مقالب سوق الأندية

جسر التواصل26 يناير 2025آخر تحديث :
مقالب سوق الأندية

عمر عاقيــــــــــل

قد  تكون  فترة  الإنتقالات الشتوية للموسم الحالي من أضعف مواسم البطولة في عهد ما يسمى بالإحتراف نظير ما تمر به أغلب الأندية من ضعف مواردها المالية، ما تسبب للعديد منها بالمنع من دخول سوق الإنتقالات، ومعها برزت حالة من التذبذب في أداء العديد من الفرق مقارنة بالكم الكبير من تعاقدات بداية الموسم، كما لم تتمكن فيه أندية من الحفاظ على بريق الموسم الماضي، بينما نجحت أخرى في تحقيق تحسن طفيف في الأداء والنتائج، رغم أن أغلب الأندية أكدت أنها بحاجة إلى تغييرات كبيرة في تركيبتها البشرية للبقاء في دائرة المنافسة، نظير خيبة الأمل الكبيرة في تحقيق النتائج الإيجابية منذ ضربة البداية، ولم تقترب حتى من مستوى التطلعات رغم الكم الكبير من التعاقدات صيفا.
وسط هذا المشهد الفوضوي والعبثي الذي يضرب أركان الأندية المغربية، يأتي موسم سوق الإنتقالات الشتوية كفرصة لعدد من هذه الفرق من أجل إجراء تعديلات جوهرية تعيد لها شيئا من بريقها المفقود.
مع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون هذا الميركاتو الشتوي كافيا لإنقاذ هذه الفرق وإعادتها إلى السكة الصحيحة؟
بالرغم من أن واقع كرة القدم عالميا يؤكد أن الفترة الحالية تبقى مجرد مرحلة سد الفراغ وإعادة بناء تكميلية، بل هي غالبا فرصة لتعديل بعض النقاط أو تلبية احتياجات ضرورية نتيجة لظروف طارئة، مثل إصابة لاعب بارز أو ظهور نقاط ضعف خلال المرحلة الأولى من الموسم، لذلك تبقى مجرد مرحلة اختيارية لمساعدة الأندية على تحسين وضعها، لكنها نادرا ما تشكل حلا على غرار الأندية المحترفة بصفقة أو اثنتين، وهو أمر قد يكون قابلا للتحقق خلال هذه الفترة، لاستعادة التوازن المفقود، لكنها تبقى في مجمل الخيارات الممكنة لدى الأندية المغربية مجرد وسيلة وأداة لتخريب المراكز بلاعبين آخرين معظمهم غير قادرين على انتشال الفرق من الحالة المزرية التي تعيشها.
إذا كانت مشكلة غالبية فرق البطولة الوطنية لدينا ضعف الإمكانات المادية، فإن البعض منها حقيقة على غرار ممثلي العاصمة الثلاثة ونهضة بركان لا تعاني في حقيقة الأمر من هذه المشكلة، وإنما من أزمة مختلفة تتعلق بوضع استراتيجية بناءها من أبناء النادي، ما يسمح لها بالعمل على قواعدها بشكل سليم وصحيح، حقيقة لابد أن نقر بها بأن المشهد الأخير على صعيد أداء ومستوى الفرق كان ضبابيا، ولم يلبي حجم الطموح، ولن يساهم في تطوير مستوى اللاعب المحلي والرفع من قيمته السوقية، ولا حتى كلاعب قابل على حمل قميص منتخباتنا الوطنية، وهذا ما جعل أوراق التوت تسقط عن الكثير من الأندية لتكشف عوراتها وأخطاءها المتراكمة على مدار السنين السابقة، فانكشفت الفقاعات التي عاشت بها جميع الأندية، وثبت بما لا يدعو للشك سوء التخطيط وضعف الرؤية الإستراتيجية لدى القائمين عليها.
الحقيقة التي يجب الإعتراف بها أن تطوير مستوى الأندية يبدأ من القاعدة، والمعطيات الموجودة على مستوى البطولة الوطنية غير مطمئنة أبدا، خصوصا طريقة التعاطي مع قاعدة اللاعبين السنية التي أثبتت أن مستواها فقير جدا، بل الأكثر ما يحز في النفس أنه بالرغم من الأخطاء الكارثية على مستوى انتذابات اللاعبين كل موسم وبالرغم من جميع التحذيرات والتنبيهات في الفترات السابقة حول الأخطاء التي وقعت فيها أنديتنا في تعاطيها مع الفئات السنية لديها وطريقة البناء الخاطئة، لم تلق آذانا صاغية، ما جعل من تعاقب الرؤساء خلال كل سنوات (الإحتراف) ينصب جل إهتمامهم بالإسراع في تنفيذ قرار التعاقدات رغبة في تحقيق إنجازات مسبقة الصنع.

موسم تلو الآخر تقدم لنا الأندية المغربية عصارة فشلها في استقطاب اللاعبين المناسبين وبمبالغ مالية مبالغ فيها لم تلقى الرضا الواضح من قبل الجماهير، في مقابل تحولت جملة من الأسماء في زيادة أعباء مالية مضاعفة على خزائن الأندية، ومعظمها تعاني النتائج بسبب سوء اختيارات اللاعبين.
تكمن المشكلة في أن عملية التعاقدات الخاصة بفرقنا تقليدية وسطحية للغاية، حسب الميزانية المرصودة للتعاقدات وعلاقتها بتدبير الإنتذابات من قبل سماسرة اللعبة، مع أن جل الوكلاء الذين تتعامل معهم الأندية المغربية مجرد وسطاء جل همهم إبرام الصفقة بغض النظر عن نجاحها أو فشلها، بالإضافة بأن الإختيارات غالبيتها المطلقة تكون عشوائية وليست حسب حاجة النادي إلا من رحم ربي.
المؤسف حقا أن تستمر معاناة الأندية في نسف طموحات جماهيرها بسبب سوء الخيارات على مستوى اللاعبين، ولا أدري ما الذي يشغل إدارات الأندية ويمنعها من عمل متابعة دقيقة ومدروسة من أجل جلب اللاعب المناسب الذي يفيد الفريق ويصنع له الفارق، بدلا من التعامل بطريقة عشوائية ترتكز على شطارة السماسرة الذين بلا شك تبقى الغالبية منهم في مطمع في أن تكون الأندية في حالة تغيير مستمر على صعيد اللاعبين لكي تعيش مهنة السماسرة ماديا.

Views: 4

الاخبار العاجلة