دعوة تأملية إلى الصمود من خلال الفيلم الوثائقي “السير على خطاك”

جسر التواصل12 ديسمبر 2024آخر تحديث :
دعوة تأملية إلى الصمود من خلال الفيلم الوثائقي “السير على خطاك”

أ.س.

منحت لجنة تحكيم الدورة 17 لمهرجان أنديفيلم، التي احتضنت عروضها السينمائية القاعة 9 للمركب السينمائي ميغاراما بالرباط من 5 إلى 7 دجنبر الجاري، جائزة أفضل وثائقي للفيلم السويسري “السير على خطاك” من إخراج ليونارد شميث وإنتاج استوديوهات ألبين فيزيون. وقد أثار هذا الفيلم العميق إنسانيا والمقنع فنيا اهتمام الجمهور الحاضر ولجنة التحكيم برئاسة الممثلة المغربية القديرة فاطمة عاطف وعضوية المخرج البلجيكي لوك بولاند والموضبة المغربية مريم الشاذلي والسينفيلي المغربي الخبير في قضايا الإعاقة أحمد أيت ابراهيم والصحافية المغربية فاطمة يهدي.

يقدم هذا الفيلم، الذي يتناول قضية الصمود الإنساني، قصصا لأشخاص يواجهون تحديات جسدية ونفسية، بعمق نادر وبنوع من تجاوز الذات، داعيا المشاهدين إلى فهم واستكشاف قوة إرادتهم. وقد كان أداء الممثلة كلارا ماير فيه متميزا، حيث أبانت عن علو كعبها وهي تجسد شخصية امرأة شابة تعيد تعلم المشي بعد حادث خطير في الجبال. فأداؤها لهذا الدور الرئيسي في الفيلم جمع بين الهشاشة والتصميم، الشيء الذي عكس رحلة إنسانية شاملة مفادها المضي قدما رغم الصعاب والعقبات.

اعتمد مخرج الفيلم إيقاعا تأمليا من خلال جمعه بين لقطات بانورامية مذهلة من جبال الألب السويسرية ومشاهد عميقة من التأمل الداخلي، وذلك بغية التأثير العاطفي في المتلقي ودعوته إلى التفكير في معاني المشاركة والتضامن.

وحسب الدكتور حسن بنخلافة، المدير العام لمهرجان أنديفيلم بالرباط، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، فهذا الفيلم يعكس بامتياز فلسفة المهرجان المتمثلة في تعزيز رؤية شاملة وإنسانية عبر السينما. ولعل فوز الفيلم السويسري بهذه الجائزة يثبت دور مهرجان أنديفيلم كمنصة فريدة في المشهد السينمائي المغربي، تحتفي بالتنوع والإدماج، وكصوت داعم للإنتاجات السينمائية التي تغير المفاهيم وتفتح القلوب. كما أن هذا التتويج يعزز رؤية السينما السويسرية، التي رغم قلة تسويقها التجاري فهي تتميز بإنتاجات قوية. ولعل السير على خطى الآخرين قد يكون درسا حقيقيا في الإنسانية.

 

 

الاخبار العاجلة