سبتة : مصطفى منيغ
لن تكونَ عادية إن انعَقَدَت ، كل المؤشرات عن الفاعِلِ بَدَت ، لتكونَ تلك الجامعة العربية على امتحانٍ عسيرٍ أقدَمت ، نجاحها سيكون لبقائها كخيمةٍ ثابتة بحكمة وَتَد ، بعيدة عن قمة لا خير فيها إن للصواب اعتمدَت ، وفشلها سيكون كما رغبت الجزائر الرسمية تشتيتاً لما بقي فيها دون فائدة مهما صَمَدَت . رئيس النظام الجزائري انطلاقاً من تشاؤم أزمات الانزواء على طول وعرض الأرض الجزائرية امتدَّت ، وهو يخاطب بعثات نظامه الدبلوماسية بلغة الخُشَيْبَات عن قراراتٍ الجديَّة مِن فحواها انعَدمَت ، مادمت على أحلامِ المَمْعُودِ اعتمدَت ، دون رصيدٍ معرفي دقيق بل على تخمينات لما ظنَّته قابلاً للتطبيق رَصَدَت ، مع التأكيد على معاداة المملكة المغربية بكل الوسائل مهما تَدَنّت ، لتكون السنة القادمة مع حلول شهر مارس والجزائر كما يحلو له تقدَّمَت ، متبوعة بجامعة عربية وقد ضحّت بعضوية المغرب من أجل سواد عيون دولة بما يقودها للسُّخرية غدت ، ليس العجب في رئيس يتحدَّث بما لا بفهمه أصلاً ليعرِّض مصير وطن لنتائج وخيمة بها مصائبه ازدادت ، لتحيا البلاد الجزائرية عن منأى أي انفراج به لما هو طبيعي سليم عادت ، مادام النظام الحاكم لحاضرها يتصرف معها بأساليب الانتقام لأسباب تعدّدت ، منها انعدام كفاءة التدبير واللجوء لطاعة جنرالات الرحمة بالجزائريين في ضمائرهم انعدمَت ، وبالتالي تغطية النهب المُمنهج المُبرمج لخيراتها الوطنية بما يُفَسَّر للعامة ما تقدِّمه الخزينة العمومية من أموال طائلة لمرتزقة البوليساريو الذين شكَّلوا دُوَيْلة داخل الدولة الجزائرية ممَّا سببت كل الويلات التي تتحملها من مدةٍ تفوق الأربعين سنة بغير اهتمامٍ لحجم ما فقدَت.
… بأي منطقٍ نصدّق ما ذهب إليه ذاك الرئيس ، وهو يتبجَّح بعبارات لا يدري إن كانت بالفعل أكبر منه بكثير ، حينما يصرِّح عن استعداده إصلاح الجامعة العربية ؟؟؟ ، وإن سُئِل كيف ردَّ بجعل أمينها العام غير مقتصر على مصر وحدها وإنما أن يُعَيّن من باقي الدول الأعضاء ، كأنه يُلمّح ليكون من الجزائر ما دامت الأخيرة ترغب أيضا في الحصول على عضوية مجلس الأمن لتكون بعد ذلك الند للند للولايات المتحدة الأمريكية ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . كان على ذاك الرئيس أن ينتبه لحاله قبل أن يندم ، إذ الشعب الجزائري لن يصبر أكثر حتى يتخلَّص من هذا العبث الذي جعل من الجزائر أضحوكة القرن ، لا رئيس في المستوى ، لا اقتصاد بثروات البلاد الغنية إستوى، لا سياسة خارجية بنشر قيم حميدة سامية ، ولا تخطيط لزرع المستقبل ببداية جديدة قوامها العدل والمساواة والسلام مع الجيران .
…طبعاً تريد الدولة الجزائرية مسحَ الخطأ الشَّامل بأخطاء أشمَل ، أن تطلقَ على تلك الدورة إن تمَّ اكتمال نصاب انعقادها ، شعار “تحرير فلسطين من قبضة السلطات الإسرائيلية ” كما ظَهَر ، مع إقحام “الصحراء الغربية المحتلة من طرف المملكة المغربية” كسمّ مزروعٍ في نقاش مطروح داخل جلسات مُغلقة كجَوْهَر ، وهنا تكمن صبيانية الإشراف الجزائري المباشر على تعميق ما قد يعجِّل بنسف تلك الجامعة من الدَّاخل ، وليس للمغرب أي مسؤولية فيما بالتأكيد سيقع ، إذ له من القناعات أن مصيدَةَ حكَّامِ الجزائر ستصيدهم أولاُ بوقوعهم أسري نواياهم السيِّئة ، الذاهبة بمثل المناورات المنبوذة الفاشلة إلى ترسيخ فضيحتهم الكبرى، الرابطة تنسيقهم مع حزب جنوب لبنان الممثل الوحيد في محيط الشام لدولة ايران ، حتى يعود بشار الأسد ليتربَّع فوق كرسي عضوية سوريا داخل جامعة عربية ، إن فسحت الباب لذلك ضربت آخر مسمار في نعشها المدفون سيكون في قاعة المؤتمرات بعاصمة جزائر انسلخت عن الكرامة العربية والى الأبد .
… الجزائر الرسميَّة عكس الشعب الجزائري الشريف العظيم ، لم يبق لها إلاَّ تكريس مادة تُدَرَّس لتلامذة الصفوف الابتدائية ، موضوعها العداء المهين والحقد الدفين اتجاه المملكة المغربية ، والأخيرة وإن استطاعت حماية نفسها من شرور تلك التصرفات الخرقاء ستظل سائرة في طريق النهوض بحاضرها لاستقبال مستقبل مفعمٍ بعشرات المشروعات الضّخمة التي لم يسبق لإفريقيا ومناطق أخرى من العالم ، معرفة قوتها الاقتصادية المتزعِّمة في الخيرات ، لكل مَن إذا توصَّل بجزء منها عن طواعية وشيمة الكرم المغربي الأصيل شكرَ ولو بكلمة طيِّبة لكنها صادقة ، عكس هؤلاء الحُكام المُعَرَّضين أجلاً أو عاجلاً لمحاكمة شعبهم الجزائرى المتعوِّد عبر التاريخ ، بعدم التخلِّي عمَّن نهب ثروته وشرد أبناءه وجعل أغلبيته يفتقدون حتى حبات من بطاطس دون عقاب يتكرَّر بما هو أشدّ يوم الحساب .