
عمر عاقيـــــــــــــل

يسعد كل مغربي أن يفتخر بما حققه أشبال الأطلس من إنجاز عالمي صنعه شباب مغربي متحمس لإعلاء راية الوطن، يسعد كل المغاربة عن قيمة ومكانة ما أضحت عليه الكرة المغربية في سلم خريطة الكرة العالمية، وأن نقنع أنفسنا اليوم قبل أي وقت مضى حتى لا نكون أنانيين في الطرح ونتجاهل جمالياتها ونتجنب الإشارة إلى سماتها التي طبعت التاريخ بمداد من الذهب، وحتى نقنع أنفسنا على أقل تقدير من الداخل، أننا مع كبار اللعبة عالميا، ويشعر كل طرف في هذه المستديرة بقيمة ماوصلت إليه الكرة المغربية، فليس أكثر من التأكيد على ما تصنعه أرجل لاعبينا من خلال أكبر المحافل الدولية، مفادها أن المغرب الممتد بجغرافيته الشاسعة من طنجة إلى الكويرة أضحى وكما أراد قائد بلاده رائدا قائدا هو من يحرك حبر الأقلام العالمية عن ما وصلت إليه أحوال كرتنا الوطنية عالميا.
لم يحقق المغرب ما بلغه شبابه اليوم، وما بات يلعبه من اتجاهات وأدوار في خريطة الكرة العالمية، مالم تكن مؤشراتها من الداخل، تسير في نفس الإتجاه، حيث السياسة والنهج الذي رسمته جامعة الكرة، وأن ماقدمه الأشبال من مستوى كروي استمتعت بتفاصيله كل من تابع مباريات كأس العالم، فما عبرت عنه الأجيال المغربية وسطوع لنجمها أضحى الواجهة والمرآة، لا غرابة أن يكون للكرة العالمية جانبا تشع فيه صورة المغرب، حتى يتأكد للجميع أن المغرب التي اعتاد رياضيوها إبهار العالم زادوا من التأكيد من مكانة المغرب عالميا، ولكل ما من شأنه أن يزيد من المكانة ويحقق التميز للمغرب عالميا، هم شباب أيضا أكثر واقعية في الأداء والروح الوطنية أبوا إلا أن يسلط عليهم العالم أنظاره نظير ما قدموه من أداء كروي مميز.
عندما نعود من حيث بدأت مسيرة المنتخب في كأس العالم لم يكن أشد المتشائمين يرشح المغرب من تجاوز مجموعة تضم أقوى المنتخبات المرشحة للتتويج بالكأس العالمية، غالبية الترشيحات كانت تصب لمصلحة البرازيل إسبانيا والمكسيك، للتأهل من المجموعة التي وصفت بالحديدية، فماذا يمكن أن نقول حتى عن تجاوز أدوار خروج المغلوب وتجاوز منتخبات كبيرة من قيمة فرنسا وأمريكا، وكيف يمكن أن يكون تقييمنا لحقيقة مستوى منتخبنا وقدرته على تجاوز كل هؤلاء الخصوم وصولا إلى النهائي أمام بطل العالم في ست مناسبات سابقة، والإعتقاد منذ الوهلة الأولى على قدرة أشبال الأطلس مجاراة الخصوم في أداءها على المستطيل الأخضر.
حقيقة لا يمكن إيقاف الآمال والطموحات، إلا أنه من الضروري أن تكون مبنية على قراءة دقيقة للواقع الذي أوصل المنتخب لحمل صفة بطل العالم، على أقل تقدير حتى لا نظل نتشاءم من طموحاتنا وأهدافنا المستقبلية، في كل مناسبة إهدارا لطاقاتنا وجهودها، وعندما نأتي اليوم لنقول ووفق المستوى الذي قدمته الأشبال، أنه لا ترشيحات منطقية ورقمية قبلية كانت ترشحنا لصعود سلم البوديوم، أكثر من تلك التي ستنحاز لمنتخبات الأرجنتين أمريكا إسبانيا وبقية المنتخبات المرشحة للتتويج بالكأس، فمن الطبيعي اليوم من خلال الطفرة التي تعيشها المنتخبات الوطنية لا يمكننا الركون إلى مستوياتنا السابقة، وبالقدرة على تقديم الصورة المقنعة التي لها أن تصل بنا إلى تجسيد حالة من الإنجاز الهلامي، مقرونة في الواقع والطموح الذي لنا نؤمن بقدرتنا على تحقيقه.
Views: 26







