معركة إثبات الذات

جسر التواصل9 مايو 2025آخر تحديث :
معركة إثبات الذات

عمر عاقيــــــــــــــــــــل

تجاوز المنتخب المغربي للشباب دور مجموعات كأس أفريقيا أقل من 20 سنة، لا يمكن إطلاقا اختزال قيمته الفنية من خلال ما تحقق من أهداف وطموحات تجاوز دور المجموعات كهدف أول، قبل التفكير في الوصول للمربع الذهبي كإنجاز مؤهل لكأس العالم، واذا ما تحدثنا من خلال ما تحقق في مباريات دور المجموعات، من شأن ذلك أن يضعنا أمام صورة المنتخب وجهازه الفني أمام المزيد من الأمثلة والعبر، والمشاهد القيمة التي من الممكن بلورتها في صور مختلفة من الفائدة التي سيحدد وفقها ما يمكن الوصول إليه مع المنتخب، وما يمكن تجاوزه من سلبيات وأخطاء بأقل نسبة في المباراة القادمة، من التي كان عليها اللاعبون في المباريات السابقة احتملت الكثير من السلبيات، ولأن في تأهل المنتخب كمتصدر للمجموعة أمام منتخبات من قيمة نيجيريا وتونس الذي ليس من السهل جدا أن يصل إلى ما حققه لو أنه لم يحسن الظهور بقناعات وتصورات مدربه وهبي بالرغم من كل المؤاخذات في حقه، فلا أستبعد المناشدة لمدرب المنتخب الذي آمل أن يكون أكثر المستفيدين من عدم دقة القناعات الفنية التي كان عليها في المباريات السابقة، وأكثرها ما يخص ثقته السابقة ببعض اللاعبين، حتى لا يعود في مواجهة السيراليون إلى تكرار نفس القناعات، التي يعتقد فيها الصواب، ما يمكن أن يسقطنا في فخ حرمان المشاركة في كأس العالم.
أعتقد أن نجاح أي مدرب إذا ما كان، لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن الإستفادة من المواجهات السابقة، وتعديل القناعات بأخرى جديدة يفرضها واقع المنافسة، ذلك إذا ما أكدنا أن المضي المستمر في عكس اتجاه المخرجات والتقييم الحقيقي لها، لا يمكن أن يعبر عن الجديد المنتظر، بقدر ما يكتبه من فشل، يتحمله المدرب المتمسك بقناعات وأفكار خاطئة، بالرغم مما أظهره المدرب من تجاوب ومرونة على نظرته الفنية في مباراته أمام تونس، وهنا تكمن قيمة المدرب ومستوى المرونة والتي أرى أن المدرب الوطني مطالب أن يتمسك بها، بعد الإبتعاد عن الاعتقاد بنظرة فنية سابقة لا يمكن أن تقدم الجديد لما فيه مصلحة الكرة المغربية.
دائما ما أسير في تجاه أن النجاح لا يمكن أن تضيق زاويتة والنظرة فيه بالضرب على مستوى اللاعبين الشباب، حتى لا يكون هناك اجحاف في التقييم وهضم لحقوق الكثير من الجوانب وقصور في النظرة على مستوى ما يمكن له يتطور مع ناديه، يمكن لها مستقبلا أن تقدم صورة من النجاح مع المنتخب الأول، وفي سنوات قادمة ستجني فوائدها وستقطف المميز من ثمارها.

ما قد يمكننا من تحقيق طفرة في تحقيق المكتسبات، يفترض أن تعنون العديد من الدروس والعبر مستقبلا، وأن يقف الجميع معها، ليس للتأمل والمتابعة فقط، بل وحتى على مستوى استخلاص ما يمكن استخلاصه من مواقف ومرتكزات عاشتها الكرة المغربية في سنوات سابقة، لم تتمكن بعدها من تحقيق الإستفادة من تجارب تمكنت معها في ظهور مواهب وخيارات عديدة، لم تستثمر بالشكل الايجابي.
ولطالما أن التطوير في المواهب هو الإستثمار الحقيقي لسنوات طويلة قادمة، فليس من العيب أن نتوقف للحظة في استرجاع ذكريات ما تم التفريط فيه من أجيال عاشتها كرة القدم المغربية، لنتوصل ومن خلالها إلى الآلية التي يمكن التطبيق والبناء عليها مع الأجيال الحالية، حتى نصل في نهاية المطاف إلى مخرجات لها أن تسهم في الإنتقال إلى عملية شاملة في التكوين والتطوير.
أجد في إمكانيات منتخبنا الشاب القدرة على إضافة مكتسبات أخرى تنضاف إلى إلى ما تمكنت الكرة المغربية من تحقيقه خلال مدة قصيرة، وهي في واقع الأمر حقيقة تعبر عن مرحلة مهمة من التحول في تحقيق النجاح تتناغم مع ما ينتظر أن يكون عليه حال الأندية الوطنية، وتلك الطموحات التي من المؤكد أن يتسابق الجميع لتحقيقها.
ما يهم التذكير للبناء عليه، وفق الرؤية التي تحملها جامعة الكرة أن لا تكون كرة المغرب الأقل شأنا من نظيراتها الأفريقية، وأن تكون دائما وأبدا نقطة ضوء ومرتكز أنظار المتابعين والنقاد عبر العالم، للتمعن في الكثير من التفاصيل من التميز والتي لا أعتقد أن جامعة الكرة ولا حتى جماهير المغربية سيرتضون بالأقل مما تحقق.

الاخبار العاجلة