
جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي
من المعروف أن الإدارة التقنية تطور كرة القدم..هكذا تعلمنا..وهكذا يقول علماء الكرة في العالم ..إلا عندنا في هذا البلد السعيد..ومنذ مدة و الإدارة التقنية الوطنية..وهي في تراجع وبشكل مخيف ومرعب..سبب هذا التراجع ليس هو التخطيط..بل في كيفية تطويرها..لان التخطيط في الأوراق موجود..والكلام الفارغ في الصحف وعبر الإذاعات والتلفزة هو الحاضر..
قبل سنوات قليلة كان جون بيير مورلان الذي كان خلال يونيو 2020..مشرفا على الإدارة التقنية الوطنية، كما أنه كان مكلفا بالتكوين بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم..والذي كان رفقة العديد من الأطر الوطنية المتمكنة..خلال عهده كان التواصل سيد الموقف..وكانت الأهداف واضحة..بحيث كانت الاجتماعات دائمة بين الإدارة التقنية والمدراء التقنيين للعصب..وبالتالي فالأهداف كانت مسطرة.. وتوحيد الرؤى كانت واضحة….
كل هذا لا وجود له الآن..ما هو موجود هو تضخيم الأرقام في انتقاء اللاعبين دون جدوى..مع العلم أننا نبحث عن الكيف وليس الكم..لأن المنتخبات الوطنية لا تقبل إلا المميز….
في العهد السابق كانت العديد من الأطر الوطنية تشتغل ليلا نهارا..سواء في الشمال والوسط والشرق وسوس وغيرها من المناطق… والأمثلة متعددة وكثيرة…مع العلم ان الظروف مغايرة على ما هو عليه الآن..لذلك تم في عهدهم اختيار أجود المواهب الكروية والتي تحمل الآن قميص المنتخب المغربي..لاعتبارات متعددة..منهم الحضور البيداغوجي الذي كانت تشتغل به الكفاءات المغربية..لأنها كانت تعرف عقلية اللاعب المحلي….
وبالمقارنة مع الوضع الحالي”الكارثي”..والذي تعرفه الإدارة التقنية الوطنية..في زمن المسخ الكروي…فمن كان وراء تعيين بعض الأجانب الذين تم توزيعهم على المراكز الجهوية..والذين يتقاضون رواتب شهرية خيالية زيادة على الامتيازات الأخرى..السيارة والهاتف والتعويضات..
هذه الخصائص تطبق على المدير الجهوي بعصبة الشمال والشرق وفاس مكناس و يقيم في طنجة..وكذلك على المدير الجهوي بمراكش أسفي والمستقر بعاصمة النخيل..والمدير الجهوي السابق الرباط/ البيضاء.. والذي تحول بقدرة قادر لتدريب المنتخب المغربي لفئة معينة..بعد أن واجه ممانعة من طرف أندية الرباط والدارالبيضاء.
وكذلك المدير الجهوي الرابع الذي يستقر في اكادير…وهنا نلاحط ان هؤلاء اختاروا المدن السياحية…( طنجة/ مراكش/ اكادير)
و من غرائب الصدف أن هؤلاء كلهم من لوهافر ..فمن كان وراء هؤلاء..الذين تبقى السيرة الذاتية لكل واحد منهم فارغة….
الآن الإدارة التقنية الوطنية يتواجد بها فتحي جمال لوحده..والبقية من الأجانب..هنا يطرح السؤال..هل هذا الرجل هو الوحيد الخبير في التكوين؟ مع العلم أنه عندما كان جون بيير مورلان لم يأت بالأجانب للعمل معه.
المستوى الضعيف للأجانب ظهر في العديد من المحاضرات والكل يتذكر فضيحة دورة طنجة خلال بداية الموسم الحالي.
لنقل لهؤلاء الذين يتحكمون في الإدارة التقنية الوطنية الحالية وبما فيهم فتحي جمال..أن الرجاء كون العديد من النجوم..وبإمكانات تقنية ومادية متواضعة..ومنها من احترف في اكبر الأندية العالمية..والمغرب الفاسي تحت قيادة الحاج عبد الرحمان سليماني..كون أجود اللاعبين الذين دافعوا عن قميص المنتخبات المغربية..واحترفوا في عمالقة الفرق الأوروبية والسكيتوي أبرزهم..واللائحة طويلة..اليوم يأتي جمال ومن معه ليلقي علينا محاضرة تشبه حكاية أهل الكهف..
الانجازات التي حققتها المنتخبات المغربية..منها كأس إفريقيا 1976 كانت بأرجل اغلب اللاعبين من البطولة المغربية..أين أنت يا بابا والهزاز والشريف وفرس والتازي والسميري؟..قدموا جوابا لهذا الرجل..انجاز مونديال المكسيك 86 بأرجل الظلمي والبياز والمريس وخليفة وغيرهم..التأهل إلى مونديال94 بأقدام مغربية..رأسية الغريسي ضد زامبيا..وتمريرة الحضريوي..وغيرهم من رجالات هذا الوطن..الفوز بكأس إفريقيا للشباب بفاس ومكناس من أرجل التكوين داخل الرشاد البرنوصي والرجاء والمغرب الفاسي والكوكب والفتح الرباطي والجيش الملكي وغيرها من الفرق الوطنية..وتحت قيادة مغربية سواء في دكة الاحتياط أو الذين كانوا يقومون بتحليل الخصوص..التأهيل إلى مونديال فرنسا برأسية الابن البار خالد راغيب..الفتى الذهبي صاحب السرعة الخارقة..ولو عمل هؤلاء 100 سنة لن يستطعوا أن يكونوا لاعبا مثل راغيب..
قبل الختام..أقل ما يقال عن السياسة الحالية للادارة التقنية الوطنية.. أنها محبطة ومخيبة للآمال.. وتؤكد تراجعها..و مع تطور الكرة وسط البلدان السمراء..فان الكرة المغربية سوف تدخل في نفق مظلم..
ما تعيشه إدارة فتحي جمال.. أكدت بالملموس ضعفها..لانها بلا لون..ولا طعم ..ولا رائحة..
ختام الكلام
ختام الكلام.. من عجز عن الإسهام في البناء.. عليه الكف عن محاولات الهدم..