عمرعاقيـــــــل
رغم أن الموسم الكروي بالكاد دخل جولته السادسة، أبت الأندية إلا أن تواصل معزوفتها المفضلة في عملية إخلاء الساحة من مدربين وتعويضهم بآخرين من جنسيات مختلفة، وشكل التخلي عن أسماء المدربين الأجانب حصة الأسد، ما يطرح عديد التساؤلات عن القيمة المضافة التي يقدمها المدرب الأجنبي للبطولة الوطنية، وقد شكّل استبعاد المدرب البرتغالي عن فريق للدفاع الحسني الجديدي علامة استفهام وسط المتابعين نظير ما قدمه من مستوى يشفع له بلإاستمرار خاصة أن هذا القرار جاء بشكل مفاجئ ومن دون مقدمات تذكر.
وسواء كان القرار نابعا من رؤية الإدارة أو صادرا كرغبة من قبل المدرب نفسه إلا أن استمرار ظاهرة تغيير المدربين بهذا الشكل وما تفرزه من عدم استقرار في نتائج الفرق، وانعكاسها على جودة الأداء والإستقرار بين اللاعبين، مع اختلاف طريقة المدرب الجديد وأسلوبه وكذلك طاقمه الفني المساعد ما سيؤثر بكل تأكيد على انسجام اللاعبين فيما بينهم وبين المدرب وطاقمه.
مجمل القول إن تغيير المدرب دائما ما كان له تأثير بصورة مباشرة أو غير مباشرة على نتائج الأندية والدلائل على ذلك كثيرة، بل إن بعض الأندية طالما دخلت في دوامة طويلة نسبيا بسبب إدمانها على تغيير المدربين إلى أن إستقرت على مدرب استطاع أن يقود الفريق ويحقق الإنسجام بين اللاعبين وبالتالي قيادة الفريق إلى تحقيق بعض النجاحات الممكنة في النتائج، كذلك فإن نهج تغيير المدرب لمجرد خطأ واحد أو إخفاق في موسم يعتبر دليل على قلة الإحترافية في العمل وتسرع في اتخاذ القرار.
عملية تدوير المدربين من أهم المشاكل التي تواجه عمل الأندية المغربية، ومعها ضاعت فرصا وزمنا وأموالا أهدرت بغياب شبه كلي في عملية التعاقد مع المدرب المناسب الذي يتلاءم وفلسفة وطموح كل ناد، مما انعكس إجمالا على تضييع مكتسبات وتحقيق بطولات، وليس على نتائجها فقط في المنافسات المحلية.
أهمية إقالة هذا المدرب وتعويضه بآخر داخل الأندية يتطلب تشكيل لجنة مختصة في انتقاء المدرب المناسب، فواقع الأندية المغربية إداريا بحاجة إلى مزيد من الضوابط الصارمة التي تضمن جودة نوعية التفكير بداخل فكر مسؤوليها قبل التفكير في جودة مخرجات تحقيق النتائج الإيجابية، فإذا كانت الأندية التي تعتبر نفسها قاطرة الكرة المغربية غير قادرة على أن تقدم فكرا إداريا جيدا في تسيير أمور ناديها، فكيف يمكن لها أن تكون قادرة على مسايرة تطوير النادي داخليا بالمستوى الملائم.
