جسر التواصل/ الرباط: وكالات
أعلنت الفصائل السورية المسلحة مغادرة الرئيس بشار الأسد، و«بدء عهد جديد» لسوريا، بعد دخول قواتها دمشق. فيما أكد رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي: إنه مستعد «للتعاون» مع أي قيادة يختارها الشعب.
قال الجلالي، فجر الأحد: إنه مستعد «للتعاون» مع أي قيادة يختارها الشعب ولأي إجراءات «تسليم» للسلطة، مع إعلان فصائل مسلحة مغادرة بشار الأسد بعد دخول قواتها العاصمة دمشق. وقال الجلالي في بيانه: «حرصاً على المرافق العامة للدولة التي هي ملك لكل السوريين، فإننا نمد يدنا لكل مواطن شريف حريص على مقدرات هذا البلد وذلك للحفاظ على مقدراته، وأهيب بالمواطنين عدم المساس بالأملاك العامة، لأنها في النهاية هي أملاكهم». وأضاف: «وأنا هنا في منزلي، ولا أنوي مغادرته إلا بصورة سلمية، بحيث أضمن استمرار المؤسسات العامة ومؤسسات مرافق الدولة، وإشاعة الأمن والاطمئنان للمواطنين، وأتمنى أن يفكر الجميع بعقلانية ووطنية».
وأعلنت الفصائل المسلحة فجر الأحد، مغادرة بشار الأسد مع دخولها إلى العاصمة، بعد أكثر من 13 عاماً على انطلاق التظاهرات. ودعت الفصائل إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مؤكدة أنها ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى «تسليمها رسمياً». وأعلنت الفصائل عبر حسابها «مدينة دمشق حرة». وأضافت «نعلن اليوم بداية عهد جديد لسوريا». ودعت السوريين في الخارج للعودة إلى سوريا. وبعد هجوم بدأته في 27 نوفمبر من محافظة إدلب التي كانت تسيطر على أجزاء كبيرة منها، تمكّنت الفصائل المسلحة من السيطرة تدريجاً على مدن كبرى في البلاد من حلب شمالاً وحماة وحمص في الوسط، وصولاً إلى دمشق. وخرجت محافظات أخرى في شرق البلاد وجنوبها عن سيطرة الجيش السوري بعد سيطرة مقاتلين محليين عليها وانسحاب القوات الحكومية منها.
أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتابع عن كثب «الأحداث الاستثنائية» التي تجري في سوريا، بعد إعلان فصائل مسلحة سيطرتها على العاصمة دمشق ومغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت، في بيان على منصات التواصل الاجتماعي: إن «بايدن وفريقه يراقبان الأحداث الاستثنائية في سوريا عن كثب وهما على اتصال دائم مع شركائنا الإقليميين». وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض، أن أولويات الولايات المتحدة في سوريا حالياً تتمثل في «ضمان ألا يشجع النزاع الحالي على عودة ظهور تنظيم «داعش الإرهابي» أو يؤدي إلى كارثة إنسانية». وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان: إن تمدد النزاع «يشكل مصدر قلق»، متحدثاً عن قلق حيال تنظيم «داعش» الإرهابي خصوصاً. وأضاف في مؤتمر أداره منتدى ريغن للدفاع الوطني في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا: «شهدنا خلال أسوأ مراحل الحرب السورية الطويلة ظهور تنظيم داعش الإرهابي على الساحة». وشدد سوليفان على أن «الأولوية الرئيسية تتمثل في ضمان ألا يؤدي القتال في سوريا إلى عودة ظهوره»، مضيفاً: «سنتخذ خطوات بأنفسنا، مباشرة وبالعمل مع قوات سوريا الديمقراطية، من أجل ضمان عدم حدوث ذلك». وأشار سوليفان أيضاً إلى أن واشنطن متيقظة أيضاً من أجل وقف «كارثة إنسانية، سواء في ما يتعلق بالمدنيين، أو الوصول إلى الضروريات المنقذة للحياة، أو ما يتعلق بحماية الأقليات الدينية والعرقية في سوريا».
وفي السياق، أكد الأردن على أهمية الحفاظ على استقرار وأمن سوريا في ضوء التطورات السريعة للأحداث في الآونة الأخيرة.