سلا: الجمعيات وفرق الأحياء… لا يصح إلا الصحيح

جسر التواصل17 ديسمبر 2024آخر تحديث :
سلا: الجمعيات وفرق الأحياء… لا يصح إلا الصحيح

جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي

عذرا يا مدينة سلا..العديد من نزل بهم السقف..في زمن المسخ الرياضي لا يستحقون ان يقولوا أنهم من أهل المدينة.. بالفعــل لا يستحقون ان يدافعوا عن ألوان رياضيتها.. لا يستحقون أن يضعوا اسم هذه المدينة على جمعياتهم..التي تولد مثل الطفيليات.. لأن من يقودون هذه الجمعيات لا يساهمون في رفع اسم إلى هامات السحب… و إن عرفوا معنى ما أكتبه..لأن مستواهم الثقافي لا يسمح لهم بذلك..ومع ذلك تجدهم يمشون في الأرض…وانفوهم في السماء..ورؤوسهم الفارغة لا تنظر إلا الوهم…..

سلا تعيش على الذكريات الخالدة عندما كانت فرق الأحياء تصنع العجب العجاب..عندما كانت ملاعب المدينة تنتج الذهب والمرجان..وبإمكانيات منعدمة..ولكن بأسماء كانت لها خبرة وغيرة كبيرة..كل الأحياء كانت معروفة بملاعبها..والتي تعرضت اليوم إلى الهجوم الأسمنتي….
الكل يفتخر بذكريات رائعة في ملاعب “34” و المغرب العربي والصحراء والسانية والحلوف ومولاي إسماعيل وروسطال والفرشي والجزارة وغيرها .. كنت تحتار في اختيار المواهب الساطعة..
سنعيش على أمجاد العديد من الفعاليات الجمعوية التي ضحت بالغالي والنفيس..وهي كثيرة..كانوا آنذاك جنودا سلاحهم حب الرياضة وشعارهم رفع راية فريقهم والمدينة للأعلى.. لذلك حققوا الانتصار تلو الأخر….
كانت رؤوسهم دائما مرفوعة ونظراتهم تتطلع إلى الأعلى لمشاهدة اسم الحي وهو يتداول في الأحياء الأخرى….
يا سلا، كانت الدموع تنهمر إخلاصا وحبا ووفاء عندما نشاهد الانجازات الرياضية وكانت الدموع تشكل أمواجا تحمل فوقها مراكب الانتصارات الى شواطئ الانجازات فقد كانت فرق أحيائها يضرب بها المثا..ل وكانت الشخصيات الرياضية التي تتولى زمام الأمور تنبع بالحكمة واضعة مصلحة الرياضة نصب أعينها.. نعم مصلحة المدينة فقط وليس المصالح الشخصية…
يا سلا، أين رجالات الرياضة داخل فرق الأحياء..الذين يقضون اغلب أوقاتهم في الملاعب..عكس اليوم..حيث تحول البعض منهم إلى بوق لأسياده..والأخر يقوم بحملة انتخابية سابقة لوقتها..من خلال تنظيم تظاهرة مناسباتية..ليلتقطوا صورا رفقة بعض صقور السياسية الذين كانوا وراء خراب هذه المدينة…في كل المجالات….
يا سلا، ما زادنا حزنا على حزن هو إبعاد العديد من الوجوه الجمعوية الحقيقية..وتعويضها بوجوه لا تميز بين التاء المبسوطة والمربوطة..ولا تعرف حتى الحالات التي لا يكون فيها التسلل..وهنا يطرح السؤال ..من جاء بهؤلاء؟الذين بالأمس كانوا يحلمون بالتقاط الصور مع من نقشوا أسمائهم فوق تراب الملاعب المذكورة….
نعم يا سلا لم يبق لنا سوى الذكريات الجميلة لأننا في الوقت الراهن لن نستطيع أن نحقق ما يتمناه كل مخلص ووفي لتراب هذه المدينة…والسبب هو الصراعات والمصالح الشخصية عند البعض التي طغت عليهم…
هؤلاء قتلوا الطموح وطمسوا التحدي وجعلوا سلا بلا هدف وبات “الجمعويون” كالورود الذابلة التي تنتظر قطرة من الآمل تعود بها رياضتنا إلى التحدي ولكن على ما يبدو أن قطرات الأمل لن تصل إلى الورود لان شدة حرارة المصالح الشخصية قد تبخر قطرات الأمل قبل ان تصل الى الورود التي بالتأكيد ستذبل ويذبل معها كل شيء جميل….
سلا بكيانها وعراقتها وبطولات أحيائها وإنجازاتها لا تنحني لمثل هؤلاء كما لم تنحن من قبل ولا حتى من بعد….
لكن هناك أمل قادم في الطريق..والبداية انطلقت مع فيدرالية النهضة الرياضية السلاوية..التي تضم العديد من الجمعيات النشيطة..والتي سوف يزداد عددها مع مرور الأيام..بعدما قامت بالعديد من الأنشطة التي نالت استحسان كل من حضر وتابع..زيادة على عمل العديد من الجميعات التي تعمل في صمت وبدون ضجيج….
سلا تحتاج إلى فرسان من العيار الثقيل.. يعيدون لها هيبتها ويعيدوها إلى سكة التألق؟… إننا لمنتظرون…..

الاخبار العاجلة