عمر عاقيــــــــــــــــــــــــل
كشفت لنا جولات البطولة الوطنية مع قرب انتهاء مرحلة الذهاب شيئا من ملامح الفرق المرشحة للمنافسة على لقب البطولة الوطنية، مع التأكيد على أن إطلاق الأحكام المسبقة في مثل هذا التوقيت المبكر جدا فيه نوع من أنواع التسرع في إطلاق الأحكام المستعجلة، ولكن هذا لا يمنع أبدا من استعراض قراءة مسبقة لواقع الأندية قبل جولتين من انتهاء مرحلة الذهاب، التي يصارع على قمتها ممثلي عاصمة المملكة الجيش والفتح، والغريمين الوداد والرجاء، فيما يتربص بهما كل من المغرب الفاسي وشباب السوالم، بانتظار قادم الجولات للدخول بصورة أقوى وأوضح في معرفة أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب.
ملامح المنافسة على لقب البطولة، ومراكز تفادي الهبوط ومن واقع الجولات الملعوبة رسمت لنا صورة شبه واضحة عن مجموعة من الفرق المرشحة للدخول وبقوة للتتويج بالللقب، وهذا ما تؤكده الأرقام بكل وضوح، ومع أن المشوار مازال لم يدخل مراحله الحاسمة والشاقة لا تزال أبواب المنافسة مفتوحة على كل الإحتمالات الممكنة، خاصة في ظل القناعة بابتعاد المنافسة بين الفرق مع توالي الدورات وبقية الملاحقين، خاصة أن الجولات القادمة غالبا ما تكون البوابة الأنسب لتحديد سلم الترتيب العام، والمحطة الأبرز لتشكيل ملامح المرشحين، حقيقة تجسدت واقعا بظهور مؤشرات ومعطيات أكثر من قوية على بروز تلك الملامح، وتلك الأندية المرشحة للمنافسة على اللقب، وبات واضحا على بعد جولتين من نهاية مرحلة الذهاب، أنه ليس هناك فريق تنطبق عليه حقيقة ظهور ملامح البطل أكثر من الجيش الفتح الوداد والرجاء، وهم يمسكون برأس الترتيب العام بقوة.
وفي ظل المعطيات المحققة من البطولة، يبدو طبيعيا أن ينال الغريمين ومعهما ممثلي العاصمة النسبة الأكبر من ترشيحات وتوقعات الجماهير في أن يكون الأوفر حظا دون البقية، والأقرب حتى الآن إلى اعتلاء منصة التتويج بدرع البطولة، كونهم الأكثر إقناعا وتحسنا مع توالي الدورات، ومن أبرز مبررات الإقناع في أن ممثلي العاصمتين هم الأجدر بحمل صفة ملامح البطل، هي أنهم بالرغم ما تعتريه نتائجهم من مد وجزر إلا أنهم ما كانوا ليصلوا إلى هذه المرحلة من الإقناع، لو لم تتوفر لهم عوامل حاسمة عدة، منها الجهاز الفني الكفء، الكوكبة المميزة من اللاعبين، ليبقى التغيير في المراكز أمرا متوقعا ودائما ما تكون المنافسة رهينة بكل جولة تصحبها المفاجآت وعرضة لكثير من التقلبات في المواقف والترتيب، كما وتكشف عن المستوى الحقيقي ونجاعة البطولة بعدم فرض اي فريق لغة الحسم على الجميع لأن المسابقة عندها سوف تصاب بالجمود وفقدان الهوية وعنصر التشويق والمنافسة والملاحظ ان قوة المنافسة مع توالي الجولات ستأخذ منعطفا وتصاعد المستويات وانخفاض لعدد من الفرق بدليل تجمع عدة أندية في وسط الترتيب، والتقارب بالنقاط وهذا يؤشر إلى امر بالغ الأهمية بأن المنافسة ليست بالضرورة للفريق الأقوى أو حكرا على فريق معين.
تباين فرص المنافسة في منطقة الصدارة، رغم تقارب المستوى والنقاط بين أطراف الصراع، سيضفي نوعا من التشويق والإثارة في المواجهات المقبلة، ولعل مهمة تقليص فارق النقاط قد تعقدت لمتذيل الترتيب اتحاد طنجة الذي بات مهددا بالسقوط قبل أي وقت مضى، في انتظار ما قد يجلبه له الحظ من متغيرات من الممكن حدوثها في مراكز الترتيب، وهي نفس المعاناة يتقاسمها معه كل من اولمبيك خريبكة، والمولودية الوجدية، فرق تتسلح بعوامل الرغبة والقوة، ثم خدمات الآخرين، التي قد تأتي على حين غرة، كون المفاجآت تبقى واردة، والتعثر متوقع من أي طرف، في وقت أصبح فيه التفريط في النقاط مرفوضا، وقد يكون مؤلما مع توالي الدورات.
ارتفاع عدد المنافسين على مراكز المقدمة سيزيد من حرارة المنافسة، حيث يسعى كل فريق لتقوية موقعه على حساب الآخر، لاسيما أن هناك مواجهات ساخنة بين كوكبة المقدمة والتي لربما قد تلعب دورا مؤثرا في قلب ملامح سبورة الترتيب، مع ما يمكن لهذه المواجهات دخول منافسيها خشية معترك الفرضيات والإحتمالات مع زيادة الضغوط الجماهيرية، في حالة أي تعثر مرتقب، واستفادة المطاردين منه، شريطة التعامل مع المباريات بعقلانية دون استسهال وتراخ، من أجل تلافي التصورات والسيناريوهات المزعجة التي تقلق الأنصار، كونها ستضع أعصابهم على صفيح ساخن حتى الأمتار الأخيرة.
قطار البطولة الوطنية مقبل على نهاية مرحلة الذهاب والمؤكد أن نتائج مبارياتها وسلم الترتيب العام لم يبلغ حد النضوج للحسم في هوية المرشح للفوز باللقب، ولا حتى الفريقين المرشحان للنزول، لذلك ومن حيث المبدأ فإن الأندية التي دفعت ملايين الدراهم من حيث الإنتذابات لا تختلف في مستوياتها عن بقية الأندية الأخرى من حيث المستوى الفني أو الأداء أو حتى حسم المباريات لصالحها، ما يعني أن النتائج دوما تبقى متقاربة وقريبة وعلى الأرجح فإن الحسم قد يكون بشيء من التوفيق أو من خلال المخزون البدني الأفضل عند بعض الفرق في أغلب المباريات، ما يعني أن تأثير الإنتذابات والإستعدادات لم تترك ذلك التأثير البين رغم أن العديد من الفرق تملك هوامش جيدة من الخيارات أو التبديلات.
مع قرب نهاية المرحلة الأولى ستتضح العديد من صور الفرق على كل المستويات وتظهر بعض المواقع على حقيقتها وستتوزع الفرق ما بين منافس على لقب البطولة، وما بين طامح للمشاركة في منافسة خارجية، وفرق همها البحث عن بطاقة تضمن لها البقاء ضمن أندية الصفوة، وسترسم صورة واضحة عن الواقع الشامل للأندية من ناحية الفكر الكروي أو كيفية استثمار الإمكانيات المالية والفنية في دعم مسيرة الفريق خاصة مع تدعيم الأندية لصفوفها خلال مرحلة الانتقالات الشتوية.