهم يفعلون ذلك أبداً. لا يمكن الإدلاء بأصوات بعد إغلاق مراكز الاقتراع!»، وهي تغريدة سارعت شركة «تويتر» بوضع تحذير من أنها قد تكون مضللة وكتب بايدن على «تويتر»، رداً على ترامب: ليس من حقي ولا من حق دونالد ترامب إعلان الفائز في هذه الانتخابات. إنه حق الناخبين ولم يتضح ماذا كان يعني ترامب عندما قال إنه سيطلب من المحكمة العليا وقف التصويت وفي بنسلفانيا، قال حاكم الولاية الديمقراطي توم وولف إن لدى ولايته أكثر من مليون صوت عبر البريد لم تُفرز بعد، ووصف تصريحات ترامب بأنها هجوم له دوافع حزبية ويسعى ترامب للفوز بولاية أخرى بعد 4 سنوات اتسمت بالفوضى، وكان من أبرز معالمها، أزمة فيروس كورونا واقتصاد تضرر بشدة من إجراءات العزل التي طبقت لمواجهة الجائحة وأيضاً محاولة درامية لمساءلته وتحقيقات في تدخل روسي في الانتخابات وتوتر عرقي وسياسات مثيرة للجدل تتعلق بالهجرة أما بايدن فيتطلع للفوز بالرئاسة في ثالث مساعيه لتولي المنصب بعد حياة سياسية طويلة استمرت 50 عاماً وشملت توليه منصب نائب الرئيس 8 سنوات في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.