باقين أحباب: جديد الفنان مصطفى بوركون

جسر التواصل29 مايو 2020آخر تحديث :

جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي

كريم الأصل كالغصن كلما حمل ثماراً أنحنى..حكمة واضحة.. وضوح النهار..حكمة إن غابت عند البعض..فإنها مازالت راسخة عند البعض..وهي من الركائز التي يعتمد عليها..وعندما نتكلم عن الأصل نقصد مجموعة من الأمور..ومجموعة من القضايا الاجتماعية..

وإذا كانت مجموعة بوركون..التي ذاع صيتها على الأصعدة..قد تغنت دائما بالعديد من الظواهر الاجتماعية والعاطفية والإنسانية والفلسفية..وغيرها من القضايا التي تهم الإنسان..وطوال رحلة النجومية فقد ظلت مجموعة بوركون..حاضرة في كل البيوت..نظرا للارتباط الوثيق..والعهد الذي يربطها مع عشاقها..الذين يقدر عددهم بالملايين..ورغم أن الظروف “الزمكانية” قد فعلت فعلتها وجعلت بعض أفراد المجموعة يختارون ديار المهجر..مثل بوشعيب ورشيد..مقابل هذا ظل العميد مصطفى يواصل رحلة “الألم والأمل”..ومعه الزيتوني.

وعندما نتكلم عن مصطفى فإننا نقف لحظة تأمل أمام فنان من عباقرة الطرب العالمي..نعم الفن العالمي..ومساره يؤكد كل هذا..

مصطفى الفنان الذي لا يحتاج إلى جواز سفر..فهو ذلك العنبر..الذي يوزع العطور يمينا وشمالا..وهذا ليس غريبا على الفنان..المتواضع والخلوق والرياضي والعازف والمؤلف والملحن وووو..

مصطفى الهادئ..الذي لا يتكلم كثيرا.. إلا عندما يدخل عالمه الخاص..ألا وهو عالم الموسيقى..فقد تغنى بكل القضايا..بمختلف ألوان الطيف..وفي كل الأوقات.

وإذا كانت كورونا فقد فعلت فعلها على الصعيد العالمي..ومع الحجر الصحي..فإنها جعلت مجموعة من العباقرة يعبرون عن مواهبهم..ومصطفى واحد من بين هؤلاء..رفقة مجموعة من رفاق الماضي الجميل..الزمن الذي أنجب لنا جيلا ذهبيا..

ومن هذه الأجيال جيل مصطفى ..وبالضبط بحي العنق..الحي الأسطورة..الحي الذي تخرج منه العديد من الوجوه..التي عرفها العالم في مختلف القطاعات..الحي الاجتماعي..الذي يبقى من رموز العاصمة الاقتصادية..

ولربط الماضي المزدهر بالحاضر المتحول..وفي ظريفة سريعة..وبين هذا وذلك..وبعد التواصل عن بعد..وبين مجموعة من الوجوه التي تستحق كل الاحترام والتقدير..سواء الذين يتواجدون في عالم الغربة ..وفي مختلف دول العالم..أو الذين يتوزعون عبر ربوع الوطن العزيز..أو الذين كتب عليهم أن يبقوا وسط هذا الحي المعلمة..يشمون رائحة التراب..ويسترجعون سيناريو الماضي القريب.

وكما عودنا دائما مصطفى..و بسرعة البراق..وبعد تواصل مع من فرقتهم الظرفية عنه أكثر من 35 سنة..ومن كلمات الأستاذ القديوي الإدريسي خلىل..ومن لحن وعزف وغناء..فناننا المحبوب مصطفى بوركون..ومونطاج الحاج بويدي..فقد قدم لنا أغنية بعنوان” باقين أحباب”..أغنية تعود بنا إلى الوراء..تتغني بذكريات العنق الحميلة..مع صور من الأرشيف الخالد..ورغم ما فعله الزمن بأبطال هذا الحي..فان مصطفى يؤكد للجميع أن العلاقة التي كانت مازالت هي الحاضرة..وان الحب والاحترام والتقدير..عوامل راسخة..و مازالت تتجول بين عقول وقلوب كل هذه الفعاليات..أغنية أن كانت لا تتجاوز أكثر من أربع دقائق..فإنها سوف تجعل كل واحد منا يعود إلى الأصل..إلى الحي أو الدوار الذي ترعرع داخله..وعلاقته مع الجيران والعائلات..أغنية تستحق أن تنال ميزة حسن جدا..وكل من سمعها سوف يرفع القبعة إلى الفنان مصطفى بوركون..والى كل من ساهم في إنتاجها..

وقبل كتابة خاتمة هذا المقال المتواضع..ارفع بدوري التحية إلى الأخ والزميل والصديق مصطفى بوركون..قائد المجموعة التي أحببتها مند صغري..ومرة أخرى ألف ألف تحية لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الهادف.

 

 

Views: 10

الاخبار العاجلة