العالم العربي في زمن “كورونا” ضحك كالبكاء.

جسر التواصل4 أبريل 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
جسر التواصل
سياسة
العالم العربي في زمن “كورونا” ضحك كالبكاء.
Array

محمد أديب السلاوي

89933406 553189911993670 514843042646065152 n  - جريدة جسر التواصل

-1-

إن التأمل في وضعية العالم اليوم وهو يئن تحت أوجاع جائحة “كورونا”، حيت تعاني أوروبا والولايات المتحدة والصين وكل القارات الأخرى، التي تملك المال والصناعة والحضارة، والتي تملك الفقر والتخلف والفساد المتعدد الصفات،/التي تعاني من ويلات هذه الجائحة صحيا واقتصاديا وعلميا.

إن التأمل المتأني في هذه الوضعية، يدفعنا بقوة إلى التساؤل حول حالة العالم العربي الذي فاجأته فاجعة “كورونا” وهو يصارع التخلف والفساد وكل المصائب السياسية والاقتصادية المتعددة، حيت تنقصه المستشفيات والأطباء والأدوية والأقنعة وكل الوسائل التي تتطلبها هذه الفاجعة( فيروس كرونا) علميا، ماديا وبشريا، حيت يقف أمامها عاريا إلا من رحمة الله.

-2-

إن التأمل في وضعية الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا، والتي تتصدر اليوم العالم من حيت عدد الإصابات بفيروس كورونا، التي جعلتها تعلن حيرتها من وضعها الصحي أمام الأصدقاء والأعداء، وتقول للعالم على لسان رئيسها، إنها أصبحت شبه عاجزة، تحول البواخر العسكرية إلى مصحات ومستشفيات، تكلف الجيش بصناعة آليات التنفس، تستعمل كل إمكاناتها العلمية من اجل السيطرة على هذا الفيروس اللعين / إن التمعن في الوضعية الأمريكية وحدها، تضعنا في العالم العربي أمام سلسلة من الأسئلة المريرة : كيف لهذا العالم الذي لا يملك بعد البترول والسياحة أي الإمكانات العلمية التي يواجه بها الجائحات والفواجع، لا يملك الخبرة ولا المعرفة التي تجعله قادرا على الدفاع عن نفسه.

إن التأمل في وضعية أوروبا التي تقود الحضارة الغربية وثقافتها في عالم اليوم، والتي تختزن متاحفها ومدارسها التراث الإنساني الماضي والحديث، حيت خرج فيروس كرونا على أنظمتها ومفاهيمها الطبية والعلمية، فأصبحت دولها تعلن أنها لا تملك من المختبرات والمستشفيات والأطباء والأجهزة والأدوية ما يكفيها لمواجهة هذا الفيروس وجائحته الخبيثة السوداء / إن التأمل في هذه الوضعية، تجعلنا في العالم العربي الذي يملك في الخليج البترول وفساد السياسة، وفي المحيط يملك الفقر والفساد المتعدد الصفات/أسئلة تجعلنا نترك معركتنا مع التخلف وأحلامنا التنموية ونتساءل بصوت مسموع، كيف ستنتهي معركتنا مع كورونا، بأي الأسلحة نواجهها ونحن لا نملك لا أدوية، لا مختبرات، لا مستشفيات مختصة.
العديد من فقهاء وأئمة الوطن العربي، يؤكدون بإيمان راسخ أن الأمة التي تضع آمالها في الله الواحد الأحد لا تخاف، فقط عليها أن تتجه إليه بصدق في عملها، في إعادة ترتيب أولوياتها، انه على كل شيء قدير.

-4-

إن التأمل في الوضعية العربية في زمن كرونا تضعنا أمام العديد من الحقائق المؤلمة : الصراعات السياسية العشوائية، الضربات والحروب التي لا أهداف لها، تراكم حالات التخلف الاجتماعي، الاقتصادي، الثقافي التي تطبع كافة المجالات الحيوية، ومعها تحل علينا جائحة كرونا لتسجل علينا ألاف الإصابات على حين غفلة ونحن عنها غافلون.

مع إصابات كرونا اللعينة التي تتزايد أعدادها على ساحتنا يوما بعد آخر، تراجعت بالعالم العربي أسعار النفط، تم شلل السياحة والتجارة، تم إغلاق المعامل والمصانع والإدارات، فرغت الفنادق، توقفت حركة الطيران والنقل، تم إلغاء المعارض وإلغاء الأنشطة العامة..

مع خلق حالة من الترقب والخوف في خليج العالم العربي ومحيطه، انتشرت في بعض عواصمه أغاني ومقاطع فيديو ومشاهد مسرحية، بعضها يسخر من كورونا وبعضها الآخر يبكي حاله منها، أو يواصل الضحك على حالته حتى البكاء.

إنه زمن” كورونا” الغير قابل للتقييم اليوم، ولكنه قابل للتسجيل والمشاهدة.

أفلا تنظرون….؟

المصدرArray

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة