جسر التواصل/ الرباط/ وكالات
عاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في زيارة قصيرة، تلبية لدعوة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، في لحظة تاريخية تخللتها مصافحة وتبادل حديث ودي وابتسامات. وإذ هنأ بايدن خلفه على فوزه في الانتخابات، فإنه وعده بانتقال سلمي للسلطة، فيما قال ترامب ان انتقال السلطة سيكون بأكثر قدر من السلاسة.
وقبل ذلك، تطرق ترامب إلى فرضية ترشحه مجددا للرئاسة، خلال خطاب ألقاه أمام أعضاء من الحزب الجمهوري في واشنطن، علما أن الدستور الأميركي يمنعه من التقدم لولاية ثالثة.
وقال أمام جمع انفجر ضاحكا «أظن أنني لن أترشح إلا إذا اعتبرتم أنني جيد ولابد إذن من التفكير في شيء آخر».
واستقبل بايدن ترامب في المكتب البيضاوي، بعد أربع سنوات على مغادرته البيت الأبيض، وعقب تأكد حزبه الجمهوري بالفعل من حصوله على الأغلبية في مجلس الشيوخ، فيما يتوقع أن يحتفظ أيضا بالسيطرة على مجلس النواب.
وقالت الناطقة باسمه كارين جان بيار إن الرئيس المنتهية ولايته «يؤمن بالمعايير والمؤسسات». ولم ينظم ترامب زيارة المجاملة التقليدية هذه بين الرئيس المنتهية ولايته والرئيس المنتخب لدى تسليم السلطة لبايدن قبل 4 اعوام.
وبحسب مايك جونسون، النائب الجمهوري في الكونغرس، فإن على جدول ترامب زيارة «الكابيتول»، وهو المبنى الذي اقتحمه أنصاره في 6 يناير 2021 لمحاولة منع تصديق الكونغرس على انتخاب جو بايدن.
ومع الأخذ في الاعتبار أن المحكمة العليا باتت تخضع لهيمنة واضحة من اليمين، سيكون تاليا لدونالد ترامب حرية تصرف شبه مطلقة.
وينظر إلى الزيارة على أنها نكسة للرئيس الديموقراطي الثمانيني، الذي يعلم أن جزءا كبيرا من سجله السياسي قد يتبدد على يد الفريق الذي يشكله خليفته.
ومن آخر هذه التعيينات، نفذ ترامب وعدا قطعه خلال حملته الانتخابية بتعيينه أغنى اغنياء العالم إيلون ماسك على رأس وزارة «الكفاءة الحكومية» المستحدثة بالاشتراك مع رجل الأعمال الجمهوري فيفيك راماسوامي، فيما يعكف على اختيار أعضاء إدارته الجديدة.
وأعلن الرئيس المنتخب أنه ينوي تعيين ماسك رئيس شركتي «تيسلا» للسيارات و«سبايس اكس» للفضاء ومنصة «اكس»، الذي لعب دورا غير مسبوق في حملته الانتخابية. وقال ترامب في بيان «هذان الأميركيان الرائعان سيمهدان معا الطريق أمام إدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص الاجراءات التنظيمية المفرطة وخفض الهدر في النفقات وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية.. وهو أمر ضروري لحركة إنقاذ أميركا».
وأشار إلى أن الوزارة «ستقدم المشورة والتوجيه من خارج الحكومة»، وهي خطوة تسمح لماسك بتجنب الكشف عن ثروته.
وأعطى ترامب الرجلين مهلة حتى 4 يوليو 2026 لتحقيق «حكومة أصغر» للقوة العظمى تكون بمثابة «هدية مثالية لأميركا في الذكرى الـ250 لإعلان الاستقلال» في 4 يوليو 1776.
وكتب ماسك عبر منصة اكس أن نشاط الوزارة سيدرج عبر الانترنت «من أجل شفافية مطلقة»، مضيفا أن «قائمة بالنفقات حتى السخيفة منها» ستنشر أيضا.
إذا استطاع رجال الأعمال الأثرياء الثلاثة إطالة أمد التفاهم بينهم، قد يعمدون إلى إجراء اقتطاعات جذرية في الميزانية الفيدرالية للقوة الرائدة في العالم.
والى جانب ماسك وراماسوامي، يعكف ترامب الذي فاز بالانتخابات الرئاسية الأميركية قبل أسبوع على منافسته الديموقراطية كامالا هاريس، على الكشف عن اسماء المزيد من المقربين لتعيينهم في مناصب رئيسية في إدارته المقبلة، بينها وزير الدفاع ومبعوث خاص إلى الشرق الأوسط.
فبعدما عين ثلاثة من مساعديه المقربين ليتولوا ملف الأمم المتحدة والبيئة والهجرة، يترقب أن يختار سيناتور فلوريدا النافذ ماركو روبيو ليتولى وزارة الخارجية، وهو كان يشارك في رئاسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
وفي البيت الأبيض نفسه، سيقود العلاقات الدولية في عهد ترامب الجديد «صقر» آخر، هو مايك والتز، في منصب مستشار الأمن القومي الذي يتخذ أهمية استراتيجية.
ومن المقرر أن تصبح حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية كريستي نوم وزيرة للأمن الداخلي، وهي حقيبة تشمل الجمارك وحرس الحدود.
وقال ترامب في بيان إنه اختار لمنصب وزير الدفاع مقدم البرامج في شبكة «فوكس نيوز» والمتقاعد من الجيش والذي سبق أن خدم في العراق وأفغانستان بيت هيغسيث، في حين اختار رجل الأعمال ستيفن ويتكوف ليكون مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط.
كما اختار ترامب وفقا للبيان المدير السابق للمخابرات الوطنية جون راتكليف مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.أيه) المسؤولة عن المخابرات في الخارج.
واختار ترامب أيضا حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل.
وقال ترامب في بيان «يشرفني أن أعلن تعيين عضو الكونغرس مايك والتز للعمل في حكومتي مستشارا للأمن القومي»، مشيدا بالكولونيل المتقاعد في الجيش الأميركي كـ «قائد معترف به على المستوى الوطني للأمن القومي» و«ومدافع شرس عن برنامجي للسياسة الخارجية أميركا أولا».
وسبق أن اختار إليز ستيفانيك وهي نائبة عن ولاية نيويورك تبلغ الأربعين من العمر، لتولي منصب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة.
وأعلن ترامب كذلك تكليف ملف الهجرة غير النظامية عند الحدود، إلى توم هومان.
وعين الرئيس المنتخب كذلك لي زيلدن أحد المقربين منه لإدارة وكالة حماية البيئة.
وتحتاج تعيينات الوزراء والسفراء ورؤساء وكالات الاستخبارات وبعض المناصب العليا الأخرى في الولايات المتحدة إلى موافقة مجلس الشيوخ الذي تمكن الحزب الجمهوري من تحقيق الأغلبية فيه خلال انتخابات الكونغرس التي نظمت بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر الماضي.
لكن اختياره للنائب الجمهوري مارك والتز في منصب مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة لا يحتاج تعيينه إلى موافقة مجلس الشيوخ.