الكاتب والباحث طارق المعروفي يكتب في حديث الأثنين :  “الأمراض الفيروسية عند الأطفال: معاناة متكررة في بيئات التجمعات “.

جسر التواصل26 يناير 2025آخر تحديث :
الكاتب والباحث طارق المعروفي يكتب في حديث الأثنين :  “الأمراض الفيروسية عند الأطفال: معاناة متكررة في بيئات التجمعات “.

 طارق المعروفي 
في الآونة الأخيرة، لاحظنا تزايد حالات الأمراض الفيروسية خصوصا بين الأطفال، خاصة في بيئات التجمعات مثل روض الأطفال و المدارس و حتى عيادات الأطباء. هذه الظاهرة باتت مصدر قلق للأهالي، حيث تؤثر بشكل كبير على حياتهم الشخصية والمهنية.
يعتبر الروض و المدرسة نقطة انطلاق العدوى ، فهي بيئة خصبة لانتقال المرض بين الأطفال ، و الكثير من الآباء و الأمهات يضطرون لإرسال أطفالهم إلى الروض أو المدرسة ،حتى عندما تظهر عليهم بعض الأعرض البسيطة، و ذلك بسبب التزامات العمل ، و غياب بدائل أخرى لرعاية الأطفال ، مما يجعل من السهل انتشار الفيروسات بين الأطفال، خاصة أن البعض قد يكون معديًا دون ظهور أعراض واضحة.
و عندما يمرض الأطفال، تصبح زيارة الطبيب ضرورة ملحة ، لكن المفارقة أن العيادات، خاصة تلك المخصصة للأطفال، تتحول أحيانًا إلى أماكن لزيادة العدوى، حيث يجتمع فيها عشرات الأطفال مع ذويهم في قاعة الانتظار المكتظة، و يمضون ساعات في أجواء مليئة بالفيروسات، و يمكن أن تصل إلى ثلاث ساعات في الانتظار. كما أن وجود لعب للأطفال في العيادة، يساهم في تفاقم المشكلة، إذ تصبح الألعاب وسيطًا لنقل الأمراض.
نتيجةً لذلك، يعاني الوالدان من ضغوطات متزايدة. فهم يضطرون للتغيب عن أعمالهم بشكل متكرر لرعاية أطفالهم المرضى، مما يخلق مشاكل في بيئة العمل، بالإضافة إلى استنزاف طاقاتهم النفسية والجسدية، و تصبح بالتالي هذه الدائرة المفرغة مصدرًا للتوتر، خاصة عندما تتكرر العدوى مرة تلوى الأخرى.
تحتاج هذه الظاهرة إلى حلول شاملة، تشمل تحسين الوعي بأهمية إبقاء الأطفال المرضى بعيدًا عن الروض و المدارس و ذلك لمصلحة الجميع، وتنظيم أفضل و أحسن لاستقبال المرضى في العيادات، و خصوصا عيادات الأطفال، حتى لا تنتشر العدوى بكثرة ،أي احترام المواعيد ، و عدم استعمال الأسلوب الذي يطبقه الأغلبية و هو : إنتظر دورك.
هذا بالنسبة للعيادات الخاصة، أما معاناة الآباء و الأمهات في المستشفى العمومي، فهي تحتاج إلى حديث آخر يرتبط بعدة جوانب و مشاكل لا حدود لها.

Views: 2

الاخبار العاجلة