طارق المعروفي
في كل مرة و مناسبة، نسمع عن تقريب الإدارة من المواطنين و تبسيط المساطر الإدارية، إلا أن الواقع يشهد دائما على عكس ذلك.
و في هذا المجال ، سوف أحكي لكم بكل اختصار، قصة أحد المواطنين الذي أراد اقتناء الدفتر العائلي أي كناش الحالة المدنية ، فإليكم القصة :
مواطن مزداد بمدينة أكادير، تزوج من فتاة من مدينة فاس ،و تم العقد في تلك المدينة (فاس) .و بعد ذلك التحق الزوجان بمدينة طنجة حيث يشتغلان هناك . و بعد شهور، أصبحت الزوجة حاملا، مما يدعو إلى طلب الدفتر العائلي، و هنا يبدأ الماراطون :
طلب الزوجان من إدارتهما عطلة مدتها أسبوع لإنجاز هذا الدفتر العجيب، فسافرا معا إلى مدينة فاس ،على اعتبار أن عقد الزواج تم إبرامه في تلك المدينة .و لهذا تطلب الأمر اللجوء إلى محكمة الأسرة للحصول على ما يسمى بملخص الزواج للزوج و الزوجة . و بطبيعة الحال كان الطلب معززا بالوثائق المطلوبة. و بعد الحصول على الوثيقتين في اليوم الموالي ،تذهب الزوجة إلى المقاطعة التي ولدت في دائرتها للحصول على نسخة كاملة تتضمن بيان الزواج مع الإدلاء بالوثائق المطلوبة من بينها وثيقة محكمة الأسرة .
بعد ذلك تعود الزوجة إلى طنجة ، بينما يسافر الزوج إلى أكادير ،و يطلب من المقاطعة التي ولد في دائرتها، نسخة كاملة تتضمن الزواج مع الإدلاء بالوثائق المطلوبة . و بعد الحصول عليها يكون الملف جاهزا و الذي يتضمن :
نسخة كاملة للزوج و الزوجة تتضمن الزواج .
نسخة من البطاقة الوطنية للزوج و الزوجة مصادق عليها.
ثلاث نسخ من عقد الزواج مصادق عليه.
التزام بعدم الحصول على الدفتر العائلي.
صورتان.
و خمسون درهما .
و في اليوم الموالي يمكن له أن يتوصل بالدفتر العائلي إذا كان جاهزا و يعود إلى طنجة .
لقد اختصرت ما أمكن لأوضح لكم متاعب المواطنين للحصول على وثيقة، حيث يطلب منهم الوثيقة و ما يثبت صحة تلك الوثيقة، و هذا يدل على أن جميع الوثائق لا يعتد بها، و لا تعفيك من الإدلاء بوثائق أخرى.
ما فائدة عقد الزوج إذا كان لازما الذهاب إلى محكمة الأسرة للحصول على ملخص الزواج ؟
ما فائدة الذهاب إلى مقر الولادة للحصول على نسخة كاملة مع أن لكل مواطن دفتر الحالة المدنية ؟
أظن أن الحل الوحيد للتخلص من هذه الإجراءات العقيمة ،هي أن يشتغل المواطن ويسكن بمقر ولادته، و يتزوج بفتاة من نفس المدينة .ههههه….
فأين نحن من تبسيط المساطر، و تقريب الإدارة من المواطنين ؟
