كتب ابراهيم الفلكي
في حياتي امرأة
تصلي من اجلي و لها
حين فتحت عيني
من ضعفي بحت لها
انت حبيبتي
فصاحت
قبل كل السنين
يا ليتك قلتها
فبللت بالدمع وجهها
زخات حلم
ينابيع
تنساب منها وحدها
فتكشف عن سرها قبل ان تكتشفها
تجمد الجواب على طرفي لساني
صمتي ما همها
حين أتحرر من عقدة السنين
و بعض الوقت لا يكفيني
هي امرأة أموت و لا أنساها
اليوم يا امراة
صار عمري الستون
رعشات وحنين
و شعر راسي يحكي عن وجع السنين
وعلى وجهي تجاعيد و أخاديد
ليس كما تشتهين
و عيني نهري دموع
وقلبي أنهكته الآهات
بغير انتهاء
أيام مضت ما عدت اذكرها
شكرا يا امرأة
ستون مرة
انطقها واعيد نطقها
عقدا…عقدا
حين اغفو …و حين اصحو
و حتى ثمل
كي اقنعها اني اعبدها
و حين تصلي كما اصلي
تدعو لي و لها
شهر غشت
بصمة جنوني
من الرحم الى الحلم الى الوهم
و من فرط غبائي
ابحث عني
وحيد انزع
حمم البركان و امواج الطوفان انساها
حين خذلتني قلت عذرا يا وطني
انا لست شيطانا
مثل طفل صغير يرسم جنونه لها
يا امرأة
حاولي ان تكوني لي أما
كما امي التي احبها
تحتلني
قطعة …. قطعة
و احس اني ولدت لها
يا امرأة
عندما قلت احبك
كنت ترتعشين
كدت تنفجرين
حتى تتنفسين
لحظة المخاض تنتظرين
اهي الشهور التسعة
ام للحولين تمسين و تصبحين
توزعين القبلات على الجبين و الخدين
و لغتي وحدها تفهمين
هل تدري يا امرأة
انني في يوم ميلادي
عقدة الحب احملها
حاولي ان تكوني امي
حين امي ضيعتها
خذيني في حضنك ستون سنة اخرى
و علميني العشق ستون سنة اخرى
و ضميني الى صدرك ستون سنة اخرى
و امسحي دموعي ستون سنة اخرى
و احكي لي بعض من حكاياتها
و افركي لي خصلات شعري
حتى اغفو
كما كنت لها و كانت حياتي لها كلها
يا امراة
في كل عام افتح عيني
ارتكب جريمتي الشعرية
عشقا
و لا يهمني حين تترصدني
عيون حراس المحنطين
و الاصنام و بقايا الاثار و الاضرحة
حين اتاملها
جميعهم بلا قلب بلا عيون
المراة عندهم
دمية …لعبة تغري
و لو جمرة تدمي الى حين
حتى و لو جوهرة ومن بلور و مرمر
حين الكلام تدغدغ سامعيها
ستون سنة
مقاطع تنتهي في دقائق
كقنديل جف زيته
ليلة عيد الميلاد
من يمنحني شمعته …قنديله
فهي للستين سنة مضت ما اضيف لها
فما ابهاها