الأطفال بجماعة سيدي علي بن يوسف بإقليم الجديدة يلعبون رياضة الفقراء فوق المقبرة

جسر التواصل14 مايو 2025آخر تحديث :
الأطفال بجماعة سيدي علي بن يوسف بإقليم الجديدة يلعبون رياضة الفقراء فوق المقبرة

جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي

أولاد زيد الغالية..أولاد زيد العزيزة..أولاد زيد و من لا يعرفها..ومن لا يعرف رجالاتها..لكنها اليوم تموت في صمت..بل يمكن أن نقول أن العديد من الأشخاص..جهزوا لها كفنا..وأرادوا تحنيطها..من أجل دفنها..وقلبها مازال ينبض في صمت…
السياسيون في دار غفلون..ولا يتذكرون هذه المنطقة إلا عندما تقترب الانتخابات..الجماعية والبرلمانية..وخلالها تنطلق الوعود الفارغة والجوفاء..وتظهر مجموعة من الوجوه التي لا ترد حتى على الهاتف..وتركب سيارات مرقمة بحرف”ج”باللون الأحمر..”جابها الله”..على أهل العقول…. الضعيفة..مشكلة الانتخابات في إقليم الجديدة عامة معروفة ولا تحتاج ذكر المزيد..لان نفس الوجوه ظلت هي هي..وكأنها هي الوحيدة..وبدونها لا تدور العجلة..أما باقي القطاعات الأخرى فالكل يعلم مصيرها….

عندما تحط أقدامك في أولاد زيد والضواحي والدواوير المجاورة.. تشعر بالقشعريرة..بسبب المشاهد الدراماتيكية..التي تحبس الأنفاس..مشاهد الطرق المغشوشة والمدارس المخربة..والطفولة المغتصبة..والشباب العاطل..والفلاح المقهور..
عند زيارتك لبعض الجماعات من الصعب عليك أن تخفى الحزن والكآبة..رغم خضرة الطبيعة..ورغم بساطة أهل المنطقة وتواضعهم….
شباب جماعة أولاد زيد يعاني الويلات..حتى الاطفال الذين يعشقون لعبة”الطبقة الفقيرة”..الا وهي كرة القدم..يتواجدون وسط الحصار في ظلّ غياب ملاعب القرب..كباقي العديد من الجماعات المتواجدة بهذا الاقليم المنكوب.. وغياب شبه تام للمرافق الرياضية عامة..امام هذا الوضع الكارثي أطفال و شباب الدواوير يصنعون من لاشيء شيئا..ويبحثون يبحثون عن مكان يمارسون فيه هوايتهم المفضلة…
أطفال حولوا مقبرة سيدي علي بن يوسف، وهو الاسم الذي تحمله الجماعة الموقرة.. إلى ملعب يمارسون فيها كرة القدم..في منظر يعود بك الى طرح أكثر من سؤال..في الزمن الذي ينظم فيه المغرب اكبر التظاهرات القارية..والعالمية القادمة في الطريق..وأبناء جلدته مازالوا يلعبون بجانب المقابر وعوض تواجد أعمدة قانونية تجد أعمدة من نوع خاص.. ومكان المتفرج بجانب حائط المقبرة..الصور أمامكم….
وعندما تجرى المباراة فهذا المكان..الغابر في السماء والأرض..أما أرجل البراءة فتلك حكاية أخرى..و الكرة المفشوشة التي ترمى بين أرجل هؤلاء الفتية..وعندما تقذف خارج هذا الفضاء الذي لا يحمل من الملعب إلا الاسم..تبقى دقائق مختبئة بين الأشواك المتواجدة الظاهرة لكم..وكأنها تطلب النجدة..
البحث عن الكرة في هذا المكان المنسي..يشبه البحث عن قبر الشاعر الكبير الإسباني، ابن غرناطة وشهيدها، فيدريكو غارسيا لوركا….
دائما نقول أن الصورة تساوي ألف كلمة لأن طبيعتها مزدوجة..أترككم مع هذه الصور من عين المكان..ولكم التعليق….

الاخبار العاجلة