أحمد سيجلماسي جسر التواصل

اختتمت كما هو معلوم أنشطة الدورة 25 للمهرجان الوطني للفيلم بالقاعة الكبرى لقصر الثقافة والفنون بطنجة، مساء السبت 25 أكتوبر 2025، بالإعلان عن الفائزين بجوائز مختلف مسابقات الأفلام. ففيما يتعلق بمسابقة الأفلام الوثائقية “الطويلة” جاءت النتائج على الشكل التالي:

الجائزة الكبرى: فاز بها فيلم “فخورون ومعلقون وعنيدون بعض الشيء” (2024- 85 د) لمحمد أكرم نماسي.
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: حصل عليها مناصفة فيلم “ألف يوم ويوم.. الحاج إدموند” لسيمون بيتون (2024- 93 د) وفيلم “لن أنساك” (2025- 93 د) لمحمد رضا كزناي.
جائزة الإبداع: نالها فيلم “ارحيل” (2024- 73 د) لسيدي محمد فاضل الجماني.
ولم يفت لجنة التحكيم منح تنويه خاص لفيلم “أسرى الإنتظار” (2025- 90 د) للبنى اليونسي.
جائزة النقد: فاز بها فيلم “ارحيل” (2024- 73 د) لسيدي محمد فاضل الجماني، وقد منحتها لجنة ثلاثية الأعضاء مكونة من محمد صوف وعبد العلي معزوز ونور الدين محقق، وكلهم أعضاء في الجمعية المغربية لنقاد السينما.
ما يلاحظ على هذه النتائج أنها كانت مقبولة إلى حد كبير، وذلك لأن لجنة التحكيم المحنكة الخماسية الأعضاء، برئاسة محمد العبودي (مخرج أفلام وثائقية) وعضوية عائشة ماكي كيدي (منتجة ومخرجة أفلام وثائقية من النيجر) وسهام الفايضي (منتجة وموزعة) وجواد بابيلي (مخرج أفلام وثائقية) وعدنان بركة (مخرج ومنتج وموسيقي)، حاولت أن تتوج الأفلام التي بذل فيها مخرجوها مجهودات ملحوظة على مستويات البحث والكتابة السينمائية وتنويع عناصر التعبير (صور فوتوغرافية، فيديوهات، مقاطع صوتية مسجلة، تعليق، شهادات، موسيقى، حوار، لقطات مصورة…) وخلق تناغم بينها أثناء التركيب (المونطاج)، بغية تنويع زوايا النظر وإلقاء ضوء أكثر على المواضيع أو الشخصيات المتناولة في الأفلام.
لم تكن كل الأفلام المنتقاة للمشاركة في هذه المسابقة (عددها 15) في المستوى المطلوب، بل تميز بعضها بالقرب أكثر من الربورتاج التلفزيوني والإبتعاد عن الوثائقي السينمائي بالمواصفات المتعارف عليها دوليا. ولعل هذا الإقتراب من العمل التلفزيوني، الذي يعطي الأولوية للمضمون أكثر من الشكل عبر التركيز على تقديم معلومات ومعطيات بطرق مباشرة أحيانا بواسطة تعاليق وحوارات وشهادات وصور ثابتة ومتحركة وغير ذلك، هو الذي أقصى ثلثي الأفلام المرشحة من التتويج.
وعليه يرجى في الدورات القادمة لمهرجاننا الوطني التعامل بصرامة أكثر في إنتقاء أفلام المسابقة، وذلك لوضع حد لتطفل عديمي الموهبة وكل من يستسهل عملية صناعة الفيلم الوثائقي الإبداعي.
تجدر الإشارة إلى أن الأفلام المتفاوتة القيمة فنيا وفكريا، المشاركة في هذه المسابقة، التي لم تفلح في الفوز بجائزة أو تنويه قد بلغ عددها عشرة وهي:
1، “لاكوشطا” (2025- 62 د) لدنيا نيوف.
2، “النحام الوردي.. نداء الصحراء” (2025- 74 د) لحسان خر (2025).
3، “أمازون” (2025- 52 د) لرشيدة السعدي وسلمى لخماس.
4، “سويلم” (2024- 55 د) لسيدي السالك البودناني.
5، “أمرز” (2025- 53 د) لهشام إبراهيمي.
6، “أمنكري البيضان” (2025- 54 د) لعلي ولدة بوصولة.
7، “أمنات عيشاتة” (2025- 55 د) لعمر ميارة.
8، “نساء زرقاوات” أو “نساء الحصر” (2025- 53 د) لخالد البومسهولي.
9، “استقلال الجزائر: قضية مغربية” (2025- 93 د) لحسن البهروتي.
10، “أحلام واد نون” (2024- 62 د) لعبد القادر أطويف.
جل هذه العناوين العشرة وغيرها أنتجت بالدعم المخصص للأفلام الوثائقية حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، فما الجدوى منها إن لم تكن مشرفة إبداعيا للفيلموغرافيا السينمائية الوطنية والعالمية؟ وما الجدوى من إنتاجها إذا لم تبرمج للعرض في قاعاتنا السينمائية (القليلة مع الأسف) وقنواتنا التلفزيونية (على الأقل) ومهرجاناتنا السينمائية (المتواجدة بأقاليمنا الصحراوية على الأقل)، خصوصا بعد إقبار مهرجان العيون الخاص بها منذ سنوات؟
Views: 19
























