جسر التواصل الدار البيضاء
يعود تاريخ الفن التشكيلي المغربي إلى حقبة ما قبل التاريخ ،عبر النقوش الصخرية ومند قرون حضر الفن في المغرب من خلال الزربية والسجاد و الخزف و الحلي و الصناعة التقليدية و العمارة و الفسيفساء و الزليج و النقش على الخشب متشبعا بجذوره الأمازيغية والعربية الاسلامية والشرقية و الأندلسية والافريقية و المتوسطية.
لكن اللوحة كقماش و إطار أو القطعة النحتية بالمفهوم الحديث ، لم تظهر إلا في بداية القرن العشرين. و الممارسة التشكيلية في المغرب لازالت مطبوعة بكثير من الارتباك و العجز عن المنافسة العالمية بسبب الوضع المحلي الذي يفتقر إلى سوق فنية و دينامية منتظمة ،و يقل فيه التشجيع و التأطير و الثقافة الفنية الكافية ابداعيا و بيداغوجيا و اكاديميا ، إلى جانب ضعف و هشاشة البنيات التحتية الفنية وغياب الاعتراف بالابداع التشكيلي داخل برامج سياستنا و مخططاتنا الثقافية عامة ، إضافة إلى غياب المنتديات الفنية الفاعلة وضعف الدرس الجمالي في المدرسة المغربية ، بمختلف أسلاك التعليم . و أمام هذه المعطيات يطل علينا تيار تشكيلي جديد أطلق عليه اسم “الخطوطية”: (le traitillisme ) يتزعمه الفنان التشكيلي والكاتب المغربي عفيف بناني المعروف برسم قصبات و قصور الجنوب الشرقي للمملكة و هو من الوجوه الفنية التي ساهمت في تنشيط الحركة التشكيلية المغربية داخل وخارج الوطن بتنظيم والمشاركة في العديد من المعارض الفنية بالإضافة إلى إصدار عدة مؤلفات في هذا المجال ، ومن بينها فن التشكيل من القرن التاسع عشر إلى سنة 1945 ، و الفنان عفيف بناني حاصل على عدة جوائز و ميداليات دولية بالإضافة إلى عضويته بالفيدرالية الوطنية للثقافة الفرنسية ، يسعد برنامج الرياض الثقافي لهذا الاسبوع بإستضافته رفقة الصحفي العربي رياض والباحث والناقد الفني مصطفى احريش يوم الأحد المقبل 18 ماي ابتداء من الساعة الخامسة مساءاً كونوا في الموعد.