جسر التواصل/ الرباط: وكالات
استهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يومه الأول في المكتب البيضاوي بتوقيع عدد هائل من الأوامر التنفيذية التي شكلت قطيعة كبرى مع عهد سلفه جو بايدن، ورسمت ملامح حقبته التي وصفها بالذهبية.
والأمر التنفيذي يصدره الرئيس بشكل فردي، وله قوة القانون. وبمجرد أن يوقع الرئيس أمرا تنفيذيا يمكن أن يدخل حيز التنفيذ فورا أو بعد أشهر، اعتمادا على ما إذا كان يتطلب إجراء رسميا من وكالة فيدرالية.
لكن من المتوقع أن يواجه ترامب طعونا على عدد من الأوامر التنفيذية أمام المحكمة، مما قد يشكل عائقا يبطئ أو يوقف تماما تنفيذها.
وفي أول تحرك لترامب، ألغى 78 إجراء تنفيذيا نفذتها إدارة بايدن، وأثار ردود أفعال واسعة حول العالم، لاسيما قراره الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، التي لطالما انتقدها في السابق بسبب معارضته طريقة استجابتها لوباء «كورونا».
وقال ترامب، في تصريحات من البيت الأبيض، إن واشنطن تدفع للمنظمة «أكثر بكثير» مما تدفعه الصين، واتهمها بأنها «احتالت علينا».

وقال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش للصحافيين إن الهيئة الدولية «تأسف لإعلان واشنطن أنها تنوي الانسحاب من المنظمة».
واعتبرت الحكومة الألمانية قرار ترامب الانسحاب من المنظمة «ضربة قوية» للجهود الدولية الرامية إلى التصدي للأمراض والأوبئة. وقال وزير الصحة كارل لاوترباخ إنه «بدون القسط المالي الذي تدفعه الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية سيكون تصدي بلدان العالم للأوبئة والكوارث الطبيعية أصعب بشكل واضح».
بدورها، عبرت المفوضية الأوروبية عن «مخاوف»، وقالت الناطقة باسمها إيفا هرنسيروفا للصحافيين «إذا أردنا أن نصمد أمام التهديدات الصحية العالمية فينبغي أن يكون لدينا تعاون عالمي»
وضمن سلسلة الأوامر التي ألغاها ترامب، ألغى عقوبات فرضتها الإدارة السابقة على مستوطنين إسرائيليين متهمين بالعنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهو القرار الذي رحب به وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
في المقابل، اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية ترامب بتشجيع «غلاة المستوطنين.. على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق شعبنا».
كما أصدر ترامب أمرا تنفيذيا يلغي حق الجنسية الأميركية بالولادة لأطفال المهاجرين الموجودين على أراضي الولايات المتحدة بشكل قانوني.
ويكشف نص الأمر التنفيذي أنه حتى لو كانت الأم موجودة بشكل قانوني في الولايات المتحدة، فلن يمنح طفلها الجنسية الأميركية إذا كان وجودها قانونيا لكن بشكل مؤقت.
وأوفى ترامب بأحد اهم وعوده لمؤيديه وأصدر عفوا عن نحو 1500 شخص من مقتحمي مبنى الكونغرس «الكابيتول» في السادس من يناير 2021، في أعقاب خسارته الانتخابات حينها ضد بايدن.
وحسب «رويترز»، يخفف الأمر التنفيذي أحكاما صدرت ضد 14 عضوا من منظمتي الشباب الفخور (براود بويز) وحافظوا القسم (أوث كيبرز) من أقصى اليمين، من بينهم أشخاص أدينوا بالتآمر في التحريض على العنف، وقد أفرج فعلا عن العديد منهم فور صدور العفو.
كذلك، وقع ترامب على أوامر تنفيذية فرض بموجبها «حالة طوارئ وطنية» على الحدود الأميركية المكسيكية، وصنف العصابات الإجرامية «منظمات إرهابية».
وجاء في نص أمر ترامب بشأن المهاجرين «الولايات المتحدة تفتقر إلى القدرة على استيعاب أعداد كبيرة من المهاجرين».
ووقع أمرا تنفيذيا يسمح بتأخير حظر تطبيق تيك توك لمدة 75 يوما، بعدما كان من المقرر إغلاقه في 19 يناير. ويوجه الأمر وزير العدل بعدم فرض القانون، «للسماح لإدارتي بفرصة تحديد مسار العمل المناسب فيما يتعلق بتيك توك».
ومن أبرز قرارات ترامب أيضا الانسحاب من معاهدة باريس للمناخ، وبعث برسالة إلى الأمم المتحدة تشرح أسباب الانسحاب، ويقول الأمر التنفيذي «سياسة إدارتي هي وضع مصالح الولايات المتحدة والشعب الأميركي في المقام الأول».
كما ألغى ترامب مذكرة من عام 2023 أصدرها بايدن تحظر التنقيب عن النفط في نحو 16 مليون فدان في القطب الشمالي.
وقال إن الحكومة يجب أن تشجع استكشاف الطاقة وإنتاجها على الأراضي والمياه الاتحادية، وألغى تفويضا بخصوص المركبات الكهربائية.
ونشر الرئيس الأميركي إعلانا عبر منصته الاجتماعية «تروث سوشال» يكشف فيه عن بدء عملية إقالة واسعة النطاق للمعينين في المناصب الرئاسية من الإدارة السابقة.
وقال ترامب إنه يتوقع أن تساعد الأوامر في خفض التضخم وحماية الأمن القومي الأميركي.
وأعلن الرئيس الأميركي أنه قد يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك في موعد أقربه الأول من فبراير، لأنهما تسمحان «لأعداد هائلة من الناس بدخول بلادنا وبدخول الفنتانيل»، بينما تعهد بإجراءات ضد بلدان أخرى كجزء من سياسة واشنطن التجارية الجديدة
وفي تصريحاته في المكتب البيضاوي، تحدث ترامب عن اختلال الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي أيضا، قائلا إنه لا يستورد ما يكفي من المنتجات الأميركية.
وأضاف أنه «سيصلح ذلك» عبر اللجوء إلى الرسوم أو حض التكتل على شراء المزيد من النفط والغاز.
وردا على ذلك، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أن الاتحاد الأوروبي سيتعامل بـ «براغماتية» مع واشنطن، وأن الاتحاد الأوروبي سينتهج سياسة «اليد الممدودة» مع الصين.
ولم تذكر فون ديرلايين ترامب بالاسم خلال كلمتها لكنها أشارت إلى ظهور «حقبة جديدة» من «المنافسة الجيواستراتيجية القاسية».
وأعلنت أن «السباق أطلق» و«يجب على أوروبا أن تتحرك بسرعة»، مؤكدة أن «أولويتنا القصوى ستكون الدخول في حوار دون تأخير لدراسة مصالحنا المشتركة والاستعداد للتفاوض»، مشددة على أن الكتلة ستدافع عن «مصالحها» و«قيمها».
وفي حين وعد دونالد ترامب بخروج الولايات المتحدة مجددا من اتفاق باريس للمناخ، أكدت أورسولا فون دير لايين أن أوروبا ستواصل نهجها في هذا الملف.
وشددت على أن هذا الاتفاق «يظل أفضل أمل للبشرية جمعاء»
وقال وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو إن بلاده تسعى لنشر السلام وإنه سيعمل من أجل «أميركا عظيمة أولا» وجعل تعزيز المصلحة الوطنية مهمته الأساسية في مختلف أرجاء العالم.
وأضاف روبيو، في أول كلمة له بوزارة الخارجية عقب توليه مهام رئاسة الديبلوماسية الأميركية، أن الولايات المتحدة تسعى إلى نشر السلام في العالم «خدمة لمصالحها الوطنية»، مؤكدا في الوقت ذاته على أن تجنب الصراعات لن يكون «على حساب الأمن القومي الأميركي».
وأوضح روبيو «تتلخص المهمة في ضمان تركيز سياستنا الخارجية على شيء واحد وهو تعزيز مصالحنا الوطنية والتي حددها بوضوح الرئيس دونالد ترامب من خلال حملته الانتخابية باعتبارها أي شيء يجعلنا أقوى أو أكثر أمنا أو أكثر ازدهارا».
وتابع «ستكون مهمتنا في جميع أنحاء العالم هي ضمان أن لدينا سياسة خارجية تعزز المصلحة الوطنية للولايات المتحدة. وأتوقع من كل دولة على وجه الأرض أن تعزز مصالحها الوطنية».
وذكر وزير الخارجية الأميركي الجديد أن الرئيس ترامب «أشار مرة أخرى في خطاب تنصيبه أن هدفه الأساسي للسياسة العالمية هو تعزيز السلام وتجنب الصراع».
ونبه إلى أن «هذا هو الوقت الذي نسعى فيه إلى تعزيز السلام في جميع أنحاء العالم لأن هذا يصب في مصلحتنا الوطنية. فبدون السلام من الصعب أن تكون أمة قوية ومزدهرة وأفضل حالا. ولكن ستكون هناك أيضا تحديات. ونحن ندرك أنه ستكون هناك أوقات مؤسفة حيث يتفاعل البشر مع بعضهم البعض بسبب طبيعتنا. وستكون هناك صراعات وسنسعى إلى منعها وتجنبها ولكن ليس على حساب أمننا الوطني أو على حساب مصلحتنا الوطنية أو على حساب قيمنا الأساسية كأمة وكشعب».
وأدى روبيو اليمين الدستورية ليكون وزير الخارجية رقم 72 في التاريخ الأميركي. وأصبح أول عضو في حكومة ترامب يحصل على موافقة مجلس الشيوخ لتولي مهامه.
قال رئيس وزراء غرينلاند «نحن من غرينلاند ولا نريد أن نكون أميركيين» وذلك غداة تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والذي أكد في عدة تصريحات انه سيقوم بـ «ضم» هذه المنطقة الدنماركية التي تتمتع بحكم ذاتي.
وجدد ميوت إيغده خلال مؤتمر صحافي التأكيد على أن «مصير غرينلاند يتقرر في غرينلاند» مع إقراره بأن الوضع «صعب»
Views: 2
























