طموح منتخبنا يعانق عنان السماء

جسر التواصل17 أكتوبر 2025آخر تحديث :
طموح منتخبنا يعانق عنان السماء

عمر عاقيــــــــــــــــل

لا يمكن أن يختلف اثنان على القيمة التي أصبحت عليها كرة القدم المغربية خلال السنوات الأخيرة، إن كان من خلال المنتخب الأول وتحقيقة إنجاز المربع الذهبي لكأس العالم، أو نحاسية المنتخب الاولمبي في أولمبياد باريس، وكذلك بقية المنتخبات وانجازاتها الأفريقية والعالمية، وبعد الايمان أيضا أن القيمة نفسها تم البناء عليها من واقع الأساس الذي وضعت لبناته الأساسية جامعة الكرة المغربية، إلا أنه وما يمكن أن يطرح حاليا من تساؤلات مشروعة، يكمن حول الصورة والاقتناع بالقيمة الحالية التي بلغتها مشاركة المنتخبات الوطنية، وما هو منتظر منها في الإستحقاقات القادمة وعلى رأسها كأس أفريقيا ببلادنا أواخر هذه السنة، يدفعنا للإشادة بالإنجاز العالمي الكبير لمنتخب الشباب الذي بلغ نهائي كأس العالم بجيل ذهبي من اللاعبين الشباب يشكلون القاعدة لمستقبل المنتخب الأول، إنجاز تجاوز ما حققه جيل ياجور بندامو البورقادي وبقية اللاعبين بقيادة الإطار الوطني فتحي جمال، الجيل الذي بلغ نصف نهائي مونديال 2005،، جيل لم يتم الإستفادة منه بالشكل الصحيح، نظير ما كانت تتوفر عليه العناصر حينها من قدرات وقيمة فنية عالية.
ما تحقق اليوم مع جيل جسيم معمة الزبيري والبقية يمكن أن نقول عنه أنه بات يشكل القاعدة فيما بات يتحقق من انجازات، من الممكن أن يصل إلى مرحلة تحقيق ما كان يعتبر إعجازا، في سنوات كانت الإخفاقات العلامة البارزة، وأن يكون إنجاز كأس العالم للشباب تجسيدا حقيقيا لقيمة المستوى والنتائج التي وصلت إليها الكرة المغربية، ذلك إذا ما تحدثنا عن الدعم غير المحدود الذي تتلاقه المنتخبات الوطنية، وأيضا البنية التحتية القوية التي تقوم عليها الكرة المغربية، حتى ما قبل التركيز على نجومية العدد الأكبر من اللاعبين الذين باتت تتوفر عليهم قاعدة المنتخبات الوطنية في السنوات الأخيرة، وأن ما يطرح من سؤال، هو نفسه ما يمكن أن يقال لحظة التركيز على الإستنفار الحقيقي لقدرات وامكانات جميع اللاعبين دون استثناء، ونجاح الإطار الوطني في قيادة المنتخب، إذا ما اقتنعنا بما يتمتع به المنتخب من خيارات وحلول فردية كانت أم جماعية، وكيف أن لاعبين بالفريق أمثال المتألق معمة، من الممكن أن يصنع أي منهما الفارق، ويحدث الأثر الإيجابي على النتيجة النهائية.

لقد أثبت اللاعب المغربي من الجيل الحالي قدرته على إعلاء راية الوطن خفاقة في سماء الكرة العالمية، وقدموا أكثر من صورة وبرهان على تعدد الخيارات والحلول التي تملكها الموهبة المغربية، وهو ما يعني ويؤكد أن صورة أفضل ما يمكن أن تكون حاضرة مع هذا العدد من الأسماء المميزة التي خطفت الأنظار، بشرط أن يكون للمدرب الذي يقودهم مستقبلا، أثر وقيمة أكبر، تتعدى الإضافة التي نتابعها معهم في كأس العالم.
وصول المنتخب لنهائي كأس العالم تجاوز مرحلة البحث عن التأهل والمشاركة في إثبات الذات إلى مرحلة تحقيق الإنجاز، لا شك ولا جدال أنه يبرز القيمة الحقيقية التي وصلت إليها الكرة المغربية ولمن يديرون المؤسسة الكروية، وربما تكفي صور الإنجازات الأخيرة لتأكيد تفاصيل ما تحقق مع صناع القرار، وعن ما يمكن أن يحسن في صناعة القرارات لتحقيق الأهداف.
إن ما قدمه أشبال الأطلس، لم يتمكن من فعله التاريخ الكروي المغربي إذا ما سبقه إنجاز أسود الأطلس في مونديال قطر، تاريخ سيكتب بمداد من الذهب خاصة إذا ما تحقق اللقب، مع هذا الجيل من اللاعبين ليرسم علامة نصر جديدة في تاريخ الكرة المغربية وانكسار لعقدة من الإخفاقات أرعبت كل شيء مغربي لسنوات.

ليس سهلا ما قام به المدرب محمد وهبي، ولا تلك التفاصيل التي رافقت مسيرة المنتخب، وعندما نتحدث عن الواقع المعاش الذي يدركه ويعيه كل من يعشق الألوان المغربية، ونتحدث عن صورة وحقيقة تغيرت عن سنوات مضت لا بد أن تتبدل وتتغير بتحقيق لقب كأس افريقيا القادمة، فمن الطبيعي جدا أن نتحدث عن أشياء آخرى جديدة، من الهام أن تكون ومن المهم أيضا أن نقول إنها حكمة في تنفيذ القرار، وكيف هو الهدوء الذي يرافق عمل جامعة الكرة شئنا أم أبينا، وما يرافق عملها من مستوى متقدم في إدارة وقيادة المنتخبات الوطنية إلى تحقيق الإنجاز.

Views: 62

الاخبار العاجلة